تقول صحيفة "صندي تايمز" إن تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام هو من أكثر الجماعات المتشددة ثراء في العالم، حيث أخذ 250 مليون جنيه إسترليني من البنوك في الموصل بعد إخراج قوات الجيش العراقي من المدينة وما حولها، الشهر الماضي.
وقد يصبح التنظيم أكثر ثراء بعد فرض "الضريبة"، ونهب كميات كبيرة من
الآثار التي حصل عليها من مناطق
سوريا والعراق. وتقول الصحيفة إن أمراء
داعش المحليين هم من يقررون قيمة الضريبة ومن يرفض من السكان دفعها يقتل.
وتضيف الصحيفة أن "الضريبة" كشف عنها سلام القنطار، الأستاذ السوري الزائر في جامعة بنسلفانيا وعمار العظم، الأكاديمي المولود في سوريا وهما جزء من وحدة مهام خاصة لإنقاذ التراث السوري، وهي فرقة أنشأها الائتلاف السوري، تقوم بلقاء الناشطين المحليين سرا وتوثيق الدمار الذي حصل على التراث الحضاري السوري. ونقلت عن العظم الذي يعمل أستاذا في جامعة شوني بأوهايو "ما وجدنا هو أن داعش منخرطة في نشاطات غير مشروعة للإتجار بالآثار السورية، ولكن بطريقة معقدة وغادرة".
ويسيطر التنظيم على الصفقات التجارية من الآثار، حيث يقوم من مركزه في تل أبيض على الحدود السورية- التركية بالحصول على أرباح من الصفقات التجارية وعلى كل المستويات، من الحفر حتى المرحلة الأخيرة من البيع. ويقول العظم إن "الدمار الذي يحدث على المواقع الأثرية لا يصدق، فهم لا يحفرون في المناطق المعروفة ولكنهم يقومون بجرف كل شيء".
وتشير ندى حسن، مسؤولة وحدة الدول العربية في مركز التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة التربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) إلى قطعة أثرية تعود للعصر الآشوري، والتي سحبها بيت المزادات بونهام من مزاد عقد في نيسان/ إبريل الماضي وقدر ثمنها بحوالي 795.000 جنيه استرليني، وجاء القرار بعد تدخل الشرطة الدولية إنتربول. وكانت عملية ناجحة كما تقول لأن هناك إثباتات تشير لمسؤولية داعش عن الحفر.
ونقل عن باتي غيرتسنيليث، المتخصصة في التراث الثقافي بجامعة دي بول للقانون في شيكاغو: "سوق الآثار يعمل الآن بسرية، وأي قطعة أثرية مشتبه بتهريبها تباع بشكل خاص ولا نعرف عنها". وتقول إن من أهم المواقع الأثرية التي تضم آثارا "تل الصالحية/ دورا يوربوس" والذي يحتوي على شواهد دينية قديمة.
وأظهرت صورة فضائية للموقع التقطت في عام 2012 عمليات حفر فيه، ولكن على قاعدة مصغرة، وفي آخر الصور التي التقطت قبل أسبوع، كشفت عن الحفريات التي تمت في كل مكان من الموقع. ويقول باحث أثري: "لم أعثر على مكان لم تصله الحفريات"، ويحتاج الأمر لقرون كي يتم حفر المكان بطريقة مناسبة.
ويضيف التقرير: "في الوقت الحالي يبدو أن داعش قد وفرت الحماية لمتحف الموصل الذي تعرض للنهب في عام 2003، أي أثناء الغزو الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن مديرة المتحف قولها إن المتحف مغلق ولم يحدث له أي شيء حتى الآن. ولم تكن قادرة على دخول المتحف مرة أخرى بعد سيطرة داعش عليه، ولكنها تلقت تقارير تقول إن مقتنياته لم تمس. ويقول سكان المدينة إن مقاتلي داعش قاموا بتدمير قبر المؤرخ عز الدين بن الأثير الجزري. وشوهدت جرافات وهي تدمر كل البناء وتحولت القبة النحاسية إلى أنقاض. ونقل عن مسؤول في مكتب اليونسكو في العراق قوله "سمعنا تعهدات من أنهم لن يمسوا أي شيء في الموصل، ولكن ما حدث في سوريا لا يدعو للتفاؤل".