فجّر
محمد حصاد وزير الداخلية، مفاجأة من العيار الثقيل، حين أعلن عن وجود ثلاثة وزارء مغاربة في حكومة "الدولة الإسلامية" التي يرأسها "الخليفة" أبوبكر البغدادي، وقال إن عدد المغاربة الذي ذهبوا إلى سوريا والعراق بلغ 1122 عنصرا.
وقال محمد حصاد، الثلاثاء في مجلس النواب بالرباط، إن عددا من المغاربة يتبوأون مناصب رفيعة في "الدولة الإسلامية"، بينهم وزير "عدل" التنظيم (القاضي الشرعي)، ومسؤول الحدود الترابية (بمثابة وزير داخلية) و أمير اللجنة المالية (وزير المالية)، وأمراء مناطق (ولاة) من بينهم أمير منطقة تدعى "جبل تركمان" في سوريا.
ومضى الوزير يقول إن "عدد مهما من المقاتلين يحتلون مراكز قيادية ولا يخفون نيتهم استهداف
المغرب، وهو ما يشكل قلقا للمغرب"، مسجلا أن "المقلق أيضا هو إقبال المغاربة على تنفيذ العمليات الانتحارية، إذ تم إحصاء أزيد من 20 مغربيا قاموا بذلك".
ورفض حصاد أثناء إجابته عن أسئلة الفرق البرلمانية حول "
التهديدات الإرهابية التي تستهدف المغرب"، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب التي جرت منتصف النهار، الكشف عن أسماء القياديين المغاربة، مفضلا الاكتفاء بذكر رتبهم داخل التنظيم.
وأفاد الوزير بأن المعلومات المتوفرة، تفيد بأن عددا من هؤلاء المقاتلين، لا يخفون نيتهم تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف المملكة، وقد يساعدهم في ذلك التجربة التي راكموها في مجال إعداد المتفجرات وتقنيات الحرب واستعمال الأسلحة الثقيلة، والتكوينات التي استفادوا منها في مجالات عسكرية متعددة.
وكشف وزير الداخلية، لأول مرة عن العدد الحقيقي للمغاربة الذين انتقلوا إلى سوريا والعراق من أجل الجهاد، قائلا إن "أزيد من 1122 مغربيا غادروا المغرب ليقاتلوا في سوريا والعراق، ويرتفع العدد إلى ما بين 1500 و2000 مغربي إذا أضفنا بعض المغاربة الذين التحقوا بالمنطقة انطلاقا من أوروبا".
واعتبر حصاد أنه "من بين 1122 مغاربيا يقاتل هناك، توفي أكثر من 200 منهم، و128 رجعوا للمغرب وألقي القبض عليهم ويجري التحقيق معهم". وشدد على أن "المعلومات الاستخباراتية المتوفرة تفيد بوجود تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة يرتبط خصوصا بتزايد عدد المغاربة المنتمين إلى صفوف التنظيمات بسوريا والعراق".
وتابع حصاد بأن "الإعلان عن "دولة" تنظيم "
داعش" يشكل تطورا لخطر التهديد الإرهابي، وخطورته ترتبط بمجموعة من العوامل، خصوصا أن التنظيم يريد أن يسيطر على كل الدول الإسلامية، وبدأت الاستراتيجية في سوريا والعراق وهو يخطط للاعتداء على دول الجوار".
وأضاف قائلا: "هناك تطور كبير لاستقطاب العرب، والمعطيات تؤكد وجود 10 آلاف من دول عربية وأوروبية، جزء من هؤلاء مغاربة"، مبرزا أن "الخطورة أيضا تكمن في وجود منظمات إرهابية بالجزائر ومالي وليبيا ولها نفس التوجهات. والوضعية الأمنية التي تعرفها دول شمال أفريقيا، تعزز مخاوف المغرب".
واعتبر الوزير أنه من "المحتمل أن يلجا هؤلاء إلى الاستعانة بخدمات المجموعات الإرهابية التي تنشط بدول شمال إفريقيا أو بعض المتطرفين المغاربة الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام".
وبحسب وزير الداخلية، فقد "وردت معلومات أخرى تشير إلى سعي مجموعات إرهابية إلى صنع متفجرات غير قابلة للكشف بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية".
وكانت الحكومة المغربية قد تدارست خلال لقائها الخميس الماضي، موضوع التهديدات الإرهابية المحتملة بعد إعلان "داعش" إقامة "
دولة الخلافة الإسلامية"، معلنة عن مجموعة من الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية الجديدة ولحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم.
وأعلنت وزارة الداخلية في أعقاب اللقاء بقيامها برفع درجة اليقظة والتأهب على مستوى الإدارة الترابية والمصالح الأمنية، وتمت دعوة الولاة والعمال إلى اتخاذ تدابير محددة تعزز الإجراءات الأمنية الجاري بها العمل في ميدان محاربة الإرهاب، وطلب منهم أيضا العمل فورا على الرفع من مستوى الحيطة واليقظة، إلى أقصى درجة، وتقوية وسائل المراقبة وتواجد عناصر قوات الأمن وعقد لقاءات تحسيسية حول هذا الموضوع.