فيما يمثل تأكيداً على الاستنتاج الذي خلصت إليه النخب السياسية والأمنية "
الإسرائيلية"، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق أهارون زئيفي "فركش" إن ما أسماه "المحور السني المعتدل" منح "إسرائيل" هامش مرونة كبيرا لمواصلة الحرب على حركة
حماس.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية، الأربعاء، أوضح زئيفي أن ما يحدث يمكن وصفه بـ "زلزال، حيث لا تتردد دول عربية في التعاون مع إسرائيل في حربها على الإسلاميين المتطرفين"، على حد تعبيره.
وتساءل زيفي قائلاً: "من كان يصدق أنه سيأتي اليوم الذي تدافع فيه مصر عن المصالح الإسرائيلية على هذا النحو من الوضوح والثبات كما يحدث في الحراك الهادف للتوصل لوقف إطلاق نار".
واعتبر فركش أن تراجع الميل نحو الديموقراطية الواضح في العالم العربي يخدم مصالح "إسرائيل"، قائلاً: "الجنرال
السيسي يقول ببساطة "أنا لست معنياً بالديموقراطية، بل بالحرب على الإسلاميين الذين يمثلون خطراً على مصر واستقرارها"، وهذا ما تتبناه دول عربية أخرى".
وأضاف: "الدول العربية المعتدلة تشعر أنها في نفس القارب مع إسرائيل وهي ترى أن هناك توافق مصالح غير مسبوق بينها وبين تل أبيب، وهذا ما يحسن من قدرة إسرائيل على مواجهة حماس".
من ناحية ثانية أجمع معلقون صهاينة على أن أخطر إنجاز حققته حركة "حماس" في الحرب التي تشنها "إسرائيل" يتمثل في إجبارها شركات الطيران العالمية على وقف رحلاتها الجوية إلى تل أبيب في أعقاب نجاح "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، في قصف مرفق تابع لمطار "بن غوريون"، المطار المركزي في "إسرائيل".
وذكر تيشكو منشه، المعلق السياسي في شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح اليوم الأربعاء أنه لا خلاف على أن حركة حماس حققت "نصراً مهماً في الوعي، حيث أنها نجحت في اغلاق سماء إسرائيل أمام الطيران الأجنبي".
وأضاف منشه أن آلاف "الإسرائيليين" تقطعت بهم السبل حالياً، وباتوا عالقين في عواصم العالم، لعدم وجود شركات طيران مستعدة للتوجه لإسرائيل، مشدداً على أن هذا يزيد الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار.
ونوه منشه إلى أن ما يثير الإحباط في مسار الحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة حقيقة أن حركة حماس هي التي تتحكم بقرار وقف أو مواصلة إطلاق النار.
وفي سياق آخر، أصدر الحاخام دوف لؤور، المرجعية الدينية لحزب "البيت اليهودي"، الذي يعتبر ثالث أكبر حزب في الائتلاف الحاكم فتوى تتيح للجيش "الإسرائيلي" استهداف المدنيين الفلسطينيين غير المتورطين في أعمال قتالية.
وذكر موقع صحيفة "معاريف" صباح اليوم الأربعاء أن لؤور أصدر فتواه رداً على الانتقادات الدولية التي توجه للجيش "الإسرائيلي" في أعقاب سقوط المئات من النساء والأطفال والشيوخ الفلسطينيين بنيران القصف الصهيوني.
ويذكر أنه سبق للحاخام لؤور أن أصدر فتاوى تبيح تسميم آبار الفلسطينيين وسرقة محاصيل الزيتون الخاصة بهم، علاوة على أنه اعتبر باروخ جولدشتاين، منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994 بأنه "قديس وبطل".