قتل ثلاثة أشخاص، الأربعاء، في سقوط قذائف على دمشق مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تزامنا مع تواصل المعارك بين القوات
النظامية والمقاتلين في شرق العاصمة، بحسب مصادر رسمية سورية.
وتتواصل المعارك والقصف في مناطق مختلفة من
سوريا غداة مقتل ستة أطفال من عائلة واحدة في قصف للطيران السوري شمال مدينة حلب.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" إن "قذيفتي
هاون أطلقهما إرهابيون وسقطتا على سوق الهال في الزبلطاني (وسط) دمشق أسفرتا عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة ستة آخرين"،
في حين أدت قذيفة ثالثة سقطت على حي برزة (شمال شرق) إلى جرح أربعة أشخاص.
وكانت 11 قذيفة على الأقل سقطت على أحياء في دمشق، الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن سقوط القذائف التي يرجح أن مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة، تزامن مع معارك هي "الأعنف" منذ أشهر عند مدخل
حي جوبر الذي يسيطر المقاتلون على غالبيته.
وقال المرصد، الأربعاء، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة "بين مقاتلي جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا) والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في محيط حاجز عارفة الواقع في المنطقة الفاصلة بين (ساحة) العباسيين وجوبر" في شرق العاصمة.
وأكد مصدر أمني سوري أن "العمليات مستمرة في جوبر والجيش يحرز نجاحات في بعض الاتجاهات، ولكن وجود المدنيين يعيق أحيانا التقدم"، مشيرا إلى أن الجيش النظامي استعاد بعض المواقع وكتلا من الأبنية كان المقاتلون استولوا عليها.
وتصاعدت حدة المعارك على أطراف جوبر خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد تقدم المقاتلين منتصف الأسبوع الماضي، وسيطرتهم على حاجز للجيش السوري يقع على الطريق المؤدية إلى ساحة العباسيين التي تعد بمثابة المدخل المؤدي نحو قلب دمشق من جهة الشرق.
وقامت القوات النظامية بشن هجوم مضاد على الحي واستقدام تعزيزات، شملت نشر دبابات تقوم بقصف مواقع المعارضة.
وبالنسبة إلى المعارضة المسلحة، يعد جوبر حيا استراتيجيا لاتصاله شرقا بمعاقل لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة.
وقال المرصد الأربعاء إن القوات النظامية قصفت بالهاون مدينة دوما (شمال شرق دمشق) التي تسيطر عليها المعارضة، ما أدى إلى سقوط جرحى.
في ريف حلب (شمال)، قتل ستة أطفال من عائلة واحدة ليل الثلاثاء الأربعاء، في قصف جوي للقوات النظامية على قرية الوحشية.
وأوضح المرصد أن الأطفال هم ثلاثة ذكور وثلاث إناث من عائلة مسلم.
وتقع البلدة شمال مدينة حلب، كبرى مدن الشمال، التي تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.
وتتعرض مناطق المعارضة في حلب وريفها لقصف مكثف من طيران النظام منذ نهاية 2013، أدى إلى مقتل أكثر من ألفي مدني منذ بداية 2014، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الطيران كثف في الفترة الأخيرة غاراته الجوية شمال حلب "في محاولة لتشتيت المقاتلين المعارضين واستعادة المناطق التي يسيطرون عليها"، لا سيما بلدة مارع.
كما قتل ثلاثة أطفال آخرين ليل الثلاثاء الأربعاء، هم فتى في الخامسة عشرة من العمر في قصف جوي على بلدة اللطامنة في ريف حماة (وسط)، وطفلة في السابعة من العمر في قصف مدفعي للنظام قرب مدينة جسر الشغور في ريف أدلب (شمال غرب)، وطفلة في السادسة من العمر في قصف جوي لطيران النظام على قرية الكشكية في دير الزور (شرق).
وأدت الحرب في سوريا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى مقتل أكثر من 170 ألف شخص بينهم أكثر من تسعة آلاف طفل، بحسب المرصد.