"مثلث برمودا" هو الاسم الذي باتت قوات
النظام السوري تطلقه على
حي جوبر شرقي العاصمة
دمشق، بعد تكرر حالة فقدان الاتصال مع قواتهم على أطراف الحي ضمن الاشتباكات الأخيرة الجارية والتي وصفت بالأعنف منذ شهور .
فبعد فقدان قوات النظام اتصالها مع عدة مجموعات اقتحام تابعة لها خلال الأيام الماضية أثناء محاولة التقدم لإعادة السيطرة على حاجز عارفة، أكدت قوات المعارضة وقوع أغلب عناصر تلك المجموعات بين قتيل وجريح، حيث أكد المكتب الإعلامي لتنظيم اتحاد أجناد الشام لصجيفة القدس العربي، مقتل 35 عنصر من قوات النظام خلال أخر محاولة تقدم لهم. مبينا وجود تسعة جثث لعناصر تابعة للجيش النظامي لديهم بينهم ضابطان. الأمر الذي بات يخيف جنود النظام في المنطقة وفي عموم دمشق لدرجة إعلان بعض عناصر الحواجز المنتشرة في دمشق خوفهم من الذهاب في "مهمات" لتلك المنطقة.
"الحمد لله يلي هون قاعدين مو بجوبر" قالها أحد عناصر الحواجز لزميله خلال عملية تفتيش السيارات في دمشق بالتزامن مع دوي سيارات اسعاف باتجاه الحي.
فيما يؤكد معظم سكان الأحياء الشرقية في العاصمة خوفهم من ارتفاع حدة المعارك في جوبر، والتي فرضت بسببها تشديدا أمنيا غير مسبوق على الأحياء، وصل لمطالبة قوات اللجان الشعبية في حي القصاع السكان باستصدار وثيقة رسمية لكل سيارة تحوي اسمها واسم مالكها ومواصفاتها لضبط السيارات التي يسكن مالكوها ضمن الحي ومنع دخول السيارات الغربية حسب ما أفاد ناشطون. إضافة لسقوط قذائف الهاون بشكل عشوائي وهستيري على الأحياء المجاورة والذي سبب مقتل عدة أشخاص وإصابة اخرين مما أصاب الكثيرين بالخوف من التجوال أو حتى الخروج من المنازل حسب ما أكد أحد سكان حي الزبلطاني للقدس العربي.
بالمقابل فقد أكد المكتب الإعلامي لـ"اتحاد لأجناد الشام" عدم مسؤوليته عن إطلاق قذائف الهاون باتجاه العاصمة متهما قوات النظام بذلك، في حين فقد أصدرت تنسيقيات أحياء دمشق بيانا تحمل فيه مسؤولية اطلاق قذائف الهاون للنظام السوري وبعض كتائب الجيش الحر "المتهاونة بأرواح المدنيين “حسب تعبيرهم، مؤكدة غاية النظام من خلال القيام بذلك بتشويه صورة الجيش الحر وتوسيع الهوة بينه وبين المدنيين في دمشق.
"أوضاع معيشية مأساوية"
وفي سياق مختلف يعيش مقاتلو المعارضة والمدنيين المتبقين في جوبر أوضاعا إنسانية صعبة في ظل القصف المتواصل على الحي والذي سبب دمارا هائلا فيه، حيث أوضح المصدر تشابه الحال في الحي مع بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من قلة في الطعام والماء .. "نعتمد على القليل المتوفر المتبقي لدينا خصوصا مع تردي الوضع المادي بشكل عام وخاصة لدى المدنيين.
في حين تعمل الهيئة الإغاثية في الحي على تأمين طعام المحاصرين في الحي حسب المستطاع حيث تقوم حاليا بتحضير وجبات للإفطار وتوزيعها على سكان الحي مستخدمة الوسائل بديلة وبدائية لإعداد الطعام في ظل انقطاع الخدمات الأساسية عن الحي.