تطرقت صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية في عددها الصادر الأحد، إلى ظاهرة الانزياح نحو اليمين وبعض تجلياتها في المجتمع
الإسرائيلي، وهي ظاهرة قديمة في واقع الحال، "أخذت تتصاعد كما يبدو بتأثيرات الحرب على قطاع
غزة".
وقالت الصحيفة إن "
اليمين المتطرف يصعد في إسرائيل، فمن ينتقد الهجوم الإسرائيلي على غزة أو يدعو لوقف إطلاق النار يواجه العنف بل وتهديدات بالقتل في وقت تتصاعد فيه وتيرة التوتر داخل إسرائيل بعد 21 يوما من الهجوم على قطاع غزة".
وفي الشهر الماضي، بحسب الصحيفة، أدت مظاهرة وسط القدس حمل المتظاهرون فيها لافتات "الموت للعرب" إلى وقف حركة السير.
وقال مشاركون في تظاهرة مؤيدة للسلام بعد عدة أيام إن شبابا من اليمين المتطرف كانوا يتظاهرون في تظاهرة مضادة قاموا بركل ناشطة يسارية.
وتضيف الصحيفة: "في الوقت الذي قال ساكنو مدينة تل أبيب الذين يعتبرون أنفسهم ليبراليين أن هذا لن يحدث في مدينتهم فإنه حدث بعد أيام. فبعد انطلاق صفارة إنذار بعد انطلاق صاروخ من غزة هرع الناس لملجأ، فجأة ظهر بلطجية من اليمين المتطرف وأخذوا يهاجمون المتظاهرين اليساريين مستخدمين عصي البيبسول وهم يقولون: اليساريون خونة".
وبعد ذلك بقليل شكر مغني الراب المتطرف يواف إلياسي المعروف أيضا بـ "الظل" زملاءه من الناشطين على صفحته فيسبوك، لظهورهم وتفريقهم التظاهرة: "معا نحن قوة ضد العدو بيننا، اليسار الراديكالي، شكرا لكم أيها الرجال الذين نسميهم الأسود، وشكرا لجيش الدفاع الإسرائيلي، وكل هذا لكم"، بحسب الصحيفة.
وتقول: "إن هذه الحوادث مع أنها غير مريحة لكنها ليست معزولة، فمع تواصل الهجوم على غزة تنتشر معها المشاعر اليمينية في كل أنحاء إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى ما تعرض له الكاتب اليساري والناشط في
حقوق الإنسان جدعون ليفي الذي تعرض لهجوم كان سيؤدي لسحله في مدينة عسقلان، بعد نشره مقالا انتقد فيه الطيارين الإسرائيليين الذين قال إنهم "يقومون بأسوأ وأقسى الأعمال الآن".
ونوهت "صنداي تيليغراف" إلى أن ليفي تلقى "عدة تهديدات بالقتل ونصحه أصدقاؤه بمغادرة البلاد ولو لفترة قصيرة. وعندما وقعت الصحافية شيرا غيفن على رسالة مع آخرين يدعون فيها لوقف إطلاق النار، أدت بوزيرة الثقافة ليمور ليفانت لوصف المخرجين بأنهم عار على دولة إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن حنين الزعبي النائبة العربية في البرلمان بعدما قالت إن خاطفي الثلاثة الشهر الماضي ليسوا إرهابيين ولكنهم كانوا يردون على الاحتلال، لا تستطيع الآن مغادرة بيتها بدون حراسة، بعد تعرضها لهجوم حاد وتلقيها تهديدات بالقتل، واضطر واحد من أهم الكتاب العرب في إسرائيل سيد قشوع، لمغادرة البلاد وتوجه للولايات المتحدة في فعل احتجاجي.
ويبرر باحث في الجامعة العبرية، بحسب الصحيفة، تصاعد المشاعر القومية بحالة الحرب. وقارن يارون إزراحي ما يجري في إسرائيل بما جرى في بريطانيا أثناء حرب الفوكلاند.
ولكنه قال إن "التطرف في إسرائيل تشعله عوامل أخرى من أهمها الأحزاب اليمينية: "لدينا في إسرائيل أحزاب وسياسيون يقومون بتصفية الحسابات من خلال التحريض ضد العرب بشكل عام والعرب الإسرائيليين أيضا".
"أحدهم هو وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي دعا لإخراج العرب والآخر هو نفتالي بينيت، زعيم البيت اليهودي، وهو متطرف وينتعش من خلال العدوانية والعداء"، تنقل الصحيفة عن الباحث.
وقال "هناك تسامح مع هذا التطرف من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية بمن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي علق تعليقا غير متوقع عندما تحدث عن الفجوة الأخلاقية بين اليهود والعرب".