تساءل الصحافي البريطاني روبرت فيسك عن البريطانيين الذين يقاتلون في
غزة ويرتدون زي الجيش
الإسرائيلي، وإن كانت الحكومة البريطانية مهتمة بهم قدر اهتمامها بالبريطانيين الذين يسافرون إلى
سوريا للقتال في صفوف "الجماعات الجهادية" هناك.
وكتب فيسك في صحيفة "إندبندنت": "آمل أن يكون الرجال بالعيون الزرق بمطار هيثرو يقظين بما فيه الكفاية وهم يراقبون المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون في الشرق الأوسط، وآمل أنهم يقومون بمهمتهم على خير ما يرام، فلا أريد أن أقابل شخصا كان يقاتل العائلات المسيحية في سوريا، وفي نفس الوقت لا أريد أن التقي شابا كان يطلق المقذوفات من الدبابات على بيوت الفلسطينيين في غزة".
وبعبارات أخرى، يقول فيسك: "أثق في أن الشرطة البريطانية تقوم بمراقبة المجرمين المحتملين سواء كانت منظماتهم الأجنبية تحمل ماركة الإرهاب أم لا".
ويتابع: "ليست لدي معلومات عن فلسطينيين أطلقوا الصواريخ على إسرائيل وهم من حملة الجنسية البريطانية، وهو ما يجب على الشرطة البحث فيه، ولكنني سأكون مهتما لمعرفة إن كانت الحكومة البريطانية تراقب عن كثب أي مواطنين بريطانيين حتى لو كانوا يحملون جوازات سفر أخرى، ممن قاتلوا وهم يرتدون الزي الإسرائيلي في غزة في الأسابيع القليلة الماضية".
ويقول فيسك: "دعونا نكن صريحين، هناك العشرات من البريطانيين الداعمين لإسرائيل ممن يخدمون في الجيش الإسرائيلي، والأمر ينطبق على أستراليا ونيوزلندا وكندا والولايات المتحدة، ولا يعني بالضرورة أنهم قريبون من اعتبارهم مجرمي حرب، وقد لا يكونوا مثل ما سيقول العرب عنهم أو يقترح الإسرائيليين، ولكن هناك أدلة عديدة منذ عام 1982 في لبنان، ومن قانا في لبنان عام 1996 ومن غزة 2008-2009 ومرة أخرى في غزة.. الجنود والطيارين الإسرائيليين ارتكبوا أفعالا يمكن أن تعتبر في عرف القانون الدولي جرائم حرب".
ويضيف أن "ما أثارني هو كلمات المدير المشارك لحركة الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي، حيث كسر الصمت يهودا شاؤول والذي تحدث في لقاء بتل أبيب قبل عدة أسابيع عن الآثار النفسية السيئة لاحتلال أرض الآخرين والسيطرة عليهم، واعتقالهم بشكل جماعي وتصفية أي شخص يشتبه فيه، وإصابة العائلات بالرعب أثناء عمليات تفتيش بيوتهم كل هذا ستتكيف معه كله، في المرة الأولى تشعر بصدمة ثم تقل في المرة الثانية، وفي نهاية الاسبوع يصبح الأمر عاديا".
ويعلق فيسك أن حديث شاؤول مثير لأنه يتحدث عن عمليات تشدد، "أليس هذا ما نتحدث عنه فيما يتعلق بعدد من المواطنين البريطانيين الذين يحملون السلاح ويتوجهون إلى الشرق الأوسط؟".
ويتساءل فيسك: "ماذا نتوقع عندما قال غابي إشكنازي- الآن نائب رئيس هيئة الأركان- عندما تحدث لصحيفة قبل ست سنوات إنه سيستخدم القوة المفرطة ضد أي قرية أو مدينة يطلق منها الصواريخ، مضيفا أنه من وجهة نظرنا هذه ليست قرى يسكن فيها مدنيون، فهي قواعد عسكرية. وكلامه يوضح الكثير مما حدث في الأسابيع الماضية في غزة".
ويشير لما قاله أستاذ الفلسفة في جامعة "يورك- تورنتو"، محمد علي خالدي، عن ضرب المدنيين لتحقيق أهداف سياسية و"هو التعريف القاموسي لمصطلح الإرهاب".
ويختم فيسك بالقول: "نصلي ونأمل أن لا يكون أحد من المواطنين البريطانيين متورط في أعمال مروعة، ولن تكون فكرة سيئة لو قام الرجال ذوي العيون الزرق بالحديث بلطف معهم عندما يصلون لمطار هيثرو ومعرفة ماذا كانوا يفعلون عندما لبسوا الزي العسكري لبلد آخر".