أعلن عمر أوسي عضو
مجلس الشعب السوري (برلمان النظام السوري) وأمين عام المبادرة الوطنية الكردية في
سوريا، أنّه لن يعترف بحكومة دمشق المقبلة إذا اُستبعِدَ
الأكراد منها هذه المرة أيضاً، داعيا الشخصيات الكرديّة التي انخرطت في صفوف المعارضة السورية إلى المشاركة في
الحكومة الجديدة التي أعاد رئيس النظام السوري بشار
الأسد تكليف رئيس وزرائه وائل الحلقي بتشكيلها قبل يومين.
من جهته، قال الكاتب والسياسي الكردي السوري المعارض أحمدي موسي في حديث خاص لـ "عربي21"، إن "دعوة أوسي للشخصيات والأحزاب الكردية السورية المعارضة بما فيها التي تشارك العمل السياسي مع الائتلاف الوطني السوري، تسعى إلى حرف الأكراد عن مسارهم الثوري الحقيقي وتفكيك بنيتهم السياسية، بغيّة جرّهم نحو مخططات النظام السوري، كي يكونوا شركاء في قتلِ إخوتهم السوريين، وهذا محال لهم وفقاً لتصريحات أوسي التي خرجت من دوائر أمنيّة".
وقال عمر أوسي، لعدّة وسائل إعلاميّة مقرّبة من النظام السوري، إنّه لن يعترف بحكومة دمشق المقبلة إذا اُستبعِدَ الأكراد منها هذه المرة أيضاً، مؤكداً على مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في الحكومة التي أعاد رئيس النظام السوري التكليف بتشكيلها.
وطالب أوسي بحقيبتين وزاريتين للأكراد كونهم ثاني أكبر قومية في البلاد على حد وصفه، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الوسط السياسي الكردي، بما أن غالبية الأحزاب الكردية في سوريا تهدف إلى إسقاط نظام الأسد كما يرى مراقبون.
ودعا أوسي الشخصيات الكرديّة التي انخرطت في صفوف المعارضة السورية إلى المشاركة في الحكومة الجديدة، ما دعا البعض من الأكراد السوريين إلى وصف كلامه بأنه نوع من الاستخفاف بعقولهم، إذ يعتبرون أوسي الحليف الكردي الأول لحكومة دمشق، مشيرين إلى أنه هو أول من احتفل بعيد "النوروز" في صالة مغلقة في إحدى أحياء العاصمة دمشق بشكلٍ علني قبل الثورة السورية بعدّة سنوات، ما يؤكد ارتباطه مع السلطات الأمنية في ظل قمعها للأكراد بالاحتفال بعيدهم القومي في كلّ عام.
بدوره، بين الكاتب والسياسي الكردي السوري المعارض أحمدي موسي ردا على إمكانيّة تلبية هذه الدعوة، سواءً من النظام السوري لمطالب أوسي أم مطالبه من الحركة الكرديّة، أن هذه المبادرة لا تمثل سوى صاحبها الذي لطالما عملَ على تشويه صورة الأكراد في الثورة السوريّة.
وأضاف: "نحن نُدرِكُ تماماً أن أوسي يحاول أيضاً بكل الطرق الممكنة أن يظهر للرأي العام أن النظام السوري يخوض حرباً على الإرهاب، وأنه ليست هناك ثورة شعبيّة تود الإطاحة بالاستبداد في الداخل السوري، وهذا الأمر مرفوضٌ على الإطلاق بالنسبة لنا نحن الشخصيات الكرديّة المعارضة".
وأكد موسى أنه "لم ولن نجد كردياً واحداً يصغي لهذه المبادرة، لاسيما وأن الأكراد قد حسموا أمرهم منذ اليوم الأول من انطلاقة الثورة السورية، وكان خيارهم إسقاط النظام السوري بكل رموزه، ولن يتراجعوا عن ذلك بعد كل المجازر التي ارتكبها بحق السوريين جميعا".
ونوه إلى أن نصيب الأكراد من المآسي لا يختلف عن نصيب غيرهم من باقي إخوتهم من السوريين الذين يدفعون ثمن كلمتهم معا، وبالتالي فإن الضمانة الوحيدة لحقوق الأكراد هي عبر الاعتراف الدستوري والقانوني في دولة ديمقراطية تعددية تحفظ حقوق جميع مكوناتها، وليست في مبادرات فردية يرعاها النظام السوري عن طريق ورقة الأقليات التي اعتدنا عليها، لكن الأكراد ليسوا بأقلية، هم ثاني أكبر قومية في البلاد ولن يرضوا بذلك أبدا.