صرّح ضابط في سلاح الجو الليبي مساء الاثنين، لمراسل صحيفة "عربي21" الإلكترونية، بأن الطائرات التي قصفت
طرابلس فجر اليوم الاثنين، كانت
طائرات مصرية.
وأضاف الضابط الذي طلب من "عربي21" عدم الكشف عن هويته، إن بيان رئاسة أركان القوات الليبية الجوية أكد إن الطائرات التي قصفت هي "أجنبية وليست محلية"، ولكنه (أي البيان) لم يذكر أن الطائرات مصرية لاعتبارات سياسية ودبلوماسية.
ويذكر أن المشير عبد الفتاح السيسي كان قد لمح أكثر من مرة إلى احتمال التدخل العسكري في
ليبيا، تحت ذريعة محاربة الجماعات "الإرهابية"، فيما طالبت وسائل إعلامية مصرية مقربة من الانقلاب صراحة بتدخل الجيش المصري في ليبيا.
وكانت رئاسة أركان القوات الجوية في ليبيا قد قالت إن الطائرات الحربية التي نفّذت هجمات جوية على مواقع لمسلحين معارضين لقائد الانقلاب خليفة
حفتر في العاصمة طرابلس فجر الاثنين هي "طائرات أجنبية وليست محلية"، دون تحديد مصدرها بدقة.
وأضافت رئاسة الأركان، في بيان لها، مساء اليوم: "تبين لدينا في هذا القصف استخدام قنابل موجهة، وهذا النوع من القنابل لا يوجد في ليبيا ولا توجد طائرات ليبية قادرة على استخدامه".
واستبعدت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية أن تكون الطائرات قد أقلعت من مطارات المنطقة الشرقية التي وصفتها بأنها "خارج سيطرة رئاسة الأركان الجوية"، مرجعة ذلك لبعد المسافة "كون الطائرات الموجودة في ليبيا لا يمكنها الوصول لمنطقة القصف دون التزود بالوقود في الجو"، بحسب البيان.
وأكدت على عدم إمكانية أن "تكون هذه الطائرات قد أقلعت من المطارات المحلية داخل ليبيا نظرا لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلا أو لها إمكانية تزويد الطائرات بالوقود".
واستنكرت رئاسة أركان الدفاع الجوي الليبية الهجوم، مطالبة الحكومة الليبية ووزارتي الخارجية والدفاع بالتواصل مع الدول المجاورة التي قد تكون استخدمت أجواؤها في عبور هذه الطائرات التي اعتدت على سيادة الدولة الليبية وقامت بقصف أهداف على الأراضي الليبية، بحسب البيان.
ومن جانبه، نفى رئيس بعثة
الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طارق متري، مشاركة الأمم المتحدة ودولتي إيطاليا وفرنسا في القصف الجوي على عدد من المواقع في العاصمة الليبية طرابلس فجر اليوم، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن متري قوله إن "الأمم المتحدة أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي، ونفت الدولتان مشاركتهما في القصف الجوي".
وبحسب الوكالة الليبية، فإن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد "جدد التأكيد على أن الأمم المتحدة ليست لديها أي نية للتدخل العسكري في ليبيا، وأنها تدين كافة أشكال التصعيد العسكري بالبلاد".
وكان مصدر من قوات "فجر ليبيا" قال لوكالة الأناضول، في وقت سابق اليوم، إن "طائرات حربية مجهولة قصفت فجر اليوم معسكرات في منطقة قصر بن غشير ومعسكر اليرموك قرب المطار الدولي للعاصمة الليبية طرابلس، تقع تحت سيطرة قوات فجر ليبيا".
وأفادت مصادر طبية بأن "القصف أدى إلى مقتل 4 أشخاص كانوا في المعسكرات"، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل عن هوية الضحايا، وما إذا كانت الغارات أسفرت عن سقوط جرحى.
وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، في بيان في وقت سابق اليوم (الاثنين)، إنها لا تملك أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف.
من جهتها، تبنت قوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، عصر الاثنين، القصف الجوي لمعسكرات قرب مطار طرابلس الليبي.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال العميد ركن صقر الجروشي قائد سلاح الجو بقوات حفتر، إن "طائرات تابعه للجيش الوطني (يقصد قوات حفتر) هي التي نفذت الهجمات على مواقع تابعة للمسلحين في طرابلس وقصفت منصات للصواريخ وثكنات عسكرية".
ولم يعط الجروشي، أي تفاصيل عن العملية، مكتفيا بالقول: "نحن نجهز في هذه الأثناء لكتابة بيان رسمي يشمل التفاصيل كاملة سيذاع مساء اليوم (الاثنين) على القنوات المحلية الليبية".
ونقلت قناة النبأ الليبية الخاصة، عن العقيد محمد الحجازي، المتحدث باسم قوات حفتر، قوله إن "الطائرات التي قصفت مواقع لقوات فجر ليبيا (بطرابلس) فجر اليوم تابعة للواء خليفة حفتر"، مشيرا إلى أن "هذه العملية تأتي تنفيذا لقرار مجلس النواب"، دون الإشارة إلى ماهية القرار الذي تحدث عنه.
وقبل أشهر شنّ حفتر عملية عسكرية في بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي، أطلق عليها "عملية الكرامة"، بدعوى "تطهير" ليبيا من "المتطرفين والميليشيات الإسلامية المسلحة، وذلك بمعاونة قوات خاصة وقوات غير نظامية موالية وبدعم وتمويل إقليمي وغطاء دولي.
لكن الكتائب الإسلامية المسلحة تمكنت من السيطرة على أغلب القواعد العسكرية في بنغازي لتنسحب قوات حفتر إلى قاعدة جوية خارج المدينة، التي كانت مهد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011.
والاشتباكات الشرسة والدموية، التي وقعت في بنغازي والعاصمة طرابلس، هي الأسوأ منذ سقوط القذافي، وأدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإجبار معظم الحكومات الغربية على سحب دبلوماسييها من ليبيا.