أكدت وسائل إعلام ونخب صهيونية أن المستويات الرسمية في
إسرائيل تبدي انزعاجاً كبيراً من اهتمام العالم بأنشطة "تنظيم الدولة" في الوقت الذي يتقلص التركيز على الخطر الذي يمثله البرنامج النووي
الإيراني.
وذكرت صحيفة "جيروسلم بوست" أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مستاء جداً من تركيز النخب السياسية والإعلام في الغرب على "تنظيم الدولة" مشيرة إلى أن نتنياهو يخشى أن تحقق إيران مكاسب سياسية لدى الغرب من خلال عرضها لعب دور في مواجهة "الدولة الإسلامية".
ونوهت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أن نتنياهو يشدد في اتصالاته مع قادة الدول الغربية وعبر المقابلات التي يجريها مع وسائل الإعلام الأجنبية على أن البرنامج النووي الإيراني يمثل التهديد الأول.
من ناحيته قال رفيف دروكير المعلق السياسي في قناة التلفزة الصهيونية العاشرة إن ما يفاقم الشعور بالإحباط لدى نتنياهو حقيقة أن حاجة الغرب لدور إيران في مواجهة "
داعش" قد يفضي إلى تحقيق طهران مكاسب استراتيجية، على رأسها إبداء مرونة بشأن شروط وظروف العمل في المنشآت النووية الإيرانية، ووضع حد للعقوبات الاقتصادية سيما مع اقتراب استئناف المفاوضات بين طهران والدول العظمى في جنيف.
وخلال تحليل بثته القناة الليلة الماضية، نقل دروكير عن محفل رسمي إسرائيلي كبير قوله إن الإيرانيين "يمتازون بالقدرة على الابتزاز، وسيبيعون دورهم للغرب مقابل تحقيق مكاسب استراتيجية"، مشيراً إلى أنه لن يكون مستهجناً "لو جلس قاسم سليماني قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى جانب قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي في هيئة القتال التي تدير المواجهة ضد داعش".
وأشار دروكير إلى أن الإيرانيين يحاولون تحقيق مكسبين استراتيجيين إضافيين، وهما إقناع الدول السنية الرئيسة سيما السعودية بتطبيع علاقاتها معها والتعاون معها في مواجهة التنظيمات السنية، ناهيك عن محاولة إقناع دول الغرب بالعمل على إبقاء بشار الأسد أو على الأقل إبقاء نظامه مع ضمان تنحيه في ظروف "آمنة".
وفي مقابل هذا الموقف فإن هناك من المعلقين الإسرائيليين من يرى أن مواجهة "داعش" يمكن أن تقرب بين طهران وتل أبيب وليس العكس.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الأحد نوه يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية إلى أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين إيران و"إسرائيل" يمكن أن تسمح لهما بالتعاون مستقبلاً.
وحسب ميلمان، فأن هناك دلالة كبيرة للاجتماع الذي عقده مؤخراً وزير خارجية إيران محمد ظريف مع رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني في عاصمة الإقليم "أربيل"، حيث أعلن برزاني أن طهران تزود
الأكراد بسلاح وذخائر لمواجهة "داعش"، وهو ما تقوم به إسرائيل أيضاً.
ونوه ميلمان إلى حقيقة أن إيران وإسرائيل تتشاركان نفس الهدف في سوريا وهو عدم السماح بسيطرة الحركات "الجهادية" على مقاليد الأمور معتبرا أن نجاح قوى المعارضة المسلحة بالسيطرة على الحدود مع إسرائيل مؤخراً فاقم من خطورة الوضع بشكل غير مسبوق.
ويضيف ميلمان أنه على الرغم من أن مصلحة "إسرائيل" تتمثل في إضعاف إيران وحزب الله إلا أن لها مصلحة أكبر في عدم تمكين الحركات الجهادية من السيطرة على سوريا أو معظم أجزائها.
وينقل ميلمان عن محافل استخبارية إسرائيلية قولها إن السماح بتمركز الحركات الجهادية في سوريا يعني أنها ستكون مسألة وقت قبل أن تتمكن هذه الحركات من بناء قواعد لها في جنوب لبنان واستهداف إسرائيل انطلاقاً من هناك.