قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأربعاء، إنه لن يجر القوات الأمريكية إلى حرب في العراق، وإن أكثر من 40 دولة عرضت مساعدة التحالف ضد "تنظيم الدولة" (داعش).
ففي كلمة بشأن العراق أمام حشد من جنود القيادة المركزية في ولاية فلوريدا، وهي المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، قال أوباما: "لن أجر جنودنا إلى قتال في العراق، ولن تخوض قواتنا البرية حربا هناك".
ومضى قائلا إن الحملة الحالية ضد التنظيم "لن تكون حرب أمريكا وحدها"، متابعا أن "أكثر من 40 دولة عرضت مساعدات للحملة، وبعض الدول ستساعدنا في الضربات الجوية".
وأضاف: "تمكنا من شن 160 ضربة جوية ضد أهداف داعش (منذ الثامن من آب/ أغسطس الماضي)، وتمكنا من حماية جنودنا ومنشآتنا، وساعدنا القوات الكردية والعراقية على استعادة مناطق بشمال العراق".
من جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال راي اوديرنو، الأربعاء، إن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي "تنظيم الدولة" في
العراق وسوريا، وإن بغداد ستحتاج إلى تدريب لإعادة بناء قوات برية قادرة على "ملاحقتهم واجتثاثهم"، على حد قوله.
وبعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أمر
أوباما بتوجيه ضربات جوية لوقف مقاتلي "تنظيم الدولة" الذين حققوا تقدما سريعا هذ العام مع تلاشي وحدات القوات العراقية.
وقال أوديرنو الذي تولى قيادة القوات الأمريكية في العراق من 2008 إلى 2010 إن الانحياز الطائفي في الجيش العراقي، وليس أوجه قصور أخرى في التدريب الأمريكي هو الذي أدى إلى انهيار القوات العراقية أمام هجوم مقاتلي "تنظيم الدولة".
ووصف أوديرنو ما حدث في العراق بأنه "محبط للغاية"، وقال إن الوضع ربما كان سيصبح أفضل لو كانت القوات الأمريكية بقيت في العراق "لأننا كنا سنصبح قادرين على متابعة ما يحدث هناك عن كثب".
وتعمل الولايات المتحدة الآن على بناء تحالف دولي واسع لمواجهة "تنظيم الدولة" في العراق.
وقال أوديرنو لعدد محدود من الصحفيين في فيسبادن بألمانيا، حيث يحضر مؤتمر الجيوش الأوروبية إن الضربات الجوية أوقفت تقدم "تنظيم الدولة" في العراق، لكن هذا لن يكون "الحل النهائي".
وقال: "يجب أن يكون لديك قوات برية قادرة على ملاحقتهم واجتثاثهم من أجل هزيمتهم وتدميرهم ولهذا السبب يلزم التدريب، كما أن قدرتنا على تدريبهم (العراقيين) على القيام بذلك هو أمر شديد الأهمية".
وقال أوباما في الأسبوع الماضي إنه فوّض بتوجيه ضربات جوية للمرة الأولى في سوريا، حيث رسخ مقاتلو "تنظيم الدولة" أقدامهم في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال أوديرنو: "لا يمكن أن (نسمح) بوجود ملاذ آمن للتنظيم في سوريا".
ومحاربة "تنظيم الدولة" في سوريا أكثر تعقيدا لأن الولايات المتحدة وحلفاءها معادون للرئيس بشار الأسد.
والتدخل في سوريا بدون إذن الحكومة يمكن أن يعرض للخطر الطائرات الأمريكية بسبب الدفاعات الجوية السورية.
وقال أوديرنو إن "تنظيم الدولة" خطر على المستوى الأقليمي، "وأعتقد أنه خطر محتمل في المستقبل على أوروبا والولايات المتحدة، ولذلك من المهم بالنسبة لنا أن نتعامل معه الآن (بالتعاون) مع شركائنا الدوليين".
وكان رئيس هيئة الاركان الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، المشتركة أثار الثلاثاء احتمال قيام قوات أمريكية بدور أكبر في الحرب البرية في العراق ضد مقاتلي "تنظيم الدولة"، لكن البيت الأبيض شدد على أنه لن يتم نشر هذه القوات في مهمة قتالية.
وعندما سئل أوديرنو بشأن تعليقات ديمبسي، قال: "إننا نجري تقييما باستمرار وسنقدم أفضل مشورة عسكرية من أجل تحقيق الأهداف التي حددناها".
وأضاف أن الولايات المتحدة سترحب بمساعدة دول أخرى في تدريب قوات الأمن العراقية بمن فيهم مقاتلي "البشمركة" الأكراد.