يمثل الجيل الجديد من تنظيم "
القاعدة"
التهديد الأكبر الذي يواجه الأمريكيين والغربيين، فيما تتحدث أجهزة الاستخبارات
الغربية عن أن مخاطر هذا الجيل تتفوق على التنظيم التقليدي السابق لــ"القاعدة"، فضلاً عن خطورة تتفوق أيضاً على تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام -
داعش".
وتشير أجهزة الاستخبارات الغربية إلى أن الجيل الجديد من تنظيم "القاعدة" يتمثل في المجموعات غير المترابطة التي تنتشر حول العالم وتتبنى أفكار التنظيم، وهي مجموعات صغيرة يمكن أن تنفذ عمليات عسكرية وتستهدف الغربيين دون وجود أي تنسيق مادي فيما بينها، باستثناء التجاوب الروحي الذي يجمع هذه المجموعات والتنظيمات المترامية وغير المترابطة.
من ناحيتها، كشفت جريدة "التايمز" البريطانية عن تنظيم أكثر تطرفاً وخطورة من "داعش"، يطلق على نفسه اسم "خراسان"، وهو التنظيم الذي حقق انتعاشاً ونمواً كبيراً خلال العام الماضي في سوريا، بقيادة عضو "القاعدة" المعروف محسن الفضلي البالغ من العمر 33 عاماً، والذي كان - بحسب التايمز- أحد أقرب المقربين من الشيخ أسامة بن لادن في أفغانستان، وكان واحداً من أشخاص قليلين يسود الاعتقاد بأنهم كانوا على علم بهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 في كل من نيويورك وواشنطن.
وتنقل "التايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم: "إن صلب الاستراتيجية التي يقوم عليها تنظيم "خراسان"، هي استهداف طائرات وأهداف أخرى من أجل إيقاع أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الغربيين، وهو ما يبدو أن "داعش" ذاتها لا تؤمن به ولا تتبناه حتى اللحظة".
وتكشف الصحيفة البريطانية عن مصادرها أن التنظيم الجديد الذي بدأ نجمه يسطع مؤخراً "يعمل على استقطاب المقاتلين من حملة جوازات السفر الغربية لأنهم أكثر قدرة على التنقل بسهولة"، مشيرة إلى أن هذا التنظيم والمعلومات التي وردت للأمريكيين بخصوصه، هي التي دفعت أجهزة الأمن الأمريكية لاتخاذ القرار المثير للجدل بمنع حمل أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة على متن الطائرات المتجهة من وإلى الولايات المتحدة، وذلك في إطار تشديد الاجراءات الأمنية على متن الطائرات.
واعترف رئيس جهاز الأمن الوطني في الولايات المتحدة جيمس كلايبر، أن تنظيم خراسان في سوريا الذي يقوده أحد زعماء تنظيم القاعدة ممن كانوا مقربين من بن لادن يمثل تهديداً للأمريكيين يفوق التهديد الذي يأتي من تنظيم "داعش".
وبحسب المعلومات المتوفرة عن "خراسان" فهو تنظيم تأسس مؤخراً ليضم المقاتلين الذين جاؤوا إلى سوريا، قادمين من أفغانستان وباكستان، وانضموا إلى جبهة النصرة قبل أن يغادروها وينضموا إلى صفوفه، فيما تشير وسائل إعلام غربية إلى أن مقاتلي "خراسان" هم مقاتلو "القاعدة" الذين أوفدهم الدكتور أيمن الظواهري إلى سوريا للقتال ولتجنيد المقاتلين الغربيين الذين يمكن أن يساعدوا في شن هجمات ضد أهداف غربية.
ويمثل تنظيم "خراسان" في سوريا، ومعه عدد من المجموعات غير المترابطة في العالم، جيلاً جديداً من مقاتلي "القاعدة" يثير رعب وقلق الأمريكيين والغربيين الذين يخشون من أن ينجح هذا الجيل في شن هجمات جديدة بحجم 11 أيلول/ سبتمبر 2001 أو أكبر منها، خاصة بعد المعلومات التي يجري تداولها عن وصول أسلحة كيماوية إلى أيدي مقاتلي المعارضة السورية، وهي الأسلحة التي يمكن أن تصل إلى أيدي المقاتلين الإسلاميين من "داعش" وغيرها ويمكن أن تتسرب إلى الخارج.