قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن
نصر الله، إن حزبه بالرغم من عداوته لـ"التنظيمات الإرهابية" إلا أنه يرفض
التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد "تنظيم الدولة" وغيره، داعيًا الدول المشاركة في التحالف إلى "وقف تمويل وتدريب هذه الجماعات الإرهابية، وتسليح الجيش اللبناني".
وأضاف نصرالله، في كلمة متلفزة، الثلاثاء، أن "الجميع يعلم أننا ضد
داعش وضد هذه الاتجاهات التكفيرية ونقاتلها ونقدم التضحيات، وأن هذه الجماعات التي تقتل وتذبح تشكل تهديدا لكل سكان وشعوب هذه المنطقة".
ومضى قائلاً: "نحن بالمبدأ ضد تحالف دولي في سوريا سواء أكان المستهدف النظام السوري أو داعش أو غيره"، مشيرًا إلى أن "الحزب لا يوافق على أن يكون لبنان جزءًا من هذا التحالف".
ووصف أمريكا بأنها "هي أم الإرهاب وأصل الإرهاب في هذا العالم، وهي الداعم المطلق لدولة الإرهاب الصهيونية"، مضيفا أنها "ليست في موقع أخلاقي يؤهلها لقيادة تحالف على الإرهاب، ونحن غير معنيين أن نقاتل في تحالف دولي من هذا النوع".
ودعا نصر الله الدول المشاركة في التحالف الدولي إلى "وقف تمويل وتدريب الجماعات الإرهابية، وتسليح الجيش اللبناني وحل مشكلة النازحين السوريين".
ونشأ "تنظيم الدولة" والمعروف إعلامياً بـ"داعش" في العراق بعيد بدء الاحتلال الأمريكي للبلاد في مارس/ آذار 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها منتصف مارس/ آذار 2011، ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، وأعلن زعيمه أبو بكر البغدادي، "خليفة"، مطالبا المسلمين بمبايعته.
ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 40 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم "داعش".
وفي قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيمي داعش والنصرة في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية منذ أغسطس/ آب الماضي، قال نصر الله إن
حزب الله "يتجنب اتخاذ المواقف" في قضية العسكريين المختطفين في جرود عرسال؛ لأن "الفريق الآخر له طريقته وحساباته"، مشيرًا إلى أنه "يكون حذرًا" في مثل هذه القضايا.
وأكد على أن "هدف الحزب إعادة العسكريين بأسرع وقت"، داعيًا إلى مساندة الحكومة اللبنانية في مواجهة هذه القضية.
وأشار إلى أنه لم يرفض مبدأ التفاوض مع الخاطفين، مطالبًا بأن يكون التفاوض "من موقع قوة، لا أحد يتوسل ويقدم نفسه للخاطفين، أن لا حول له ولا قوة، خاصة وأن الحكومة اللبنانية تعرف ما هي نقاط القوة الموجودة لديها".
ولفت نصر الله إلى أنه "لا يجوز المس بأي بريء من النازحين السوريين أو غيرهم، ولا يجوز أن يحمل أحد مسؤولية جرائم هؤلاء الإرهابيين"، معتبرا أن حزب الله بذل جهودًا لحماية النازحين وإبعاد الخطر عنهم "ونحن نحمي النازحين وندافع عنهم ونعمل على تهدئة النفوس".
وتابع: "لبنان أمام تحد حقيقي، والمطلوب ضبط المشاعر والعواطف وعدم المس بالأبرياء والحفاظ على النسيج الوطني والاجتماعي".
وكانت معارك عرسال التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين في مطلع شهر أغسطس/آب الماضي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل مالا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالاضافة الى خطف عدد منهم ومن القوى الأمن الداخلي.
وفي سياق آخر، بارك نصرالله للشعب الفلسطيني بـ"الانتصار الكبير الذي تحقق"، معتبرًا أنه "انتصار سياسي كبير لأنه عطل كل أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة".
ودعم نصر الله ما أسماه الحراك السني في البحرين المتواصل "على أمل ان يصل إلى تحقيق أهدافه وان تساعد التطورات الإقليمية الشعب على تحقيق أهدافه"، لافتا الى أنه "نحن كجزء من هذه الأمة نتطلع ان تتمكن شعوبنا من تخطي مآسيها وآلامها وان تحول التهديدات إلى فرص". وأشار الى أن "المنطقة أمام تهديد كبير يمكن تحويله إلى فرصة".
ومن جهة أخرى، قال إنه "أمام تطورات اليمن، نبارك لليمن المصالحة التي حصلت والتي تشكل فرصة تاريخية لإخراج اليمن من مشاكله المعقدة ونحن نسعد عندما يصل أي شعب إلى حل سياسي".
وسقطت العاصمة صنعاء، الأحد، في قبضة مسلحي الحوثي بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولا سيما مجلس الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.
وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني، مساء الأحد، على اتفاق مع جماعة الحوثي، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية.
ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، وأيضًا خفض سعر المشتقات النفطية.