قصفت طائرات حربية فرنسية أهدافا في
العراق اليوم الخميس فيما كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغارات الجوية في
سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مناطق كبيرة في العراق وسوريا.
والضربات الفرنسية هي الأولى منذ 19 سبتمبر أيلول عندما شاركت باريس في العمل العسكري الأمريكي ضد الدولة الإسلامية في العراق وجاءت بعد أن ذبحت جماعة إسلامية جزائرية متشددة سائحا فرنسيا في الجزائر وهو النبأ الذي أعلن في ساعة متأخرة أمس الأربعاء ردا على مشاركة باريس في الحملة العسكرية في العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 14 مقاتلا على الأقل تابعين للدولة الإسلامية قتلوا في غارات جوية شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة أثناء الليل على شرق سوريا بينما أفادت تقارير أن القوات الكردية صدت تقدما للإسلاميين في اتجاه بلدة كوباني الحدودية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الليلة الثالثة من
الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في وقت متأخر أمس الأربعاء استهدفت مصافي النفط الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في ثلاث مناطق نائية في شرق سوريا إذ حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها وقف مصدر رئيسي من مصادر عائدات التنظيم.
واستهدفت الغارات أيضا عرقلة قدرة الدولة الإسلامية على العمل عبر الحدود السورية العراقية وهي منطقة أعلنت أنها منطقة خلافة إسلامية.
تأتي الغارات الجوية بعد القلق المتزايد في العواصم الغربية والعربية من المكاسب العسكرية السريعة التي حققتها الدولة الإسلامية في العراق وقطع رؤوس رهائن أمريكيين وبريطانيين ووضع مقاطع الفيديو التي تصور ذلك على الانترنت.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة الضغط العسكري على الجماعة التي واصلت تقدمها في المناطق الكردية في شمال العراق هذا الأسبوع رغم الضربات الجوية.
وفر نحو 140 ألفا إلى تركيا فيما يتحدث الفارون عن احراق قرى وذبح الأسرى.
وقال أوباما في خطاب استمر أقل قليلا من 40 دقيقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأربعاء "اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة كهؤلاء هي لغة القوة. لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه."
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يرغب في مشاركة بريطانيا في الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد أن طلبت حكومة بغداد المساعدة من لندن. ودعا البرلمان إلى عقد جلسة يوم الجمعة للحصول على موافقته على التحرك العسكري.
ولم يقدم متحدث باسم الحكومة الفرنسية تفاصيل عن الغارات الجوية الفرنسية في العراق واستبعدت
فرنسا المشاركة في الهجمات على الدولة الإسلامية في سوريا.
لكن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أبقى الباب مفتوحا لإمكانية مشاركة فرنسا في الهجمات على سوريا بعد ساعات من مقتل السائح الفرنسي إيرفيه جورديل الذي ذبح في الجزائر بعد مرور 24 ساعة فقط على المهلة التي أعطيت لفرنسا لوقف هجماتها في العراق وهو الأمر الذي ضاعف على ما يبدو من تشدد موقف باريس.
وقال وزير الدفاع لراديو آر.تي.إل "الفرصة غير متاحة اليوم. لدينا بالفعل مهمة هامة في العراق وسنرى كيف يتطور الموقف خلال الايام القادمة."
ومع الإلحاح عليه أكثر ليوضح هذه الإمكانية مستقبلا قال "المسألة مطروحة على الطاولة."
وقال الجيش الأمريكي إنه استخدم -إلى جانب السعودية والإمارات- طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار لمهاجمة 12 مصفاة لتكرير النفط في شرق سوريا تسيطر عليها الدولة الإسلامية وتدر مليوني دولار يوميا للمتشددين.
وقال الجيش الأمريكي إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الغارات على المصافي كانت ناجحة. ودمرت غارة أخرى مركبة تابعة للدولة الإسلامية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن الضربات أسفرت أيضا عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل.
وقال مسؤولان كرديان اليوم إن القوات الكردية صدت هجوما لمقاتلي الدولة الإسلامية في اتجاه بلدة كوباني في اشتباكات استمرت أثناء الليل.
وشن مقاتلو الدولة الإسلامية هجوما جديدا في محاولة للسيطرة على على البلدة منذ أكثر من أسبوع بتركيز مقاتليها جنوبي البلدة للتقدم نحوها في وقت متأخر أمس الأربعاء لكن قوات وحدات حماية الشعب تصدت لهم.
وقال ادريس ناسان وكيل وزارة الخارجية في إقليم كوباني لرويترز هاتفيا إن وحدات حماية الشعب صدت الهجوم وأبعدت القوات المهاجمة مسافة تتراوح بين عشرة و15 كيلومترا.
وأكد أوجلان ايسو أحد المسؤولين الأكراد عن شؤون الدفاع أن وحدات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوبي كوباني.
وقال هاتفيا "مقاتلونا أمنوا المنطقة وعثرنا على 12 جثة لمقاتلي الدولة الاسلامية." وأضاف أن مقاتلي التنظيم مازالوا موجودين إلى الشرق والغرب من المدينة مع استمرار القتال في الجنوب.
وبالقرب من دمشق اجتاحت القوات الحكومية السورية مواقع قوات المعارضة في بلدة اليوم لتعزز بذلك قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الأراضي المحيطة بالعاصمة.
وتقع بلدة عدرا العمالية على بعد حوالي 30 كيلومترا من دمشق لكنها بعيدة عن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية.
وبسطت قوات الأسد مدعومة من حزب الله اللبناني سيطرتها تدريجيا على ممر من الأراضي يربط بين دمشق وساحل البحر المتوسط.
وانتقد عدد كبير من النشطاء السوريين والمعارضين الولايات المتحدة لتركيزها على قصف الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى دون أن تفعل شيئا لإسقاط الأسد.
وفي السياق ذاته قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن 10 مقاتلات عربية بالإضافة على 6 غربية شاركت في الضربات الجوية على تنظيم الدولة في سوريا.