ملفات وتقارير

حزب الله سعيد بضرب داعش ويخشى ضرب الأسد

 حزب الله يخشى وصول ضربات التحالف للنظام السوري- عربي 21
حزب الله يخشى وصول ضربات التحالف للنظام السوري- عربي 21
 اعتبر محللون سياسيون لبنانيون أن التحالف الغربي والعربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "داعش"، والذي بدأ مطلع الأسبوع الجاري بتوجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم في سوريا والعراق "إيجابي" للبنان بالرغم من موقفه "الملتبس" تجاه هذا التحالف وأهدافه، معتبرين أن موقف حزب الله، الذي يخشى أن تتوسع الضربات لتطال النظام السوري، متماه بشكل مطلق مع الموقف الإيراني الرافض للتحالف.

واعتبر رياض قهوجي، مدير "مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري" (إينجما) التي تتخذ من دبي مركزا لها، أن تداعيات ضربات التحالف الدولي ضد "داعش" ستكون "إيجابية" على لبنان، مشيرا إلى أن التحالف ولبنان "يخوضان معركة واحدة ضد الإرهاب".

ولفت قهوجي إلى أنه "يجب أن لا يكون للبنان أي مشكلة مع هذا التحالف الغربي والعربي، بل عليه أن يبحث عن كيفية الاستفادة منه وتأمين الدعم المطلوب للجيش اللبناني في معركته ضد داعش".

يذكر أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، أعلن في الشهر الماضي عن مساعدة من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بقيمة مليار دولار أميركي لتمويل عمليات شراء "فورية" لمعدات وذخائر للجيش دعما لحربه على الارهاب. وكانت السعودية أعلنت في كانون الثاني/يناير 2014 دعم الجيش بثلاثة مليارات اخرى لشراء اسلحة للجيش عبر فرنسا.

وعن موقف حزب الله الرافض لهذا التحالف، قال قهوجي إن موقف الحزب "متناغم بشكل كلي مع حليفه الاستراتيجي إيران، بالرغم من أن لبنان وافق من الناحية العملية والواقعية على إنشاء هذا التحالف الدولي والانخراط به بعد توقيعه على وثيقته في العاصمة الفرنسية باريس"، معتبرا أن لبنان حاليا "عضو في هذا التحالف من الناحية القانونية".

وأشار إلى أن هذه العضوية لن تعطي "الإرهابيين ذريعة إضافية لمهاجمة لبنان، فهم أصلا يشنون هجماتهم في العديد من المناطق اللبنانية منذ فترة طويلة، كان آخرها في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية".

وقال قهوجي إن ما يخشاه حزب الله من هذا التحالف أن تتوسع ضرباته على تنظيم داعش والتي بدأها فجر الثلاثاء الماضي، لتطال في المستقبل النظام السوري.

واعتبر أن الحزب مستفيد من الحرب على "داعش" وغير مستفيد في حربه إلى جانب النظام السوري "لأن المعارضة السورية والجيش السوري الحر هما اللذين سيملأن الفراغ في المناطق التي يسيطر عليها داعش، وليس النظام السوري".

وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قال خلال اجتماع عقد فيمدينة جدة السعودية في 13 أيلول/ سبتمبر الجاري لبحث سبل مواجهة تنظيم "داعش"، أن بلاده شريكة للعالم في محاربة الإرهاب "وهو رأس حربة على جبهة القتال"، معتبرا أن الأولوية في الوقت الراهن هي لـ"استئصال ما يسمى الدولة الإسلامية وليس لتحجيمها أو احتوائها فقط".

كما قال باسيل في "المؤتمر الدولي حول الأمن والسلام في العراق"، الذي انعقد في باريس في 15 من الشهر الجاري، أنه لا يمكن استثناء أحد في القضاء على "داعش" عسكريا وإيديولوجيا، كما لا يحق لأحد الاستقالة من هذا الواجب.

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قال الثلاثاء الماضي خلال كلمة متلفزة عارض "بالمبدأ" التحالف الدولي في سوريا سواء أكان المستهدف النظام السوري أو داعش أو غير"، مشيرًا إلى أن حزبه لا يوافق على أن يكون لبنان "جزءًا من هذا التحالف".

من جانبه، رأى المحلل السياسي المقرب من حزب الله، قاسم قصير، أن ضربات التحالف الغربي والعربي ضد تنظيم "داعش" لا تخدم لبنان مباشرة، معتبرا أن هذا التحالف "لديه استراتيجية خاصة وتحجيم داعش وليس القضاء عليه بشكل مباشر".

وقال قصير إن مصالح حزب الله تتقاطع "بالبعد الآني" مع هذا الحلف، لافتا الى أنه "يتعاطى بحذر شديد معه، حيث أن الأهداف العديدة للحلف لم تتبين بعد".

بدوره، قال المحلل السياسي أمين قمورية أن الموقف اللبناني تجاه هذا التحالف "ملتبس"، مشيرا الى أن لبنان من جهة لا يستطيع رفض هذا التحالف لأن هذا سيشكل له مشاكل مع الدول المشاركة، ومن جهة أخرى أن أيده ودخل فيه سيترتب على ذلك خلق أعداء أكثر ممن وقفوا ضد هذا التحالف كإيران.

ولفت قمورية إلى أن موقف حزب الله من هذا التحالف متماه مع الموقف الإيراني، مستغربا تأييده لضرب "داعش" في العراق ومعارضته ذلك في سوريا.

وأشار إلى أن حزب الله يتخوف من أن تتطور هذه الضربات في المستقبل لتطال حليفه النظام السوري من أجل إضعافه وعزله، معتبرا أن ما يهم الحزب والنظام "أن يكونا مطلعين على مسار ضرب داعش وغير مغيبين".

ونشأ تنظيم "داعش" في العراق بعيد بدء الاحتلال الأمريكي للبلاد في  آذار/ مارس 2003،

وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها منتصف آذار/ مارس 2011، ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في حزيران/ يونيو الماضي عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي، "خليفة"، مطالبا المسلمين بمبايعته.

ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 40 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم "داعش".
التعليقات (1)
حر
السبت، 27-09-2014 03:48 ص
يا رب انصر الثوره السوريه