ذكرت صحيفة "الغارديان" أن تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش" تصالح مع جبهة
النصرة لأهل الشام، التي وصف زعيمها أبو محمد الجولاني الحملة الأميركية على تنظيمه بالحملة الصليبية.
وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها مارتن شولوف إن الدولة تعقد الآن مجالس حرب مع النصرة؛ للتخطيط للعمليات ومواجهة خطر الغارات. وتأتي هذه الخطوة بين فترة من العداء والحرب بين الفصيليين، وهو ما أدى لفصل تنظيم الدولة من القاعدة.
وكانت أول موجة من الغارات على
سوريا قد استهدفت مواقع للنصرة وتنظيما مجهولا يدعى "خراسان"، وأعلنت الجبهة عن مقتل عدد من قيادييها في العملية، التي شاركت فيها خمس دول بالإضافة للولايات المتحدة التي تقود العملية، بحسب الصحيفة.
ونقل مراسل "الغارديان" مارتن شولوف عن مصدر بارز قوله إن قادة النصرة و"داعش" يديرون خطط الحرب معا، ولم يتم بعد الإعلان عن اتفاق رسمي، لكن إضافة أعداد من جنود النصرة إلى مقاتلي "داعش" يخفف الضغط عن التنظيم، ويساعده على مواجهة الغارات. وسيساعد التعاون على تقوية صفة "داعش" القيادي وتواصله مع قواعده، ويعوضه عن الخسائر المادية، بسبب استهداف مصادره المالية مثل مصافي وحقول النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن النصرة، المرتبطة مباشرة مع زعيم القاعدة أيمن الظواهري، شجبت الغارات، واعتبرتها "حربا على الإسلام".
وأخبر مصدر بارز "الغارديان" أن 73 قياديا في الجبهة انشقوا وانضموا لـ "داعش" يوم الجمعة، وأن أعدادا من مقاتلي النصرة يخططون لاتخاذ نفس القرار في الأيام القليلة المقبلة.
وكان المتحدث باسم الجبهة أبو فراس السوري قد قال على وسائل التواصل الاجتماعي "نحن في حرب طويلة، فهذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا سنوات ولكن قد تمتد لعقود".
ولاحظت الصحيفة أن حالة من الحنق تتزايد بين فصائل الإسلاميين في المعارضة السورية، من أن هذه الضربات لم تفعل الكثير لاستهداف نظام بشار الأسد وإضعافه.
وقال أحد قادة الجبهة الإسلامية "ندعو لهذه الهجمات منذ ثلاث سنوات وعندما جاءت أخيرا لم تساعدنا، لقد فقد الناس الثقة وهم غاضبون"، كما أورد التقرير.
وتبين "الغارديان" أن البرلمان البريطاني كان قد منح الحكومة تصديقا على المشاركة العسكرية في
العراق، وتقوم مقاتلات عسكرية منذ يوم السبت بطلعات عسكرية فوق العراق.
ونقلت صحف الأحد عن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن حكومته تقوم بمراجعة القرار، وتفكر بتوسيع المشاركة البريطانية على سوريا. وفي الوقت الحالي تقوم الدول العربية باستهداف مواقع "داعش" حول بلدة كوباني الكردية، وهذه الدول هي السعودية والإمارات والأردن والبحرين.
وتعتبر كوباني ثالث أكبر تجمع للأكراد السوريين، وانتصار لـ "داعش" فيها يعتبر مهما في خطتها لتدمير المنطقة الكردية والحكم الذاتي فيها، وفق التقرير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغارات لم تؤثر على قدرة "داعش" على التحرك في العراق، حيث واصل غزواته غرب بغداد، وكشف عن ضعف في قدرات الجيش العراقي. وقد بدأت الولايات المتحدة غاراتها في شمال العراق في 8 آب/ أغسطس الماضي.
وتعمل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على حماية العاصمة بغداد لكن هذا لم يخفف من مخاوف السكان من إمكانية تقدم "داعش". وكانت هزيمة الجيش العراقي على يد حفنة من المقاتلين في حزيران/ يونيو من أسرع وأكثر الهزائم في التاريخ الحديث. وسمح هذا لـ "داعش" التقدم في الأراضي السورية والعراقية، ووصل إلى أطراف عاصمة الأكراد، مدينة إربيل، بحسب "الغارديان".
وتفيد الصحيفة بأن الرئيس الأميركي باراك
أوباما اعترف أن الاستخبارات الأميركية قد قللت من حجم وقدرات تنظيم "داعش" وتهديده او اكتشفت مظاهر ضعف الجيش العراقي. وقال في حديث مع شبكة أنباء سي بي أس، "خلال السنوات الماضية، وأثناء فوضى الحرب الأهلية في سوريا، حيث أصبحت مناطق شاسعة من البلاد خارجة عن السيطرة، فقد استطاعوا -الجهاديين- إعادة تنظيم أنفسهم، وباتت المنطقة (منطقة الصفر) للجهاديين في العالم".