سيطر مقاتلون أكراد، اليوم الأربعاء، على
معبر حدودي استراتيجي بين
سوريا والعراق، وذلك بعد معارك عنيفة مع تنظيم "
داعش" استمرت أكثر من 24 ساعة وأدت إلى طرد مقاتلي الأخير من المنطقة.
وبحسب مراسل "الأناضول"، فإن مقاتلي البيشمركة (جيش إقليم شمال
العراق) ومقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG)، وهي قوات كردية سورية، سيطروا على معبر اليعربية (تل كوجر باللغة الكردية) على الجانب السوري ومنطقة ربيعة ومعبرها الحدودي على الجانب العراقي المقابل بعد معارك عنيفة مع "داعش".
وأضاف المراسل المتواجد في المنطقة أن المواجهات بين المقاتلين
الأكراد وعناصر "داعش"، ما تزال مستمرة في المنطقة المحيطة بالمعبر من الجانبين السوري والعراقي.
في سياق متصل، قال ضابط برتبة نقيب في جهاز الأمن الكردي (الأسايش) التابع لإقليم شمال العراق، إن قوات البيشمركة سيطرت على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا الواقع في الناحية التي تحمل الاسم نفسه، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش استمرت أكثر من 24 ساعة.
وأضاف النقيب الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن عناصر داعش انسحبوا من مركز ناحية ربيعة (120 كلم غربي الموصل) بعد هجوم شنته قوات البيشمركة بدعم من غطاء جوي من قبل الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي.
من جانبه، قال شيار رويار القائد الميداني من قوات (YPG) إن الاشتباكات العنيفة مع عناصر تنظيم داعش أدت إلى إغلاق الممر الإنساني الرابط بين جبل سنجار غربي العراق، الذي كان محمياً من قبل المقاتلين الأكراد، والأراضي السورية.
وأوضح القائد الميداني أن عناصر "داعش" فجروا سيارة مفخخة في الخطوط الأمامية لوحدات حماية الشعب ما أسفر عن مقتل عنصرين منهم وجرح 4 آخرين بجروح، في الوقت الذي دمرت فيه "الوحدات" عربتين عسكريتين تابعة لعناصر "داعش"، بحسب المصدر نفسه.
وأوضح رويار أن استعادة المعبر الحدودي جاء نتيجة التعاون بين مقاتلي البيشمركة و(YPG) الذين شنوا هجوماً مشتركاً من محورين على "داعش" ما أدى لتراجع مقاتلي التنظيم إلى الأطراف الجنوبية للمنطقة.
ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.
ولا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة داعش، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية من العراق، وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي البلاد.
فيما تمكنت القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.
وبالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس/ آذار 2011 قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) بزعامة صالح مسلم بتأسيس قوات سميت وحدات حماية الشعب (YPG)، وتبسط تلك القوات حالياً سيطرتها على المناطق الكردية في سوريا وهي "الجزيرة" و"كوباني"(عين العرب) و"عفرين"، وتديرها إدارات ذاتية محلية باسم مقاطعات ودون اعتراف رسمي من أية دولة حتى اليوم.
ومنذ ذلك الحين تشتبك قوات (YPG) بشكل مستمر مع عناصر "داعش"، الذي يسيطر حاليا على مساحات واسعة من البلدين المجاورين سوريا والعراق.
وكذلك حدث اشتباكات عدة مرات بين قوات (YPG) وعناصر جبهة النصرة "فرع تنظيم القاعدة في سوريا" وفصائل في المعارضة السورية خلال الأشهر الماضية.