كشف موقع "ديلي بيست" عن مصادر استخباراتية أميركية أن قوات
فيلق القدس الإيرانية تلقت أوامر من القادة في الحرس الثوري بعدم استهداف الأميركيين في العراق.
ويرى الموقع أن التطور الجديد يعكس رغبة إيرانية بالتوصل لتسوية بشأن الملف
النووي الإيراني مع الولايات المتحدة قبل انتهاء جولة المفاوضات في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
ونقل الموقع عن مسؤول استخباراتي أميركي بارز قوله "لا يستهدفون الأميركيين"، مضيفا "يريدون نجاح المحادثات النووية، وأي حادث بين رجالنا ورجالهم لن يكون جيدا للمحادثات" على حد قوله.
ويعتقد أن لفيلق القدس المئات من المقاتلين الذين نشرهم في العراق. وكانت إدارة الرئيس جورج بوش قد تعاملت مع قادة الفيلق وأفراده باعتبارهم تهديدا، وبدأت بفرض عقوبات عليهم منذ عام 2007. واتهم الجيش الأميركي فيلق القدس، المسؤول عن دعم المنظمات الخارجية الموالية للنظام، بتنظيم سلسلة من العمليات العسكرية والتخريبية ضد القوات الأميركية في العراق، وفق التقرير.
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة ترى في التنظيم وخطورته تهديدا لدرجة قيام مجلة "وايرد" عام 2012 باعتبار قاسم سليماني، قائد الفيلق "أخطر رجل في العالم"، وتوصل تقرير لمجلة "نيويوركر" عام 2013 لنفس النتيجة، حيث أظهر أن سليماني هو من يدير الحرب الأهلية السورية.
ويذكر الموقع أن الخزانة الأميركية اتهمت قبل فترة فيلق القدس بالاتجار بالهيروين، والقيام بعمليات إرهابية وأمنية ضد الحكومة الأفغانية.
ويبين التقرير أنه ولهذا السبب، فقرار الفيلق عدم استهداف الأميركيين في العراق يعتبر مهما، ولكنه ليس مستغربا، فالولايات المتحدة وإيران تواجهان نفس العدو في العراق، وهو تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش". ففي أواخر آب/ أغسطس تعاونت الميليشيات المدعومة من إيران والطائرات الأميركية على كسر الحصار، الذي فرضته قوات "داعش" على البلدة التركمانية "إيمرلي"، ونشرت صورا للجنرال سليماني في القرية بعد إخراج "داعش" منها.
ويضيف "ديلي بيست" أن التقييم الأخير للمخابرات الأميركية عن التصرفات الإيرانية في العراق مرتبط بالمفاوضات بين البلدين حول الملف النووي.
ويقول مسؤول أمني أميركي إن تصرف فيلق القدس يماثل عمليات بناء الثقة في المصطلحات الدبلوماسية، حيث يتم تقديم بعض التنازلات لتحسين جو التفاوض، كما أورد التقرير.
ويعتقد الموقع أن المقترح الأخير في التفاوض يعتبر محبذا لإيران، ذلك أنه يسمح لإيران بالاحتفاظ بمعظم أجهزة الطرد المركزي، طالما لم تبق مرتبطة ببعضها البعض. واعترفت إيران بوجود منشآت نووية في قم وناتنز، والتي يتم استخدامها لتخصيب اليورانيوم وتحويله لوقود نووي.
ويأتي التقييم الأمني في وقت حذرت فيه ميليشيات عراقية من إرسال قوات أميركية للعراق، وأكدت هذه الميليشيات قدرتها على مواجهة تنظيم "داعش". ولأن فيلق القدس يعتبر أداة مهمة في تدريب وتسليح وحتى توجيه هذه الميليشيات فتهديداتها لأميركا لم تكن سوى دعوات فارغة، بحسب الموقع.
ويذهب "ديلي بيست" إلى أن الولايات المتحدة أرسلت حتى الآن 1.600 مستشار عسكري. ولا يقوم هؤلاء بمهام قتالية. ووجودهم في العراق مقتصر على تقديم الاستشارة والنصح للقوات العراقية والكردية، وتقييم قدرات الوحدات التي تقوم بحراسة المؤسسات الأميركية في العراق.
وفي الوقت الذي أشار فيه محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني إلى المشاكل التي تنبع من وجود قوات أجنبية على التراب العراقي إلا أنه أكد أن بلاده لن تتصرف بطريقة "تعقد الوضع في العراق".
ويختم التقرير بتحذير كمبرلي كاغان، الباحثة في معهد دراسات الحرب، مما أسمته اتفاق المصلحة الذي قد يُحل في أي وقت.