في الوقت الذي استبعدت فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا إرسال قوات برية للعراق وسوريا، تجري التحضيرات لإمكانية يتم فيها إرسال قوات المارينز للمشاركة في قتال تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش".
وتقول صحيفة "الغارديان" إنه بعيدا عن صحراء العراق وسوريا تقوم وحدات من الجيش الأميركي والبريطاني بتدريبات مشتركة في صحراء موجافي في جنوب شرق ولاية كاليفورنيا، بمناورات ومعارك وهمية تحضيرا لمشاركة قد تطرأ في الشرق الأوسط.
وتذكر الصحيفة أن واشنطن أرسلت حتى الآن أكثر من 1.000 مستشار عسكري يعملون إلى جانب القوات العراقية. ويرى معلقون أن استخدام الجيش الأميركي لطائرات أباتشي في
سوريا يعني أن التفريق بين قوات على الأرض ومقاتلات جوية لم يعد قائما.
وفي الوقت الذي تقتضي فيه الحسابات السياسية للولايات المتحدة وبريطانيا تقديم تصريحات علنية للرأي العام حول عدم وجود خطط لإرسال قوات برية، إلا أن المخططين العسكريين يعتقدون أن من واجبهم التحضير للرد على أي تطور جديد، وفق التقرير.
ويقول روري كارول مراسل صحيفة "الغارديان" إن العرض العسكري والمعارك الوهمية هما جزء من
تدريبات عسكرية مشتركة تجريها القوات البريطانية والأميركية، والتي أطلق عليها "التمساح الأسود".
ويصف المراسل العمليات بأنها كانت فرصة لإظهار الأسلحة الجديدة واستخدامها، حيث شاركت فيها أيضا فرق هولندية صغيرة. ولم يقدم البلد المضيف- أميركا- فقط القواعد العسكرية، ولكن قدم العربات وناقلات الجنود أيضا.
ويشير التقرير أنه قد شارك في المناورات 850 جندي، بكلفة 12 مليون جنيه إسترليني، حيث استهلكت الذخيرة المستخدمة معظم الميزانية المخصصة للتمرين العسكري.
ونقل التقرير عن دان جيسمان من وحدات المارينز الملكي البريطاني قوله "نعمل بنفس الطريقة، يفكر المارينز الأميركي مثلنا، ويتصرف بنفس الطريقة التي نتصرف فيها". وتناول الجنود البريطانيون الطعام الأميركي واستمعوا لأغاني ألفيس بريسلي.
ويضيف أن المعركة الوهمية، التي تمت إدارتها بين الصخور البركانية والأفاعي والعقارب، كانت كثيفة وحربا استكشافية ضد عدو واضح.
وتنقل الصحيفة عن الرائد غيل دانكين قوله إن التمرين العسكري هو عودة لفن
الحرب، بعد سنوات من الحملات العسكرية في العراق وأفغانستان.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما يأمل بالعودة للدور التقليدي للجيش الأميركي بعد انسحاب القوات من العراق وخفضها في أفغانستان، لكن التمرين العسكري الذي خطط له قبل صعود تنظيم "داعش" تم في ظل عودة الطائرات الأميركية من جديد للعراق، وسط تكهنات بإرسال قوات على الأرض.
ويقول التقرير إن التمرين العسكري الذي ينتهي الأسبوع المقبل خاض معارك وسط قرى وهمية عربية، في بيوت ذات جدران سميكة تعرف باسم "بيوت القتل"، التي يقوم الجنود بإطلاق الرصاص عليها ورمي القنابل اليدوية باتجاهها.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن كل من التقاهم كارول في موقع التمرين من المارينز قال إنهم يتحرقون للقتال. ويقول الرائد دانكين "هؤلاء الرجال جاهزون مثل كلب الجزار، وهم مستعدون لوضع سلاحهم والذهاب إلى أي مكان يطلب منهم". وقد تكون المعركة القادمة في سوريا.