لم تتمكن عائلة أبو ماجد من الهرب مثل باقي النازحين
العراقيين إلى إقليم كردستان العراق الأكثر أمنا، وذلك لضعف حالتهم المادية فقرروا السكن في منتجع
الحبانية الشهير الواقع غرب مدينة الفلوجة، الذي أصبح الملاذ الوحيد لآلاف العائلات النازحة من مناطق عدة من الفلوجة كمنطقة بزيبز والصقلاوية الواقعين غرب الفلوجة.
يقول أبو ماجد 54 عاما النازح من منطقة الفلوجة لـ"عربي 21" إنني "أسكن أنا وعائلتي المكونة من ثلاثة أفراد في غرفة صغيرة في منتجع الحبانية منذ حوالي خمسة أشهر، مبينا أن المنتجع يفتقر إلى أهم الأشياء التي يحتاجها الانسان للبقاء على قيد الحياة، إذ أعاني أنا وعائلي وبقية العائلات النازحة، من انعدام الماء والكهرباء ونقص الغذاء".
وتابع"معاناتنا لا تنتهي في هذا المنتجع، حيث نشكو من قلة الاهتمام الصحي وسط ظروف مناخية صعبة، وتلوث بيئي يطوق المنتزه، بسبب الإهمال الحكومي وقطع المياه الصالحة للشرب، ما أجبر العائلات على استخدام مياه البحيرات الملوثة، ما أدى إلى إصابة المئات من السكان وغالبيهم من الأطفال والنساء بأمراض جلدية خطرة، مع غياب أي تواجد لمراكز صحية أو منظمات إنسانية لمعالجة المصابين".
وتعيش في منتجع الحبانية أكثر من 1000 عائلة نازحة، هجّروا قصرا من منازلهم بسبب العمليات المسلحة الجارية بين مقاتلي الدولة الإسلامية وقوات الأمن العراقية، والقصف العشوائي التي تنفذه الطائرات الحربية في مناطق عدة من الفلوجة غرب بغداد.
وعلى بعد أمتار من عائلة أبو ماجد، تسكن إيمان العيساوي 34 عاما النازحة من مدينة بزبز مع أطفالها الستة، حيث تسكن المنتجع مع أطفالها دون ماء أو كهرباء أو خدمات، متابعة "أعيش ظروفا انسانية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء".
وأضافت بحزن، "يعاني ولدي الأصغر خالد 5 أعوام، من طفح جلدي ظهر في جسده مؤخرا بسبب التلوث البيئي الذي اجتاح المنتجع، ولا أستطيع الذهاب به إلى بغداد بسبب قطع الطريق من قبل الجيش، والأهم إنني لا أملك أموالا كافية لمعالجته"، متسائلة أين الحكومة المحلية في الأنبار وجمعية الهلال الأحمر فنحن نسمع بهم ولانراهم".
وناشدت إيمان بالتدخل العاجل لرفع المعاناة عني وعن مئات العائلات وتوفير الدواء والماء والكهرباء وانشاء عيادات طبية لعلاج الاطفال المصابين وانفاذ حياتهم من الموت داخل الحبانية".
يشار إلى أن منتجع الحبانية السياحي الواقع غرب بغداد يشهد يوميا توافد آلاف النازحين الذين يشكون من تردي الخدمات، ومن قلة الاهتمام الصحي الحكومي والإغاثي.