فتحت اتهامات
الناشط البريطاني المسلم والمعتقل السابق في غوانتانامو معظم (معزم)
بيغ للحكومة البريطانية وعدم استجابتها لرسائله للتدخل لدى خاطفي الرهينة البريطاني ألن
هينينغ، ملف علاقة معظم بيغ وغيره من الناشطين المسلمين مع المؤسسة الأمنية في
بريطانيا.
فقد كشف بيغ، في حديث له مع القناة الرابعة في الإذاعة البريطانية، أنه تحدث في كانون الثاني/ يناير مع أليستر بيرت، الوزير في وزارة الخارجية، عن استعداده للمساعدة في إطلاق سراح الرهينة هينينغ، بعد أن طلب منه أصدقاء الأخير استخدام اتصالاته مع المتشددين الإسلاميين، وتأمين حياة الرهينة وغيره من الذين اختطفهم تنظيم الدولة. وقد تبادل بيغ المكالمات والرسائل الهاتفية قبل أن يرفض عرضه ويعتقل وتوجه إليه اتهامات بتلقي تدريبات عسكرية في سوريا.
وقال بيغ في برنامج "توداي"، "المشكلة هي أن الحكومة، في محاولتها لشيطنتي وتجريمي رفضت النظر في أي شيء له علاقة بي". وحاول المساعدة مرة أخرى وهو في السجن، وقال إنه كان يمكنه التأثير "بسبب اللغة والمصطلح والفهم والرابطة التي كان يمكنني بناءها مع ذلك العالم".
وفي رد فعل على تصريحات بيغ طالب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المعتقل السابق بتمرير أية معلومات لديه حول الجهة التي اختطفت الأجانب في سوريا، وقال كاميرون إن الحكومة "سعيدة للعمل مع أي شخص".
وكانت السلطات البريطانية قد أفرجت عن بيغ بعد انهيار قضية الادعاء أمام المحكمة، مما أدى للإفراج عنه الأسبوع الماضي. ورغم براءته لا تزال حساباته المصرفية مجمدة، فوزارة المالية تتعامل مع بيغ كشخص "مصنف"، بناء على قانون تجميد حسابات الإرهابيين لعام 2010. وقالت وزارة المالية إن وضع بيغ على قائمة الأشخاص المجمدة حساباتهم قيد المراجعة.
ويظهر التبادل بين بيغ والحكومة طبيعة العلاقة الملتبسة مع الناشطين الإسلاميين، فهو كما تقول صحيفة "التايمز"، ومنذ عشرين عاما يعتبر "شخصية مهمة" للأجهزة الأمنية وسلطات مكافحة الإرهاب، لكن هذه الأجهزة لم تحل مشكلة التعامل معه وغيره. ففي بعض الأوقات يلتقيه مسؤولون في وكالة الاستخبارات الداخلية "إم آي فايف" في لقاءات تعقد بفنادق في لندن لمعرفة ما يجري في سوريا، وبعد أشهر تقوم شرطة مكافحة الإرهاب بمداهمة منزله واعتقاله بناء على شبهة تورطه بالإرهاب.
في سياق آخر يقوم بيغ بتبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية مع وزارة الخارجية حول إمكانية توجيه المعتقل السابق نداء للخاطفين يؤمن حياة الرهينة ألن هينينغ، وبعد هذه المحاولات بأسابيع اعتقل ونقل إلى سجن بيلمارش، ووجهت لها اتهامات بالإرهاب، وهي التي انهارت بطريقة درامية الأسبوع الماضي، بحسب الصحيفة.
وهنا تتساءل الصحيفة إن كان بيغ بكلمات محاميته "رجلا طيبا وشجاعا"، أو بعبارة فرع لجنة الاستئنافات الخاصة عام 2003 بأنه رجل "متطرف".
وتضيف "التايمز" أن بيغ (46 عاما) من مدينة بيرمنجهام يظل ناشطا له تاريخه ومصداقيته بين الإسلاميين. ففي التسعينيات من القرن الماضي سافر إلى كشمير والبوسنة قبل أن ينشئ "مكتبة الأنصار" في بيرمنجهام حيث كان يبيع كتبا إسلامية.
وتؤكد الصحيفة معاناة بيغ، وكذلك مكتبته، من مداهمات الشرطة قبل أن ينتقل في عام 2001 مع زوجته وعائلته الصغيرة إلى أفغانستان للمساعدة في بناء مدرسة هناك. وتم اعتقاله في باكستان عام ،2002 ونقل إلى سجن غوانتانامو، حيث اتهم بتلقي تدريبات في معسكرات الجهاد منذ عام 1993.
وتشير الصحيفة أن الأميركيين قالوا إن بيغ قاتل في الخطوط الأمامية مع القاعدة وطالبان في عام 2001، ومن ثم انسحب إلى جبال تورا بورا، حيث كان زعيم القاعدة أسامة بن لادن يقيم.
وتبين أن الحكومة البريطانية ساعدت على إطلاق سراحه عام 2005، وعاد إلى بريطانيا وأصبح ناشطا في الدفاع عن حقوق السجناء في منظمة "كيج". وبالرغم من نجوميته وشهرته في الأوساط اليسارية الليبرالية إلا أنه ظل تحت مراقبة المخابرات البريطانية.
وتذكر الصحيفة أنه في عام 2012 حاولت "إم آي فايف" الاتصال مع بيغ، تماما كما تحدثت في السابق مع أبو حمزة وأبو قتادة وغيرهما. ففي المنطقة الرمادية في عالم جمع المعلومات الاستخباراتية أصبح بيغ مصدرا مهما للمعلومات حول الوضع الفوضوي في سوريا.
وفي وقت ما من العام الماضي غيرت الاستخبارات تقييمها لبيغ، ورأت أنه متورط في نشاطات إرهابية وهي مزاعم رفضها.
وتستدرك الصحيفة قائلة إن "إم آي فايف" وشرطة مكافحة الإرهاب كانتا مترددتين في التحرك ضد شخص أصبح بعد معاناته في غوانتانامو رجلا لا يمكن المس به.
وتلفت الصحيفة إلى أن تحسن العلاقة في السنوات الأخيرة مع المعتقل السابق أدى لحصول شرطة ويست ميدلاند على معلومات جيدة، وتواصلا عبر برامج مكافحة الإرهاب. وقد أدى اعتقال بيغ، الذي يحظى باحترام في بيرمنجهام، لتعريض الكثير من العمل الجيد للخطر.
وتخلص الصحيفة إلى أنه كان من الأولى لو سمحت الخارجية أو الأمن لبيغ القيام بالمناشدة، خاصة أن أيا من الطرفين لن يخسر.