بعد ثلاثة أعوام فقط من أكبر مذبحة حدثت لأقباط
مصر في العصر الحديث، تناسى
الأقباط المطالبة بحقوق ضحايا "
ماسبيرو" الذين قتلوا على أيدي قوات الجيش، وتجاهلت الكنسية الأرثوذكسية إحياء ذكراهم بالشكل اللائق.
وبعد أن كانت الكاتدرائية المرقسية في العباسية تهتز بالهتاف ضد المجلس العسكري السابق وقادته أثناء تشييع جثامين ضحايا ماسبيرو، وعندما حضرت قيادات المجلس العسكري السابق قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية يناير 2012 ارتجت القاعة بهتاف "يسقط يسقط حكم العسكر"، لكن الحال تحول لاحقا وأصبح الهتاف للجيش وللسيسي داخل الكنائس أعلى من أي صوت يطالب بالقصاص من قاتليهم.
ووقعت مذبحة ماسبيرو فى أكتوبر 2011 عندما تظاهر آلاف الأقباط أمام مبنى التلفزيون الحكومي المعروف باسم ماسبيرو، احتجاجا على هدم كنيسة بمحافظة أسوان، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الجيش أدت إلى مقتل وإصابة المئات أغلبهم من الأقباط.
وبالرغم من مقتل 28 قبطيا وإصابة المئات برصاص جنود الجيش ودهسا بالمدرعات إلا أن نشطاء أقباط زملاء لهم واتهموهو أنهم ينتمون لجماعة الإخوان بعد أن هتفوا ضد الجيش خلال وقفة هزيلة يوم الخميس بالقاهرة.
وقفات هزيلة
ونظم عدد من الحركات والأحزاب وقفتين لإحياء ذكرى
أحداث ماسبيرو، أمام نقابة الصحفيين وفي منطقة شبرا، إلا أنهما كانتا هزيلتين حيث شارك فيهما عدد قليل من الأشخاص، كما أنتهيا بخلافات بين المشاركين.
وأعلن عدد من القوى الثورية على رأسها جبهة "طريق الثورة - ثوار" - التي تضم "6 إبريل" وشباب مصر القوية - عدم مشاركتهم في الوقفة أمام نقابة الصحفيين بسبب اتهامات وجهها لهم "اتحاد شباب ماسبيرو" بالإنتماء لجماعة الإخوان، وأنهما يريدون استغلال المناسبة للتحريض ضد الجيش.
وفي منطقة شبرا نظم العشرات وقفة بالشموع طالبوا فيها بالتحقيق فى الأحداث ومحاسبة المسئولين، قبل أن تنشب مشادات كلامية بين أعضاء "اتحاد شباب ماسبيرو" من جانب وأعضاء ائتلاف "الأقباط الأحرار" وحركة "مينا دانيال" بعد أن رددوا هتافات ضد قيادات المجلس العسكري السابق خاصة المشير حسين طنطاوي واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية أثناء الأحداث وطالبوا بمحاكمتهما.
وأعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" تبرؤه من تلك المظاهرة، مؤكدا أن وقفته كانت سلمية لإحياء ذكرى الضحايا وليست ضد الجيش، كما أعلن أنه أنهى الوقفة بعد ترديد حركة الأقباط الأحرار شعارات معادية للجيش المصري استجابة لمطالب قوات الأمن التي هددت بفضها بالقوة.
وأكد الاتحاد أن دعم الأقباط للسيسي هو ما منعهم من تنظيم فعاليات احتجاجية لتفويت الفرصة على من يريدون استغلال المناسبة للوقيعة بين الأقباط والنظام الحاكم، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة فتح ملف القضية مرة أخرى ومحاكمة المسئولين عن الاحداث وإطلاق أسماء شهداء ماسبيرو على الشوارع والميادين أسوة بشهداء الثورة.
وطالب "ائتلاف أقباط مصر"، عبد الفتاح السيسي، بفتح التحقيق فى حادثي ماسبيرو وكنيسة القديسين كونهما وقعا أثناء توليه رئاسة المخابرات الحربية وعلمه بالكثير من الحقائق عن تلك الحادثتين.
كما قالت حركة "مينا دانيال" إن أعواما مرت على مذبحة ماسبيرو دون حساب أو قصاص لدماء من ماتوا من أبناء الوطن على أيدى
المجلس العسكرى الذى ارتكب مذابح بين صفوف الثوار طيلة فترة قيادته للبلاد.
الكنيسة تعشق العسكر
وتجاهل البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط المطالبة بالتحقيق أو محاكمة المتورطين في المذبحة، مكتفيا بالقول "إننا نذكرهم بالخير ونعزى أهالي الشهداء".
ونوه البابا - خلال عظته الأسبوعية مساء الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية - أن الكنيسة ستقيم قداس الذكرى الثالثة لشهداء ماسبيرو، يوم الجمعة المقبل، بكنيسة فرعية بالجيزة تحت رعاية مندوب عنه، رافضا - دون إبداء أسباب - إقامة القداس أو حفل التأبين داخل الكاتدرائية أو ترأسه بنفسه.
وأكدت أسر ضحايا ماسبيرو، أنهم لا علاقة لهم بأي وقفات احتجاجية بتلك المناسبة، منوهين بأن بعض الحركات القبطية تنوى حضور حفل التأبين الذي تقيمه الكنيسة ، وأنهم لا يملكون منع أحد من دخول الكنيسة.
وشنت أسر ماسبيرو، فى بيان لهم الخميس هجوما على اتحاد شباب ماسبيرو، واصفين إياهم بأنهم "تجار دم وغير مرغوب فى حضورهم حفل التأبين"، وأنهم بالرغم من رفضهم لهم إلا أنهم يدعون لهذا اليوم وكأن هم من نظموا لهذه الاحتفالية، محذرين من تحويله الى وسيلة للمزايدات أو الدعاية للانتخابات البرلمانية.
من جانبه، علق المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم حركة "قضاة من أجل مصر"، على إحياء ذكرى أحداث ماسبيرو بالقول إن الكنسية هي من أضاعت حقهم.
وكتب "شرابي" على صفحته على "فيس بوك": "تمر اليوم ذكرى وفاة مينا دانيال ورفاقه في أحداث ماسبيرو ولكن للأسف عندما خرج هو ورفاقه فى ذلك اليوم لم يكونوا يعلمون أن الكنيسة تذوب عشقًا في العسكر".