حملات تجنيد إجباري للنظام تطال الآلاف بحماة

أفادت تسريبات أمنية خاصة من إدارة تجنيد المنطقة الوسطى في سورية أن قائمة تحوي أسماء 7350 شابا، ممن تتراوح أعمارح بين 25 و33 عاماً، في حماة وحدها، قد تم إعدادها خلال في وقت سابق لتجنيدهم إجبارياً في صفوف قوات النظام، وهي القائمة الأولية لأسماء المطلوبين للتجنيد بصفة مجند احتياط.

وبحسب التسريبات، التي حصلت "عربي21" عليها، فإنه يجري العمل على إعداد قائمة أخرى قد تتجاوز أعداد الشبان المسجلين فيها 10 آلاف شاب، سيتم تجنيدهم.

وتزامنت هذه التطورات مع نشاط غير مسبوق لمكاتب التطوع في "اللجان الشعبية" في مدينة حماة، وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام في ريف حماة.

بدورها، قالت هدير العاصي، الناشطة الإعلامية والمنسقة العامة لـ"وكالة حماة الإخبارية" من داخل مدينة حماة، لـ"عربي21"، إن الشرطة العسكرية بدأت فعلاً منذ أيام بنشر قوائم المطلوبين للتجنيد على نقاط التفتيش المنتشرة في المدينة، وتجاوز عدد المعتقلين بغية تجنيدهم ألف شاب في مدينة حماة وحدها، في حين تم تسليم هذه القوائم أيضاً لوجهاء الأحياء لإبلاغ المطلوبين بتسليم أنفسهم طوعاً.

وفي هذا السياق، قالت هدير أن قوات الأمن المدعومة بميليشيا "الدفاع الوطني" شنت حملات دهم واعتقال في أحياء الصابونية وباب قبلي والجراجمة وعدة أحياء أخرى في مدينة حماة، واقتادت الشبان إلى مراكز التجنيد. وكان لحي جنوب الملعب نصيب الأسد من هذه الحملات، فتجاوز عدد المعتقلين فيه أكثر من 150 شاباً.

كما شهدت مناطق الريف الحموي الخاضعة لسيطرة النظام أحداثاً مماثلة. وقال ناشط حقوقي فضل عدم ذكر اسمه، إن متزعمي "اللجان الشعبية" (الشبيحة) أبلغوا سكان بلدة طيبة الإمام بضرورة التحاق أكثر من مئتي شاب وردت أسماؤهم من إدارة التجنيد؛ بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام، وهذه القائمة أولية بحسب زعمهم.

وفي سهل الغاب أيضاً، ذكرت وكالة حماة الإخبارية أن قوات النظام داهمت قرية العوينة، واعتقلت أكثر من مئة شاب بغية تجنيدهم إجبارياً.

وحول سبب حملات التجنيد الإجباري في حماة، قال محمد النعسان، وهو قائد أحد الألوية المقاتلة في ريف حماة، إن هذه الحملات جاءت لتعويض النقص الشديد في العنصر البشري لدى جيش النظام، وخصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال المعارك في ريف حماة الشمالي، والتي بدأت منذ بداية العام الحالي واستمرت بوتيرة عالية حتى الآن.

وتشهد مناطق ريف حماة الشمالي معارك عنيفة في محاولة من قوات النظام للتغلغل في مناطق سيطرة الثوار، وتسببت الاشتباكات بخسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين.

ووثقت لجان توثيق مستقلة مقتل أكثر من 750 جندياً من النظام خلال اشتباكات بلدة مورك وحدها. وأصبحت المدينة مشهورة لدى أوساط المعارضة السورية بأنها مقبرة الأرتال، نظراً لاستنزاف كثير من الأرتال العسكرية التي ترسلها قوات النظام إلى نقاط الاشتباك في محيط المدينة.