دعت صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية رئيس الوزراء ديفيد
كاميرون للضغط على أمير دولة
قطر الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة دور الدولة الغنية بالغاز والنفط في تمويل "
الإرهاب".
وجاء المقال المشترك، الذي كتبه كل من روبرت مينديك وتيم روس ومارك هولينغورث، عشية الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الشيخ تميم للعاصمة البريطانية لندن هذا الأسبوع. وقالوا إن الأمير سيصل لندن وسط غضب متزايد لدور بلاده في مزاعم الارتباط وتمويل الجماعات الإسلامية المتشددة، ومنها تنظيم الدولة والقاعدة.
وتذكر الصحيفة أن رئيس الوزراء كاميرون سينظم للأمير والوفد المرافق له حفلة غداء في مقر الحكومة "10 داونينغ ستريت"، حيث سيتم الحديث عن عقود بالمليارات للاستثمار بين البلدين.
لكن الصحيفة زعمت أن رئيس الوزراء يتعرض لمطالب كي يضغط على الأمير لاتخاذ تحرك قوي ضد تمويل الجماعات الجهادية.
وسيلتقي الأمير بسير جون سويرز رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم أي-6)، حيث يريد نقاد دولة قطر معرفة سبب عدم فعلها الكثير لمنع جمع التبرعات من مواطنيها، التي ترسل للجماعات المتشددة.
وتربط الصحيفة بين لقاء الأمير والمسؤول الأمني الكبير وتحذيرات من مسؤول ملاحقة أموال الجماعات الإرهابية في إدارة الرئيس باراك أوباما، الوزير المساعد في وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهين الذي قال في محاضرة ألقاها في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي إن كلا من قطر والكويت لا تزالان منطقتين خصبتين لجمع الأموال وإرسالها للجماعات المتشددة في سوريا والعراق.
ويأتي تقرير صحيفة "صاندي تلغراف" ضمن حملة تقوم بها تحت عنوان "وقف تمويل الإرهاب"، والتي نشرت فيها عددا من التقارير، كشفت فيها عن الدور المزعوم لكل من قطر وبقية دول الخليج، التي من المفترض أن تكون دولا حليفة ضد تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش" وتنظيم القاعدة.
وتشير الصحيفة إلى أن النائب المحافظ عن نورث- إيست كامبريدج شاير ستيفن باركلي، والذي دعا أكثر من مرة للشفافية في طريقة تعامل
بريطانيا مع قطر ودول الخليج، أكد "ضرورة" طرح كاميرون موضوع التمويل الإرهابي مع الأمير.
وينقل التقرير عن النائب باركلي قوله "أرحب بلقاء رئيس الوزراء مع الأمير، وكجزء من هذه اللقاءات فمن المهم طرح موضوع تمويل القبائل السنية في كل من العراق وسوريا".
ويضيف باركلي "آمل أن يقوم رئيس الوزراء بتقديم تفاصيل للبرلمان، فليس من الواضح إن كانت الأموال من المواطنين القطريين لا تزال تتدفق" للجماعات المتشددة.
ويتابع "هناك أدلة واضحة من أن المواطنين القطريين لعبوا دورا مهما في تمويل الجماعات السنية، وعلى رئيس الوزراء ألا يتردد في طرح هذا الموضوع مع الأمير".
ويلفت التقرير إلى قول سير مالكوم ريفكيند، وزير الخارجية المحافظ السابق بإن اللقاء "فرصة مناسبة"، لإخبار القطريين بأنهم لا يستطيعون مواصلة اللعب على الطرفين، "يمسكون الأرنب بيد ويصطادون باليد الأخرى".
وكشفت الصحيفة عن نتائج جديدة لحملتها، حيث قالت إن مواطنين كويتيين تمت إضافة اسميهما على قوائم الإرهاب في الأيام الماضية، في تطور يفهم من تشدد بريطاني تجاه ممولي الإرهاب.
وتبين "صاندي تلغراف" أن وزير الخارجية في حكومة الظل دوغلاس ألكسندر، اتهم القطريين والكويتيين بتمرير ملايين الدولارات للجماعات الإرهابية، واتهم الدولتين بأن لديهما "قوانين ضعيفة لمواجهة غسيل الأموال".
ويتوقع وصول الأمير القطري إلى لندن يوم الأربعاء أو الخميس، رغم أن الترتيبات لا تزال مستمرة.
ويفيد التقرير بأن وزير الخارجية القطري خالد العطية تحدث مع أندرو مار في برنامجه الصباحي على قناة "بي بي سي"، حيث بدأت الإمارة بحملة دفاع عن النفس.
وكانت الصحيفة قد تحدثت في سلسلة تقارير عن قيام عدد من الأثرياء القطريين بإيصال أموال لجماعات مرتبطة بالقاعدة و"داعش" في سوريا والعراق.
ويوضح التقرير أن النواب يتهمون بلادهم بعدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد دول الخليج، ويقول نواب إن مصالح بريطانيا التجارية والعسكرية تمنعها أحيانا من التحدث بشدة مع هذه الدول.
ولدى قطر العديد من الاستثمارات في بريطانيا، منها معالم تجارية مهمة مثل متجر "هارودز"، و ناطحة السحاب "شارد"، ولقطر حصص كبيرة في عدد من الشركات الكبرى، وفق التقرير.
وتؤكد الصحيفة أن حملتها كانت وراء وضع اسم قطري معروف على قائمة الإرهاب، حيث وضعت الولايات المتحدة اسمه من قبل، لكن بريطانيا انتظرت 10 أشهر حتى تتحرك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المحادثات بين الأمير وكاميرون ستكون "حول التجارة وقضايا الاستثمار وكذلك علاقاتنا العسكرية، العراق و(داعش)".
وفي مقال نشرته صحيفة "صاندي تلغراف" قال ألكسندر إن عواصم الكويت وقطر والسعودية "استخدمت كقواعد للأفراد الأثرياء والمؤسسات الدينية؛ كي تقوم بنقل ملايين الدولارات للجماعات السنية، التي تقاتل نظام الأسد في سوريا، إما بدعم تكتيكي من أنظمتهم، أو باستخدام قوانين مكافحة غسيل الأموال الضعيفة".
ويرى ريفكيند، الذي يترأس لجنة الشؤون الأمنية في البرلمان البريطاني، أن "زيارة الأمير هي فرصة ذهبية لمناقشة وتحسين العلاقات الثنائية، وأي موضوع أفضل لمناقشته من طرح مظاهر القلق حول إمكانية وجود مواطنين قطريين يقومون عن قصد أو غير قصد بمساعدة من يحاولون استخدام الإرهاب لتحقيق أهدافهم".
وأكد أمير قطر في مقابلته الوحيدة مع مؤسسة إعلامية بريطانية قبل شهر أن بلاده لا تمول الإرهاب "لا نمول المتطرفين، وإذا قصدت حركات بعينها في سوريا والعراق فكلها نعتبرها حركات إرهابية".