رفض عدد من الصحافيين
المصريين تعهد محرري القنوات والصحف لحكومة عبد الفتاح
السيسي بتجنب انتقاد الدولة والجيش وقوات الشرطة.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن الصحافيين عبروا عن رفضهم للتعهد، في بيان نشرته مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأحد 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهاجموا فيه "الاستسلام الطوعي"، والتخلي عن حرية الصحافة في البيان، الذي أعلنه محررو الصحف يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر.
وجاء في بيان الصحافيين "إن محاربة الإرهاب من خلال إعلام مقيد وبأفواه مغلقة، يعني وضع الأمة فريسة سهلة للتطرف، وتحويل الرأي العام إلى مخلوق أعمى، لا يعرف الاتجاه الذي ضرب منه، أو كيفية التعامل مع الإرهاب".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول تحرير موقع على الإنترنت، يدعى خالد البلشي قوله إن هناك 300 صحافي وقعوا على البيان.
وقال البلشي لوكالة أنباء "أسوسيتدبرس"، "هي محاولة لجعل الصحف تتحدث بصوت واحد". ووصف تحرك محرري الصحف بـ "إن الخطوة التي قام بها محررو الصحف هي بمثابة إنشاء حزب سياسي موالٍ للحكومة".
وتعلق الصحيفة البريطانية على هذا التطور قائلة: "إن الخلاف بين الصحافيين والمحررين هو جزء من مسلسل الصراع بين السلطة والموالين للإعلام من جهة، وجماعة صغيرة مؤيدة للديمقراطية ترفع صوتها عاليا من جهة أخرى".
وتضيف أن النزاع متجذر في تراجع الكثير من
الحريات، التي حصل عليها المصريون، بعد رحيل الرئيس حسني مبارك والإطاحة به عام 2011.
وتجد "الغارديان" أن
الانقلاب، الذي قاده الجيش، بزعامة عبد الفتاح السيسي، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، أدى إلى تغير الظروف بالنسبة للإعلام في مصر.
وترى الصحيفة أنه منذ وصل السيسي للحكم بعد انتخابه في حزيران/ يونيو، اشتكى الصحافيون من تزايد القيود عليهم ومنعهم من حرية التعبير.
ويفيد التقرير أنه في بيان محرري الصحف في 26 تشرين الأول/ أكتوبر تعهدوا باتخاذ الإجراءات لوقف "اختراق العناصر الساعية لدعم الإرهاب" في منشوراتهم الصحافية.
وعبر الصحافيون عن "رفضهم"، لما قالوا إنها محاولات للتشكيك بمؤسسات الدولة وسياسات الجيش والشرطة، وعدم التسامح مع أي نقد لمؤسسة القضاء، بحسب الصحيفة.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول مؤسسة تلفزيونية خاصة، إنها ستقوم بمنع ضيوف من المشاركة في برامجها الحوارية؛ لأنهم "يثيرون الشائعات". ونقلت وكالة أنباء "أسوسيتدبرس" عن صحافي مستقل قوله "لا يمكنك محاربة الإرهاب من خلال تعليق الحريات".