قالت مصادر عسكرية ميدانية إن روائح كريهة تنبعث من مشفى
المزة العسكري )601( في العاصمة
دمشق؛ بسبب ما تخزنه من
جثث لقتلى جيش النظام الذين يقضون على جبهات
جوبر شرقي العاصمة.
وقال الناشط الإعلامي حيدر الدمشقي، وهو من أبناء حي جوبر، في حديث لـ"عربي 21"، إن عائلته وأقاربه القاطنين بالقرب من مشفى المزة، وعائلات أخرى تسكن منطقة الشيخ سعد في حي المزة، هربوا خوفاً من الأمراض المعدية والأوبئة، بعد انتشار الروائح الكريهة التي تفوح من الأعداد الكبيرة لجثث
القتلى المتعفنة داخل المشفى العسكري.
وأشارت مصادر خاصة إلى اعتماد الطاقم العسكري الطبي داخل المشفى مادة "الأسيد" في إذابة الجثث للتخلص منها، وهذا ما يبرر إنشاء خزان كبير من الأسيد المركّز في مشفى 601.
بدوره، قال مصدر عسكري من القيادة العسكرية الموحدة بالغوطة الشرقية، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"عربي 21" إن جيش النظام يخسر العديد من جنوده في كل عملية نوعية لكتائب المعارضة المسلحة على جبهات دمشق وفي تخوم حي جوبر الدمشقي، والمتمثلة بالقيادة الموحدة للغوطة الشرقية".
وأضاف أنه يتم نقل جثث النظام على دفعات إلى مشفى المزة، إثر عملية نفذها مقاتلو المعارضة مستهدفين الخطوط الخلفية للنظام وعددا من النقاط العسكرية المستخدمة في قصف حي جوبر، ومدن الغوطة الشرقية.
وبيّن أن عملية معقدة ودقيقة قام بها ثوار الغوطة، شاركت فيها "قوات النخبة" من الفصائل المشاركة، لفتح ممر عسكري لقوات المشاة والمدرعات من الجيش الحر بهدف الالتفاف على قوات الأسد وميلشيا أبو الفضل العباس وعناصر حزب الله على تخوم حي جوبر.
وقال المصدر العسكري إن العملية العسكرية للثوار، التي أودت بالعشرات من جنود الأسد، وانتهى بهم المطاف إلى جثث مكدسة في مشفى المزة العسكري، قادها نخبة من القيادات العسكرية للثوار، وبدأت بعملية تسلل دامت ساعتين عبر أنفاق مجهزة، دون حصول أي اشتباك بين الجانبين.
وتابع أن الثوار نجحوا في التسلل والوصول إلى أبواب ثكنة مشارقة جنوبي حي جوبر، وقتل عناصر الحرس المكونين من تسعة عناصر للنظام، فيما لاذ ضباط الثكنة بالفرار بسياراتهم الخاصة من منفذ آخر، لتتحرر الثكنة بعد مصرع كل من بداخلها على يد الثوار.
وأضاف المصدر أن عملية التسلل تزامنت مع عملية مشابهة للثوار إلى كتل معامل النسيج المجاورة لثكنة مشارقة، وصولاً إلى مبنى المواصلات، ولكن العملية انكشفت من قبل قوات الأسد بعد وصول المجموعة المتسللة، بسبب حادثة طرأت على العملية، حيث فتح عناصر النظام نيران رشاشاتهم على الثوار، ما أدى مقتل ثلاثة منهم وجرح عدد آخر، كما قتل قرابة 35 عنصرا للنظام على يد الثوار أثناء الانسحاب بعد عدة ساعات من المواجهات العنيفة.