استعادت القوات
العراقية مدعومة بعناصر مسلحة موالية لها، السيطرة هذا الأسبوع على سد العظيم، أحد أكبر سدود البلاد في محافظة ديالى، ضمن سعيها الى تأمين المرافق الحيوية وحمايتها.
وتمكن الجيش العراقي وعناصر من "منظمة بدر"، الأربعاء، من طرد مسلحي
تنظيم الدولة الذين يسيطرون على السد بعد عملية عسكرية استمرت ساعات، بعدما قامت القوات العراقية بنزع العديد من العبوات الناسفة التي زرعها جنود التنظيم في المباني الواقعة ضمن حرم السد وعلى الطريق المؤدية إليه.
وقال القائد الميداني في "منظمة بدر" كاظم الحسناوي إننا "بفضل سواعد المجاهدين دخلنا الى المكان، وتم تطهيره بالكامل"، بينما أضاف أحد جنود الفرقة الخامسة الذين شاركوا في المعركة علي حسين بأننا "واجهنا معارك لبضع ساعات، والحمدلله حررناه كله".
وكان من ضمن الذين تواجدوا في المكان خلال بدء العملية، قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا، وقائد الفرقة الخامسة اللواء الركن علي عمران عيسى، ورئيس كتلة "بدر" هادي العامري.
ووفّر سلاح الجو العراقي تغطية للعملية عبر استهداف مبانٍ يتحصن فيها المسلحون، أو تفجير عبوات ناسفة زرعوها، بإطلاق النار عليها بعد الحصول على إحداثيات من القادة الميدانيين، لتتمكن القوات من السيطرة على السد بشكل كامل بعد ظهر الأربعاء. وفي حين بقيت المنشآت الحيوية للسد في منأى عن المعارك، إلا أن آثار الاشتباكات والقصف بدت جلية على المنازل المخصصة للعاملين في السد، والتي استخدمها المسلحون مقراتٍ لهم.
ويقع السد على بعد نحو 130 كلم شمال شرق بغداد، وهو من أكبر السدود في البلاد، ويبلغ طوله 3800 متر، وكانت قوات البشمركة الكردية استعادت في 17 آب/ أغسطس سد
الموصل الأكبر في العراق، بعدما سيطر عليه التنظيم لنحو عشرة أيام، في حين تنتشر القوات العراقية وأبناء العشائر، مدعومة من ضربات جوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة، بشكل مكثف في محيط سد حديثة، ثاني أكبر السدود، للحيلولة دون تقدم التنظيم نحوه.
فك حصار مصفاة بيجي
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول محلي بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، السبت، أن القوات العراقية فكّت بشكل كامل الحصار الذي كان يفرضه تنظيم الدولة على مصفاة بيجي، أكبر مصافي النفط في البلاد منذ أكثر من أربعة شهور.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "مسلحي التنظيم فرّوا من محيط المصفاة بعد تقدم قوات الجيش التي تساندها قوات الشرطة وميليشيات "الحشد الشعبي" "، مشيرا إلى أن القوات المهاجمة تقوم بتفكيك القنابل التي زرعها مسلحو التنظيم في محيط المصفاة وخلفوها وراءهم.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع العراقية، في وقت سابق السبت، إن القوات الحكومية تمكنت من دخول مصفاة بيجي من جهتي الغرب والجنوب، وإنها في طريقها لفك الحصار عن المصفاة بشكل كامل، وهو ما أعلنه المسؤول المحلي. ويأتي هذا التقدم بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع استعادة القوات العراقية السيطرة على بلدة بيجي الاستراتيجية، الواقعة على الطريق الواصل بين الموصل والعاصمة بغداد، بحسب بيان أصدرته.
وكان مسلحو التنظيم فرضوا حصاراً كاملاً على مصفاة بيجي في حزيران/ يونيو الماضي، وشنوا هجمات واسعة للسيطرة عليها، إلا أنهم لم ينجحوا بفعل تكثيف الغارات الجوية عليهم، ومقاومة القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتها، والتي كانت تتلقى الإمدادات العسكرية والغذائية عبر المروحيات، ما أدى لتوقف المصفاة عن العمل وهي تغطي نصف حاجة العراق من المنتجات النفطية بواقع 300 ألف برميل يومياً، قبل أن يتم فك حصارها السبت.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المسؤول المحلي أو العسكري من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من التنظيم، بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
لجنة برلمانية لسقوط الموصل
يأتي ذلك فيما شكل مجلس النواب العراقي، السبت، لجنة برلمانية للتحقيق في أسباب وتداعيات سقوط مدينة الموصل في أيدي تنظيم الدولة في حزيران/ يونيو الماضي، حسب مقرر المجلس نيازي أوغلو.
وقال نيازي إن "مجلس النواب لديه العزيمة والإصرار لمعرفة تداعيات سقوط مدينة الموصل في يد داعش والجماعات الإرهابية"، مضيفا بأن "البرلمان شكل لجنة مؤلفة من أعضاء في لجنتي الأمن والدفاع، ونواب من مدينة الموصل"، دون أن يذكر أسماء أعضاء اللجنة.
وبين نيازي أن "اللجنة سوف تعمل على جمع الوثائق والثبوتيات والسندات التي تدين الكثير من السياسيين والقادة الأمنيين وأعضاء من الحكومة المحلية لمدينة الموصل، في واقعة سقوطها بأيدي التنظيم دون مقاومة"، بعد انسحاب مفاجئ للقوات الأمنية.
وتأخر تشكيل اللجنة نحو خمسة أشهر بسبب التجاذبات السياسية في البلاد، وتعثر تشكيل حكومة لفترة طويلة، نتيجة لتمترس القوى السياسية حول مواقفها، وهو ما انعكس أيضا على القرارات الأخرى، وبينها تشكيل اللجنة وتحديد أعضائها.
من جهة أخرى، وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن
ديمبسي، السبت، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة مفاجئة، متزامنة مع إرسال بلاده، عددا من المستشارين العراقيين لتدريب القوات العراقية، والإشراف على سير العمليات العسكرية في العراق.