يعاني نازحون وقادمون من المناطق التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة الإسلامية"؛ من المعاملة السيئة التي يلاقونها من أفراد قوات
البيشمركة الكردية، في أثناء محاولتهم دخول مدينة
كركوك شمال
العراق.
وقال شهود عيان لـ"عربي 21" إن آلاف
النازحين من مناطق الموصل وبيجي وتكريت يقفون في طوابير على حدود مركز مدينة كركوك لساعات طويلة، من أجل السماح لهم بدخول المدينة من قوات البيشمركة الكردية التي تفرض سيطرتها هناك.
وأكد نازحون أن القوات الكردية تستخدم أقسى الأساليب مع المواطنين القادمين من مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، حيث قال سلمان العبيدي، وهو من مدينة بيجي، في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه ذهب إلى كركوك بسبب اشتداد المعارك في مدينته، مضيفاً: "وصلنا أنا وعائلتي إلى حدود مدينة كركوك للدخول إليها، إلا أن تعامل القوات الكردية كان سيئاً معنا، فقد استخدموا العصي والحجر والكابلات في ضربنا، بحجة تنظيم الأعداد الكبيرة من الناس".
وبحسب العبيدي القادم من بيجي التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الجيش العراقي ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن قوات البيشمركة استخدمت ضدهم وضد عائلاتهم "الألفاظ البذيئة" وفق تعبيره، وقال: "أهانونا وضربونا، ولو أنني كنت أعرف أني سأتعرض لهذه الإهانة، لبقيت في مدينتي تحت القصف ومِتُ هناك".
بدوره، بيّن أستاذ في جامعة دهوك الكردية فضل عدم ذكر اسمه؛ أنه كان قادماً من الموصل وينوي الدخول إلى مدينة دهوك عن طريق كركوك، إلا أنه فضل العودة إلى الموصل بسبب ما أسماها "الإهانات" التي يتلقاها الناس عند بوابة مدينة كركوك، موضحاً: "لا أتحمل الإهانات من أفراد البيشمركة وهم بعمر أحفادي".
وذكر الأستاذ الجامعي أن أحد سائقي الأجرة أكد له أنه رأى بأم عينيه أحد أفراد تلك القوات وهو يضرب أمرأة بشدة، مشيراً إلى أن أفراداً من قوات البيشمركة الكردية ومن ضمنهم النقيب المسؤول على حاجز بوابة كركوك، يرتدون لثاماً لأنهم يدركون أنهم سينالون العقاب لو تم معرفتهم والتبليغ عنهم، وفق تقديره.
أما الحاج علي جمال، وهو مسن تجاوز السبعين من عمره، فقد قال في اتصال هاتفي مع "عربي 21" عند بوابة مدينة كركوك إنه تم ضربه من قوات البيشمركة وسقط أرضاً، مضيفاً: "قلت للجندي لخاطر الله أدخلني إلى كركوك لأني رجل كبير، فسب الذات الإلهية وضربني".
لم يستمر الرجل المسن في كلامه معنا بسبب غضبه الشديد، إلا أنه أنهى المكالمة بجملة واحدة "حسبي الله ونعم الوكيل".
يشار إلى أن القوات الكردية المسيطرة على بوابة مدينة كركوك العراقية، تمنع دخول غير المقيمين في كركوك بعد الساعة الخامسة عصراً، حيث تقضي العشرات من العائلات النازحة والقادمة من محافظات مختلفة ليالي طويلة في العراء البارد انتظاراً دخولهم إلى المدينة.