اختلف
خبراء ومحللون سياسيون حول أسباب
استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك
هيغل، التي أعلنها الاثنين في مؤتمر صحفي جمعه مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن.
ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط وزميل معهد راديكليف في جامعة هارفرد حارث حسن أنه "من الواضح أن الإدارة الأمريكية هي التي حثت هيغل على الاستقالة، ربما يكون هيغل كبش فداء لما يراه البعض من فشل السياسة الخارجية الأمريكية".
وأضاف حسن، أن "التغيير الجديد في التوازن الذي حصل داخل الكونغرس وبعد سيطرة الجمهوريين على الأغلبية في غرفتيه الشيوخ والنواب قد دفع بأوباما إلى إخراج هيغل للبحث عن شخصية أكثر قبولا لدى الجمهوريين من زميلهم الذي أبدوا اعتراضاً على اختياره منذ البدء".
إلا أن حسن لم يستبعد كذلك أن تكون خلافات داخلية داخل الإدارة الأمريكية نفسها هي التي شجعت على هذه الاستقالة بقوله "من الواضح أن هنالك خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول التحديات التي تواجه السياسة الدفاعية الأمريكية خصوصاً مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) والعمليات القتالية الجارية".
وأوضح أن "هنالك انطباعاً سائداً داخل الإدارة الأمريكية يشير إلى أن السيد هيغل لم يظهر مستوى عاليا من الكفاءة ولم يبلور إستراتيجية دفاعية واضحة".
وأشار إلى التغير الحاصل في الظروف الحالية عن تلك التي تم اختيار السيد هيغل خلالها بقوله "عندما تم اختياره كان النهج الرئيسي لإدارة أوباما الحد من مستوى التدخل الخارجي وإنهاء الحرب في أفغانستان بعد أن تم إنهاء الحرب في العراق، لكن اختلفت الظروف الآن، والتي تتطلب من الإدارة الأمريكية العودة للانخراط في الحرب على الإرهاب خصوصاً في العراق".
أما محلل الشؤون الخارجية والدفاعية مارك بيري فلا يستبعد أن يكون هيغل قد أجبر على التنحي لأنه "أثار العديد من الأسئلة عن السياسة التي تتبعها الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا".
بيري أوضح، أن "استقالة هيغل لن تكون الأخيرة في الإدارة الأمريكية".
وشدد على وجود خلاف بين العسكريين في الجيش والإدارة الأمريكية بقوله "للأسف فإن هيغل مثل الإدارة الأمريكية لذا فقد تحولت عدم ثقتهم بأوباما إليه".
من جهته، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري جون مكين، إن "الوزير هيغل قد شعر بالإحباط من السياسة الأمنية للإدارة الأمريكية وعملية صنع القرار".
ولفت إلى أنه على الرئيس الأمريكي أن "يدرك أن المصدر الحقيقي لإخفاقاته حالياً في الأمن الوطني يتركز في السياسات الضالة لإدارته والدور الذي يلعبه البيت الأبيض في توجيهها وتنفيذها".
المحلل الأمريكي أكد على أنه "أياً كان خليفة هيغل فإنه سيواجه مهمة صعبة" في ظل "إدارة غير موحدة في رؤاها وجيش يتساءل أين ستكون الحرب القادمة".
هذا وتتردد شائعات لم يؤكدها البيت الأبيض بعد عن احتمال ترشيح مساعدة وزير الدفاع السابقة لشؤون التخطيط ميشيل فلورنوي والتي شغلت هذا المنصب 2009-2012 والتي تشغل المديرة التنفيذية لمركز نيو اميريكان سيكوريتي للبحوث والذي ساهمت هي في تأسيسه لمنصب وزير الدفاع الجديد.
وبرغم أن المراقبين في الولايات المتحدة يعدون ترشيح فلونوي هو الأقوى إلا أن آخرين يتوقعون أن من بين الأسماء المرشحة نائب وزير الدفاع السابق آش كارتر ونائبه الحالي بوب وورك.