يشكو أهالي جنوب مدينة
سامراء العراقية من استمرار إغلاق الطريق السريع الذي يربط المدينة ببغداد، نتيجة احتدام المعارك بين تنظيم "
الدولة الإسلامية" من جهة ومليشيات "الحشد الشعبي" إلى جانب قوات الأمن الحكومية المتمركزة في ناحية الإسحاقي وقضاء بلد من جهة أخرى، ما أدى إلى إعاقة دخول السيارات المحملة بالمواد الغذائية والبضائع القادمة من العاصمة لمدينة سامراء، ولا تزال تلك الشاحنات عالقة بانتظار توقف المعارك وفتح الطريق لتسهيل مرورها إلى داخل المحافظة.
ويقول أركان البازي، أحد سكان قرية المعتصم الواقعة جنوب شرق سامراء، في حديث خاص لـ"عربي21": "مر على إغلاق الطريق أكثر من خمسة أيام، والمحافظة تعاني من نقص شديد في الأدوية والمواد الغذائية"، مستغربا من تباطؤ الأجهزة الأمنية في حسم المعارك، وفتح هذا الطريق الحيوي، وتقليل معاناتهم.
وبيّن أن استمرار إغلاق هذا الطريق سيؤدي إلى حصول مجاعة حقيقية سيعاني منها سكان مناطق سامراء الجنوبية والشمالية، مضيفا أنه "منذ أشهر وقوات الأمن العراقية والمليشيات المتحالفة معها تفرض كامل سيطرتها على أغلب الشوارع والطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة سامراء وتمنع دخول أي شي إلى مناطقنا بحجة المواجهات العسكرية".
وأوضح البازي أن الجهات المعنية من مجلس المحافظة أو القيادات الأمنية لم تتحرك لاستحداث طرق بديلة تسهل مرور مئات الشاحنات المحملة بالبضائع، وإنقاذ آلاف السكان من الجوع.
من جانبه، أشار المواطن جمعة صالح إلى ضرورة فتح طريق ثان مؤقتا بشكل عاجل، لتجنب حصول كارثة إنسانية تطال الأطفال وكبار السن المرضى الموجودين في مستشفى سامراء العام، حيث يعتمدون على هذا الطريق للوصول إلى مشافي بغداد.
وأوضح صالح أن مدينة سامراء محاصرة من جميع الجهات عدا الطريق السريع الرابط بين سامراء وبغداد، والآن هو مقطوع بشكل كامل على الرغم من أنه منفذ السكان الوحيد للحياة، ما يهدد سلامتهم.
وأشار إلى أن أغلب الطرق أصبحت منهارة وغالبيتها تحت سيطرة المليشيات، ما يضطر السكان إلى اختيار الطريق السريع، وهو ما يعرضهم لخطر الميليشيات المنتشرة على طول الطريق وصولا إلى العاصمة.
بدوره، يصف محمد أحمد الحياة في مدن سامراء بـ"الميتة"، قائلا: "يصعب علينا نقل الحالات المرضية الطارئة وحالات الولادة بسبب إغلاق الطريق، عدا ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب ندرتها في المحال التجارية والأسواق وصعوبة وصولها".
يشار إلى أن مناطق قضاء بلد وناحية الإسحاقي التابعة لمحافظة صلاح الدين تشهد منذ خمسة أشهر عمليات كر وفر واشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين يسعون للسيطرة على هذه المناطق الحيوية، وبين والقوات الأمنية بإسناد من مليشيات "الحشد الشعبي" التي تحاول هي الأخرى فرض سيطرتها لتأمين الطريق السريع بين بغداد وسامراء أمام توافد الزائرين الشيعة العراقيين والإيرانيين.