حمّل الأمير
تركي الفيصل، مدير الاستخبارات
السعودية السابق، الغرب مسؤولية ما يجري في
سوريا. وقال إن فشل الدول الغبية في التدخل في الحرب الأهلية السورية أسهم في حمام الدم، كما ولم يفعل الكثير لحماية المواطنين السوريين المحاصرين ومن فرّ منهم إلى مخيمات اللجوء.
وانتقد الأمير الفيصل، في كلمة له أمام مجلس العلاقات الخارجية في لندن، قرار "تحديد" الحملة العسكرية لضرب مقاتلي
تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إنه قرار "غير مقبول ويحير العقل".
وأشار الأمير إلى أنه في الوقت الذي تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة بتوجيه ضربات لتنظيم الدولة في العراق وسوريا فإن دولا مثل بريطانيا وفرنسا وبقية الدول قيدت حملتها ضد التنظيم للعراق فقط.
وتساءل الأمير "كيف نفهم الوضع، تقوم بقصف مكان وليس المكان الآخر. فكأنك تقوم باتخاذ فعل ضد لص يسرق بيت جار في الحي، ولكنك لا تفعل شيئا ضد لص يسرق جارك القريب من بيتك، وهو ما يحير عقولنا وهو أمر غير مقبول".
وقال الأمير إن الولايات المتحدة والغرب تجاهلوا نصائح السعودية عام 2012، التي دعت لتسليح المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل نظام بشار
الأسد، مبينا "لو تم عمل هذا لما استدعت الحاجة لاستخدام القوة العسكرية، فقد كان الفرق بين الأخيار والأشرار في داخل المعارضة واضحا في ذلك الوقت، وكان تضييع الوقت هو السبب الذي أعطى جبهة النصرة -فرع تنظيم القاعدة في سوريا- الفرصة. وبسبب الوقت الذي ضيع فقد أصبح صعبا التفريق بين الرجال الأخيار والأشرار في سوريا".
وعبّر الأمير عن أمله بقيام الولايات المتحدة بإعداد برنامج يتصدى لأسباب التطرف وأساليب مكافحته.
ونقلت عنه صحيفة "إندبندنت" قوله "لقد مات 200.000 سوري خلال السنتين الماضيتين، ولا نريد موت 200.000 آخرين في السنوات المقبلة".
ويجد الأمير أن قرار التحالف الدولي شن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية وليس النظام السوري كان خطأ، وتساءل "من هو القاتل الأكبر حولنا الآن؟ ليس إيبولا، ولا الكوليرا أو الديفتريا، إنه الأسد وأعوانه. فهم الذين يقومون برمي البراميل المتفجرة على السكان المدنيين، ويقومون بإرعابهم باستخدام غاز الكلور السام. وما يجب عمله، حسب اعتقادنا هو بناء منطقة حظر جوي داخل الحدود السورية بين سوريا وتركيا، حيث يقوم تحالف من المعارضة بتأكيد حضوره داخل الأراضي السورية".
وأكد الأمير تركي أنه في حال رفعت روسيا وإيران الدعم عن الأسد فلن يبقى في السلطة سوى أشهر معدودات.
ويرى الأمير أن إيران تعمل على نشر الفوضى في المنطقة. وحمّل الولايات المتحدة وإيران مسؤولية نشر النزاع الطائفي أو "صندوق المشاكل/ باندورا" من خلال تعزيز قوة الشيعة.
ونفى الأمير الاتهامات الموجهة للسعودية، بأنها قامت بتمويل المتطرفين السنة، قائلا: "من يقوم بترويج هذه الاتهامات عليه أن يتحرك أو يصمت، فقد اتخذنا الإجراءات كلها مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ويتم اتخاذ إجراءات كلما استدعت الضرورة. والآن إن كان لديك دليل على اتهامك لنا فتقدم بما عندك، لكن لا تشر بأصبعك إلينا".