أفاد ناشطون من محافظة
اللاذقية عن وجود أماكن عسكرية حساسة للنظام السوري في ريف اللاذقية، بينها ثلاثة مواقع تعتبر نقاط قوة للنظام في الساحل السوري، وتتوزع بين شمال مدينة اللاذقية وجنوبها، وأهمها مطار مدينة جبلة الذي يحمل اسم "مطار باسل الأسد".
وبيّن ناشطون في حديث خاص لـ"عربي21"، أن مطار "باسل الأسد" في مدينة جبلة كان يحمل الطابع المدني قبل الثورة السورية لكنه تحوّل إلى مطار عسكري، حيث بلغت عدد الطلعات للطيران المروحي من هذا المطار خلال الشهرين الماضيين أكثر من 80 طلعة، إضافة إلى أكثر من 20 طلعة للطيران الحربي، ألقت البراميل المتفجرة على كل من أرياف اللاذقية وإدلب وحماه وإدلب.
وذكر الناشطون أن الرحلات التي تنطلق من المطار الذي يقع شمال مدينة اللاذقية على مسافة 18 كيلومتر، ويطلق عليه أحيانا اسم مطار "حميميم" نسبة إلى القرية المجاورة، يفترض أنها مخصصة للركاب المدنيين، لكنها تكاد تكون شبه معدومة وتقتصر على بضع رحلات شهرية.
بدوره، أكد شاهد عيان زار مدينة جبلة مؤخرا لـ"عربي21"، أنه "يمكنك مشاهدة الطائرات المروحية تنتشر على أرض المطار الذي لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد على يسار الأوتوستراد المؤدي إلى مدينة طرطوس".
وأكد أنه ما من أحد يستطيع الدخول إلى المطار في ظل هذه الطروف بسبب الرقابة الأمنية المشددة على مداخله والطرق المؤيدة إليه، بالإضافة إلى الكاميرات التي تنتشر على مداخله حتى يسهل مراقبة كافة الداخلين والخارجين منه.
وأشار إلى أن النظام لجأ إلى نقل كافة الموظفين العاملين فيه من أبناء اللاذقية وجبلة ممن يشك في ولائهم، ويبدو ذلك جليا بانعدام أي تسريب من داخل المطار لا سيما فيما يخص النشاط العسكري. وأهم النقاط التي برز فيها المطار هو تسريب صورة وحيدة من داخل المطار تظهر طائرة مدنية محملة بجثث قتلى قوات النظام من بقية المحافظات.
كما يستقبل المطار طائرات شحن عملاقة قادمة من دمشق وإيران محملة بالمعدات العسكرية الضرورية، بالإضافة إلى المليشيا التي تقاتل إلى جانب النظام السوري.
أما المنطقة العسكرية الثانية، فهي ثكنة "اليهودية" العسكرية التي تقع على مدخل مدينة اللاذقية. وهي محاطة بأشجار كبيرة لا يمكن ملاحظتها إلا بالنسبة لأبناء المدينة بحسب ناشطين. وتمتد الثكنة على مسافة خمسة كيلومترات بدءا من المنطقة الصناعية وصولا إلى تخوم جامعة تشرين.
وقال أحمد، وهو ناشط من مدينة اللاذقية، إن معظم طلاب جامعة تشرين يقضون فترة تدريبهم الجامعي في هذه الثكنة المجاورة التي تعتبر بمثابة بوابة اللاذقية البرية، حيث تشرف على الطريقين الوحيدين اللذين يؤديان إلى مركز مدينة اللاذقية. وقد نصب الأمن العسكري حاجزين أساسيين على مدخلي اللاذقية، أحدهما مقابل مديرية المواصلات في مدخل اللاذقية والآخر على دوار جامعة تشرين.
وبيّن أنه يتم تفتيش السيارات الداخلة المدينة بشكل دقيق جدا، حيث يتم استعمال المرايا الكاشفة والكلاب المدربة، مشيرا إلى أن عملية التدقيق في الصباح تستغرق ساعتين كاملتين، ومساء نصف ساعة بسبب انخفاض حركة السيارات.
وجميع الآليات العسكرية والمدرعات والدبابات التي يرسلها النظام إلى مناطق الاشتباكات في الريف القريب تنطلق من هذه الثكنة التي تحوي أكثر من 40 دبابة بشكل دائم. ومهمة هذه الدبابات تأمين مداخل مدينة اللاذقية من أية تطورات عسكرية مفاجئة.
كما تنتشر على أطراف هذه الثكنة صواريخ ورادارات بالقرب من مستودع شركة العلبي. ويمكن للداخل والخارج من المدينة ملاحظة منصة تحوي خمسة صواريخ.
وثالث هذه الأماكن العسكرية الحساسة هي ثكنة رأس البسيط العسكرية، التي تبعد عن مدينة اللاذقية 35 كيلومترا باتجاه الشمال الغربي على الساحل البحري بشكل مباشر. وتحتوي هذه الثكنة على كتيبة مشاة وأخرى مدفعية، بالإضافة الرادار الذي كان له دور بارز في إسقاط الطائرة التركية في حزيران/ يونيو 2012.
وبحسب ناشطين من مدينة اللاذقية، تحتوي الثكنة على صواريخ مضادة للطائرات، وهي قريبة جدا من القصر الجمهوري في منطقة برج إسلام. كما تعتبر هذه الثكنة هي أهم قلاع النظام السوري في الساحل، وكان دورها بارزا خلال العمليات العسكرية في منتصف العام الحالي، حيث انطلقت فرقة الضفادع البشرية منها لتسيطر على المنفذ البحري لقرية السمرا؛ الذي لم تدم سيطرة الثوار عليه إلا شهرا واحدا.
كما أن مدفعية النظام السوري التي تدك معاقل الثوار في كسب وجبل التركمان تتمركز في هذه الثكنة. وكانت قوات المعارضة قريبة من هذه "القلعة" بعيد السيطرة على كسب هذا العام. وعلى الرغم من ذلك، لم توجه نيرانها باتجاه هذه الثكنة التي يُجهل حتى الآن عدد القوات التي تتمركز فيها أو التي تنطلق منها.
وقال ناشطون إنه كثيرا ما تقصف الفصائل المقاتلة أماكن هامة للنظام السوري كمدينة القرداحة، التي تتحدر منها عائلة الأسد، والمربع الأمني في مدينة اللاذقية، لكن حتى الآن لم ينطلق أي صاروخ باتجاه هذه المواقع الثلاثة التي تعتبر قلاعا كبيرة للنظام السوري في الساحل، ويدرك أهميتها كل أبناء المدينة الذين ذاقوا الويلات منها، لا سيما ثكنة اليهودية المغطاة بالأشجار الكثيفة على طول خمسة كيلومترات. وأشار الناشطون إلى أن هذا الأمر الذي لا يلفت انتباه الزائر إلى المدينة، لكن أبناء المدينة والطلبة الجامعيين الذي درسوا في جامعة تشرين يدركون أهمية هذه الغابة الكبيرة، التي تحوي عشرات من الدبابات ومستودعات الذخيرة.