دعت الجبهة الشعبية؛ ائتلاف يساري وقومي؛ التونسيين إلى قطع الطريق أمام عودة من اعتبرته "المرشح الفعلي لحركة النهضة وحلفائها محمد منصف المرزوقي؛ إلى رئاسة الجمهوريّة' بعد أن اكتوت تونس وشعبها زمن حكمه بنار الاغتيالات السياسية وخاصة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي".
وقال حمة
الهمامي، المتحدث باسم
الجبهة الشعبية إن الجبهة تدعو الشعب
التونسي إلى قطع الطريق أمام عودة المنصف
المرزوقي إلى الرئاسة، لكن هذا لا يعني تقديم صك على بياض لمساندة منافسه الباجي قايد
السبسي.
وأضاف الهمامي، خلال مؤتمر صحفي اليوم بتونس العاصمة، : "لن نساند المنصف المرزوقي مرشح الترويكا الفعلي والعلني للنهضة وذلك بالنظر إلى حصيلة حكمه المثقلة بالأخطاء خلال الثلاث سنوات الماضية".
واستنكرت الجبهة في بيان لها اليوم الخميس في الآن ذاته إمكانية عودة منظومة الاستبداد والفساد القديمة بآليّات وطرق وتحالفات جديدة معادية لمطالب الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وتابعت أن مرشح نداء تونس الباجي قايد السبسي لم يوضح بعد مشروع حكمه في ما يتصل بعلاقته بحركة النهضة وإمكانية إشراكها في الحكم.
ولفتت الجبهة إلى أن حزب نداء تونس يضم في صفوفه وضمن أغلبيته في مجلس نواب الشعب ومسانديه العديد من رموز النظام القديم مما ستكون له انعكاسات سلبية على ملفات لا تقبل المساومة عند الجبهة الشعبية.
وقال مراقبون لـ"عربي21"، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إنّ موقف الجبهة الشعبية جاء متداخلا بعد فترة من التردّد. حيث حسمت موقفها من المرشح المرزوقي بعدم دعمه في الانتخابات الرئاسية؛ وفي الوقت نفسه وضعت شروطا تعجيزية أمام قايد السبسي من خلال طلب تخلّيه عن شق أساسي في مكوّنات حزبه وهو رموز النظام السابق؛ وعدم التحالف مع حركة النهضة.
وأضافوا أن الجبهة الشعبية ترغب في تكريس نمط جديد من المعارضة في تونس فهي في موقع مريح جدّا ويبدو أنّ خطّ السير العام لها يختلف عن خطّ كتلتي النهضة ونداء تونس.
واستدلوا على ذلك باعتراض نوّاب الجبهة الشعبية؛ مساء الأربعاء خلال مناقشة مشروع ميزانية 2015 على ضخّ 600 مليون دينار تونسي للقيام بالإصلاحات الهيكلية للمؤسسات البنكية العمومية رغم موافقة نواب نداء تونس والنهضة.
وكان عدنان منصر؛ مدير حملة المرشّح الرئاسي محمد منصف المرزوقي؛ قد كشف مساء الأحد في البرنامج التلفزيوني "لمن يجرؤ فقط" أن 47 عضواً من مجلس نواب الشعب عن حزب "نداء تونس"؛ كانوا مسؤولين كباراً في حزب التجمع المنحلّ الذي كان يرأسه الرئيس السابق بن علي.
وتضمّ الجبهة الشعبية؛ التي تأسست في 7 تشرين الأوّل أكتوبر 2012؛ 11 حزبا وتجمعا يساريا وقوميا وبيئيا؛ بالإضافة إلى عدد من المفكرين المستقلين. وأسندت مهمة الناطق باسمها إلى حمّة الهمامي؛ الأمين العام لحزب العمال.
وانطلقت؛ الثلاثاء؛ الحملة الانتخابية في تونس وفي الخارج؛ للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية؛ وتستمر حتى 19 من الشهر الجاري على أن تجرى يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر داخل تونس؛ وأيام 19 و20 و21 من الشهر ذاته خارجها.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من مرشح حركة "نداء تونس"؛ الباجي قائد السبسي؛ الحاصل على 39.46 في المئة؛ في الجولة الأولى؛ ومحمد المنصف المرزوقي (مستقل)؛ الحاصل على 33.43 في المئة.