أصبحت بلدة
منبج السورية، التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة الإسلامية، المكان المحبذ للجهاديين من أوروبا، ولكثرة المتطوعين البريطانيين فيها؛ أصبح يطلق عليها اسم "لندن الصغيرة".
وتنقل "صاندي تايمز" عن أحد عمال الإغاثة الدانماركي أحمد وليد راشدي، قوله إن اللغتين الإنجليزية والألمانية تستخدمان بشكل واسع في منبج؛ وذلك بسبب عدد المقاتلين الأجانب الذين سكنوا فيها.
وتشير الصحيفة إلى أن من بين البريطانيين الذين جاءوا إليها الأختين سلمى وزهرة هلاني، اللتين أطلقت الصحافة البريطانية عليهما "التوأم الإرهابي"، حيث فرتا من بيت عائلتهما في مانشستر، وسافرتا للانضمام لتنظيم الدولة، وكان راشدي يحاول إنقاذهما عندما ألقي القبض عليه.
ويضيف التقرير أن من بين المتطوعين عدد من البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام، والذين التقاهم راشدي في مركز شرطة البلدة قبل اعتقاله، بناء على تهم تجسس مزيفة.
ويقول راشدي إن منبج مثل "لندن الصغيرة أو برلين الصغيرة". وأضاف للصحيفة "بالتأكيد تعد منبج أكثر مكان متأثر بالأجانب".
ويلفت التقرير إلى أن راشدي، الذي يبلغ من العمر( 23 عاما)، وبقي في الاعتقال مدة شهر في الصيف الماضي، يقول إن المقاتل الأجنبي يحصل على راتب شهري 500 دولار، إضافة للطعام والدواء، فيما يقدم للزوجة 50 دولارا بدلات.
ويبين راشدي للصحيفة أن الأوروبيين والبريطانيين يتميزون بالوحشية، مقارنة بزملائهم المقاتلين العرب، وسبب القسوة هو أنهم يحاولون إثبات أنفسهم لقادة تنظيم الدولة. ويقول "يضربونك أولا ثم يوجهون لك أسئلة، أعرف هذا من تجربتي الشخصية".
ويوضح راشدي أن من الذين عذبوه بريطاني من أصل إفريقي، وقال إنه متزوج من اثنتين في
سوريا "كان صوماليا أو إفريقيا، لست متأكدا وما أعرفه أنه مولود في
بريطانيا".
ويعتقد راشدي أن عدد المقاتلين الأجانب في منبج كبير "وأقول لك هناك عدد كبير من المقاتلين البريطانيين"، مضيفا للصحيفة "لقد شاهدت بريطانيين من أصل صومالي وأفغاني وإنجليزا أصليين".
وينقل التقرير عن عامل الإغاثة الذي هربت عائلته من أفغانستان عندما كان صغيرا إلى الدانمارك، قوله إنه قابل جماعة من المقاتلين البريطانيين، وكلهم من أصول أفغانية، بمن فيهم زوج واحدة من التوأم.
وزعم راشدي أن سلمى، وهي الشقيقة التوأم لزهرة، حامل، وتقول الصحيفة إن مصدرا ثانيا أكد روايته.
وترى الصحيفة أنه يمكن تفسير تركز البريطانيين وغيرهم من الأجانب في منبج؛ لأنها أكثر أمنا من الرقة، التي تعد عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية، وتتعرض لغارات مستمرة من التحالف الدولي ضد التنظيم، ومن النظام السوري لبشار الأسد.
ويورد التقرير أن من بين البريطانيين الذين يعيشون في منبج، خديجة دار (22 عاما)، وهي أم لطفلين من لويشام، جنوب شرق لندن، ونشرت صورتها وابنها عيسى الصغير يحمل بندقية (إي كي-47).
وتذكر "صاندي تايمز" أن بلدة
الباب، وهي معقل آخر لتنظيم الدولة الإسلامية، تعد مقر إقامة لعدد من المقاتلين الصوماليين "وهي بلدة مصغرة عن مقديشو" في إشارة للعاصمة الصومالية.
وتقول الصحيفة إن رواية راشدي عن السكان الأجانب للبلدات التابعة لتنظيم الدولة وأصولهم الأثنية، تتفق مع ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويفيد التقرير أن راشدي، الذي فقد رجله عندما أطلقت حركة طالبان النار عليه وهو طفل، سافر إلى سوريا بناء على طلب عائلة التوأم هلاني.
ويتابع أن التوأم، اللتين حلمتا بدراسة الطب، هربتا من بيت العائلة في تشارلتون قرب مدينة مانشستر في حزيران/ يونيو، وسافرتا إلى تركيا عبر سويسرا، قبل أن تجتازا الحدود إلى سوريا.
وتفيد الصحيفة أن زهرة تزوجت مقاتلا بريطانيا من مدينة كوفنتري اسمه علي كلانتر (19 عاما)، أما سلمى فتزوجت مقاتلا أكبر عمرا وكنيته "أبو حنظلة".
ويبين التقرير أن راشدي سافر مع والدة التوأم خضرة جاما، حيث وصلا إلى منبج، واستطاعا الوصول إلى التوأم في عمارة سكنية، وألقي القبض عليهما بعد ادعاء "أبو حنظلة" أن راشدي "جاسوس"، يعمل لصالح الأجانب، وأن الأم شجبت تنظيم الدولة عبر الإعلام الغربي.
وأثناء فترة سجنه عُذب راشدي وضرب، وشاهد عددا من السجناء معه وهم يقادون للقتل، بحسب الصحيفة.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه تم الإفراج عنه وعن جاما في أيلول/ سبتمبر، بعد صدور حكم عليهما من محكمة شرعية في منبج أن لا أدلة تدينهما. ورفضت التوأمان العودة مع والدتهما إلى بريطانيا. وقتل كل من "أبو حنظلة" وكلانتر أثناء القتال هذا الشهر، وتركا أرملتين وراءهما.