تواصل الأذرع الإعلامية والمقربة من دوائر صنع القرار في
إيران هجومها على المملكة العربية
السعودية، بعد اتهامات لها بالمسؤولية عن انخفاض أسعار
النفط في العالم، والذي أثر بطبيعة الحال بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.
فبعد أيام من دعوة موقع "فردا" الإخباري الإلكتروني التابع للحرس الثوري الإيراني، حكومة طهران إلى اتخاذ إجراءات "غير دبلوماسية" ضد السعودية، تواصل وكالة "فارس" سلسلة تقاريرها المهاجمة لسياسة المملكة تجاه النفط، حيث نشرت، السبت، تقريراً لموقع روسي يهاجم السعودية.
واعتبر التقرير الذي نقلته "فارس" عن موقع "ايران.رو" الروسي، أن الدولة الغنية باتت تواجه تغيرات جذرية ومن المحتمل أن تعصف بها ككيان، معتبرا أن "ثمة إجماع تحليلي على أن الأسرة الحاكمة بالسعودية لم يعد بمقدورها قراءة التحولات السياسية الداخلية والخارجية بحنكة، وأن دعمها المفرط للمتطرفين والإرهاب بات يعرض السلم العالمي للخطر".
وأشار التقرير إلى أن دولا عربية مثل مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان، "أضحت جميعها ضحايا للسياسة السعودية الداعمة للمجموعات المتطرفة التي تأتمر بأوامرها وانخرطت بحروب داخلية في تلك البلدان".
وتطرق التقرير، بحسب "فارس"، إلى قضايا الفساد الأخلاقية التي تحيط بالأسرة الحاكمة، مضيفة أن هذه العوامل مجتمعة تنذر بسقوط النظام.
وأشار كاتب التقرير إلى التنافس المحموم بين أبناء الجيل الأول من أسرة آل سعود، للوصول إلى السلطة في ظل تردي الحالة الصحية للملك وولي عهده، منوهاً إلى ضبابية المشهد عند وفاة الملك عبدالله وتوقع مآلات هذا الحدث مع احتمالية انهيار النظام قبل فرضية وفاة العاهل السعودي إثر عوامل داخلية وخارجية، بحسب ما نقلت الوكالة الإيرانية.
واتهم التقرير، السعودية، التي تواجه ما سمّاها "ثورات ملونة" على تخومها في العالم العربي، بأنها "تغذي التطرف والإرهاب في المنطقة وتواجه بشدة الشيعة في إيران والعراق".
وادعى التقرير الذي نقلته الوكالة المقربة من الحرس الثوري، أن الدولة الإسلامية في العراق والشام، مدعومة من المال السعودي.
وتنبأ كاتب التقرير كما تنقل "فارس"، بأن سقوط النظام السعودي سينهى حكومة الأسرة الواحدة "التي حكمت الدولة المصطنعة بدعم بريطانيا"، معتبرا أن "حدث الانهيار لن يكون مستغربا".
واتُهمت السعودية من مصادر إيرانية مقربة من النظام بأنها تشن حربا اقتصادية مع أمريكا، على
روسيا وإيران بسبب موقفهما من سوريا.
وكان الرئيس الروسي صرَّح قبل أيام، ردا على سؤال حول تدهور أسعار النفط، قائلاً: "كلنا نرى تراجع أسعار النفط، وهناك الكثير من الأقاويل حول الأسباب التي تقف خلف ذلك، هل هناك اتفاق بين أمريكا والسعودية لمعاقبة إيران والتأثير على الاقتصادين الروسي والفنزويلي؟ ربما".
وتتكبد روسيا خسائر فادحة تصل إلى 7.4 مليون دولار يوميا إذا تراجع سعر البرميل دولارا واحدا فقط، فيما تفقد إيران نحو 1.1 مليون دولار في اليوم، مع العلم أن البرميل فقد نحو 42 دولارا خلال 6 أشهر، بحسب وكالة الأناضول.
وفيما توقع البعض أن تتصدى أوبك لمشكلة هبوط أسعار الخام في اجتماع نوفمبر/ تشرين الثاني من خلال تقليص الإنتاج، إلا أن منتجي النفط الخليجيين بقيادة السعودية وقفوا في وجه دعوات بلدان أقل ثراء في أوبك إلى تقليل العرض، وشددوا على الحاجة للحفاظ على الحصة السوقية للمنظمة.
ورغم توالي الهجمات الإيرانية من خلال التصريحات ووسائل الإعلام على المملكة العربية السعودية، إلا أن الأخيرة تتعامل معها بتجاهل.