الأمن اللبناني يقتحم قسم الإسلاميين في سجن رومية

نشرت جبهة النصرة على أحد حساباتها على موقع "تويتر" تسجيلا مصورا، قالت إنه مسرب من قسم السجناء الإسلاميين في سجن رومية، الذي أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية اليوم الاثنين خطة أمنية فيه.

ويظهر التسجيل ما قالت الجبهة إنه اعتداء ما يعرف بقوة الفهود التابعة لقوى الأمن، على السجناء خلال حملة المداهمة، خلافا لما أعلنته وزارة الداخلية، من أن العملية تتم بهدوء وأن جميع السجناء بخير، قبل أن تعلن في وقت لاحق انتهاءها.

وحصلت "عربي21" من مصدر خاص على تسجيل مصور يظهر صور سجناء أصيبوا بجراح بليغة جراء الاعتداء عليهم، خلال المداهمة، بعد استخدام الهراوات وقنابل الغاز، خلال ما قالت قوى الأمن إنه عملية تفتيش.

وحصلت "عربي21" كذلك، على تسجيلات صوتية من داخل السجن، يقول فيها سجناء إن قوات الأمن كانت "تستخدم القنابل والرصاص الحي خلال عملية الدهم بشكل عشوائي على من له علاقة ومن ليس له علاقة بالأحداث"، وفق أحد السجناء.

عملية تفتيش

وأصدرت قوى الأمن الداخلي في وقت سابق بيانا، قالت فيه إن "هناك عملية تفتيش على الممنوعات في سجن رومية من ضمنه المبنى ب"، مضيفة أن "بعض سجناء رومية أقدموا على إحراق الأسفنج من دون وقوع إصابات"، مؤكدة أن "الوضع تحت السيطرة".

وقال شهود عيان إن قوات خاصة مدججة بالسلاح اقتحمت السجن في العملية التي استخدمت فيها مروحيات الجيش وآليات عسكرية، قبل أن تدخل إلى السجن قوة من العناصر الملثمة تابعة لشعبة المعلومات.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق، إن ما جرى هو "تطبيق للخطة الأمنية بعد رصد حركة اتصالات بين عدد من المساجين الإسلاميين وعناصر من داعش في طرابلس، والأمر له علاقة بالتفجيرين في جبل محسن في طرابلس".

الدولة مسؤولة

وقال ناشط حقوقي وهو أحد السجناء المفرج عنهم سابقا من سجن رومية، إن ما جرى هو "نتيجة تراكم طويل من الظلم الذي يمارس على السجناء الإسلاميين في السجن، في ظل حملة تحريض كبيرة تشنها وسائل إعلام تدّعي وجود مجموعات مسلحة، وتقوم بأدوار معينة في الخارج".

وأضاف الناشط -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- أنه قد يكون هناك ثمة تجاوزات في السجن، "ولكن سببها في المقام الأول التسيب لدى إدارة السجن وقوى الأمن، في ظل عدم منح السجناء حقوقهم الطبيعية في السجن، خاصة وأنهم غير محكومين"، مضيفا أن "الدولة لو كانت جادة بمنع أي تجاوزات من السجن لوضعت آليات معينة تحت سيطرتها، كخطوط هاتف ثابتة تتيح للموقوفين الاتصال بعائلاتهم".

ويؤكد الناشط وقوع إصابات بين السجناء في عملية الدهم، موضحا أنه ومن تجربته كسجين سابق، فإنه يتم "الاعتداء بالضرب المبرح على الموقوف خلال عملية نقله من مبنى إلى آخر"، مضيفا أنه "بسبب عشرة سجناء يتم الحديث إعلاميا عن تورطهم في أعمال إرهابية، يطال الاعتداء 300 موقوف لا ذنب لهم إلا أنهم أبدوا رأيهم في ما يجري من أحداث".

نريد العدل

ويعبر الناشط عن خشيته من أن تمضي الدولة في خطوتها هذه نحو قرار بالحسم "ولو كان على حساب سقوط ضحايا من الموقوفين"، داعيا الحكومة اللبنانية إلى معالجة حكيمة للمشكلة حتى لا تنعكس سلبا على الوضع الأمني.

ويؤكد الناشط الحقوقي أن السجناء يطالبون فقط بالعدل في قضيتهم، لافتا إلى أن "غالبيتهم تم إيقافهم على خلفية إبداء الرأي، وكثيرون منهم جرى توقيفهم بسبب مناصرتهم الثورة السورية بالرأي فقط".

تحركات للأهالي 

في غضون ذلك، أقدم أهالي الموقوفين الإسلاميين في السجن على الاعتصام وإغلاق عدد من الطرق في طرابلس وصيدا، بعد أنباء عن إصابة أبنائهم في العملية، واحتجاجا على الإجراءات التي تقوم بها القوى الأمنية داخل السجن، قبل أن تقوم وحدات من الجيش بتفريقهم وإعادة فتح الطرق.

ونفذت النسوة من عائلات الموقوفين اعتصاما في ساحة عبد الحميد كرامي، في طرابلس، احتجاجا على ما يجري في السجن، ورفعن يافطات تضمنت عبارات رافضة لما يجري.

تهديد النصرة

بدروها هددت جبهة النصرة بما أسمتها "مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا"، في إِشارة إلى الـ17 عسكريا لبنانيا الذين تختطفهم الجبهة في جرود عرسال الحدودية مع سوريا، وذلك ردا على ما شهده سجن رومية من أحداث.

وقالت الجبهة عبر أحد حساباتها في "تويتر": "ردا على العملية الأمنية سؤال نسأله لأهالي المخطوفين: هل المطلوب منا تصفية أبنائكم؟ لا تلومونا إذا بدأنا بتغيير أسلوبنا مع العسكريين".