استجاب النظام السوري بشكل جزئي لتهديدات كانت أطلقتها كتائب الثوار العاملة في "
وادي بردى" بريف
دمشق بقطع المياه عن العاصمة دمشق أو التحكم بمنسوب المياه المتدفق إليها على الأقل، إذا لم يتم إطلاق سراح
نساء المنطقة. وقد أفرج النظام عن عن أم وابنتها ورضيع ولد في السجن، وهو ما يشكل استجابة جزئية.
وجاءت تلك التهديدات بعد الخرق المتكرر من جانب قوات النظام لاتفاق الهدنة الهش بين الطرفين، سواء كان ذلك بالقصف أو الاعتقال من قبل الحواجز المنتشرة في كل مكان.
وأفرج النظام عن امرأتين ورضيع من وادي بردى، بعد شهور من الاعتقال دون سبب. وقال الناشط الإعلام في ريف دمشق "جمال الدين"، في حديث لـ"عربي21"، إن المفرج عنهم من عائلة "رحيمة"، وهم أم وابنتها التي كانت حاملا وأنجبت طفلها خلال اعتقالها، ليفرج عنه أيضاً ويرى الرضيع النور بعد عدة وساطات.
وأفاد ناشطون أنه بسبب هؤلاء النسوة وغيرهن البالغ عددهن إلى الآن قرابة 60 امرأة من منطقة وادي بردى، ومن أجل ما يعانين من اضطهاد وتعذيب في
المعتقلات، يضغط المفاوضون العسكريون في وادي بردى على ممثلي النظام لإخراج باقي المعتقلات من السجون، حيث تم الإفراج إلى الآن عن قرابة 20 امرأة فقط، بينما لم تزل قوات النظام تمارس عمليات الاعتقال العشوائية، ولم تكف أو تلتزم ببنود أي اتفاق سابق، بالرغم ما يجري على الأرض من أخذ ورد بين فصائل الثوار والنظام.
وكانت كتائب الثوار قد أبرمت اتفاقاً سابقاً مع ممثلين عن النظام السوري يقضي بإيقاف القصف والاستهداف بالقذائف والصواريخ على المنطقة بالكامل وانسحاب قوات النظام إلى أشرفية الوادي، بالإضافة إلى إخراج المعتقلات اللواتي تم إرسال أسمائهن لقوات النظام، ويبلغ عددهن 60 معتقلة. كما اتُفق سابقا على السماح بدخول المواد الغذائية والطبية والمحروقات للمنطقة وفك الحصار المفروض عليها منذ عامين، وفتح الطريق الواصل بين قريتي "دير مقرن - إفرة" على مدار الساعة وبدون أي شروط مسبقة.
وأمهلت حينها كتائب الثوار في وادي بردى قوات النظام ساعات قليلة للرضوخ إلى مطالبهم والالتزام باتفاقية "عين الفيجة" وإلا سيكون رد الفصائل العسكرية "قاسيا" بحسب وصفهم.
وهددت الفصائل في حال انتهاء المهلة دون نتيجة بقطع المياه عن العاصمة دمشق، وإعادة العمليات العسكرية إلى الواجهة، وخاصة أن بلدات وادي بردى تشهد سياسة الحصار والتجويع الممنهج في جميع القرى والمناطق التابعة له، التي تمتد ما بين حي دمر في دمشق وصولاً إلى مدينة الزبداني ومدينة سرغايا بريف دمشق الشمالي.