قال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ألكسندر فيرشبو، الاثنين، إنه يتعين على الغرب أن يعدّ نفسه لمواجهة طويلة مع
روسيا، بشأن أوكرانيا، وألا يستأنف العلاقات الطبيعية معها على عجل، كما فعل بعد حرب جورجيا عام 2008.
وقال فيرشبو في خطاب أمام الحضور في مؤتمر لينجكولن للسياسات الخارجية، في عاصمة النرويج أوسلو: "يجب أن يتخلل استراتيجيتنا الصبر والمثابرة. تتوقع روسيا منا أن نتخلى عن العقوبات وأن نعود إلى العلاقات الطبيعية دون تغيير سلوكنا!".
وأضاف فيرشبو، وهو ثاني أهم موظف مدني في الحلف، والسفير الأمريكي السابق إلى موسكو: "هذا بالأساس ما فعلناه بعد الحرب في جورجيا عام 2008، لكن هذه المرة علينا أن نلزم المسار الذي اخترناه".
وخاضت روسيا وجورجيا حربا عام 2008 على منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين.
وأضرت هذه الحرب بشدة بالعلاقات بين روسيا والغرب، دون أن ينتج عنها أي عقوبات مباشرة، وسرعان ما عاد
الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى سابق عهدهما في العلاقة مع موسكو.
وأعاد الاتحاد الأوروبي إطلاق المحادثات مع روسيا بشأن إبرام اتفاق شراكة معها، بعد ثلاثة أشهر فقط على الحرب الجورجية، في حين استأنف حلف شمال الأطلسي العلاقات الرسمية معها، بعد سبعة أشهر.
وشدد فيرشبو على أن حلف شمال الأطلسي لا يسعى إلى المواجهة مع روسيا، أو يتطلع إلى تغيير في نظامها.
وقال: "ما نريده حقا هو أن تغير موسكو سلوكها، وأن تستعيد روح التعاون. ربما سيمر وقت طويل قبل أن يتحقق هذا الأمر، وسندعو إلى التحلي بالصبر الاستراتيجي، لكن لا أعتقد أننا نملك أي خيار آخر".
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية مباشرة على روسيا، كما علّق حلف شمال الأطلسي كل أشكال تعاونه العملي مع موسكو.
ويرى فيرشبو أن روسيا بدت مصممة على فك ارتباطها مع أوروبا منذ عودة فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في 2012، بالإضافة إلى إعادة تثبيت موقعها بين محيطها، والسعي إلى بناء تحالفات بديلة عن الغرب.
وأشار فيرشبو إلى أن موسكو تبدو مصممة على "المفاجأة والصدمة والترهيب"، مع اعتمادها مبدأ التدريبات العسكرية المفاجئة، مثل تلك التي تجري حاليا في منطقة كالينينغراد.