لم تهدأ أصوات قيادات أحزاب
تونسية بقيت خارج تركيبة
الحكومة الجديدة، خلال الساعات الماضية في مختلف وسائل الإعلام.
وحظيت
الجبهة الشعبية اليسارية بنصيب الأسد، من التصريحات المنتقدة للحكومة الجديدة التي أعلن عنها رئيسها المكلّف حبيب الصّيد أمس الاثنين.
وقال القيادي في "الجبهة" الجيلاني الهمّامي؛ إن حكومة الصّيد في نسختها الثانية "تحمل في طيّاتها الفشل، وتشكّلت من رحم الترضيات وعمليات الجمع والطرح لعدد الأصوات التي ستمنحها
الثقة، ولم تقم على برامج اجتماعية"، وفق تعبيره.
وأضاف الهمّامي خلال استضافته في برنامج سياسي على قناة "نسمة" الخاصة، مساء الاثنين، أن الصيد "لم يبحث عند ترميم حكومته الأولى عن البرامج المطلوبة من عامة الشعب، وإنما بحث في مسائل رياضية تتعلّق أساساً بمن سيصوّت لفائدته، ومن سيكون ضدّه".
وأعلن الهمامي أن الجبهة الشعبية لن تصوّت لفائدة الحكومة في جلسة منح الثقة التي ستُعقد غداً الأربعاء بمجلس نوّاب الشعب، والتي يتوقع مراقبون أن تحصل فيها
حكومة الصيد على ثقة 170 نائباً على الأقل.
حكومة "ترضيات"
وفي السياق ذاته؛ وصف النائب عن الجبهة الشعبية منجي الرحوي، حكومة حبيب الصّيد بأنها "حكومة اليمين الليبرالي المحافظ والمافيوزي"، ناعتاً حزب نداء تونس بأنه "أخلّ بتعهداته".
وقال الرحوي في حوار على إذاعة موزاييك الخاصة، إن ''حكومةً من هذا القبيل؛ تضعنا مباشرة في المعارضة"، مشيرا إلى "أن الجبهة الشعبية قدمت مقترحاتها بشأن الحكومة، وقائمة بالأسماء التي لها عليها تحفظات".
وأعلن عن تحفّظ "الجبهة" على وجود حزبي "
النهضة" و"الاتحاد الحر"، معتبراً "أن "النهضة فشلت في الحكم خلال الفترة الانتقالية"، فيما وصف "الحرّ" بـ"الحزب المافيوزي الذي يمثّل الفساد ولا علاقة له بالسياسة"، وفق تعبيره
وكشف الرحوي أن "الجبهة الشعبية فعلت كل ما بوسعها للحيلولة دون تحالف النداء والنهضة، لكن لم تفلح في ذلك"، موجهاً اللوم على من وصفه بـ"شق داخل النداء دفع باتجاه تواجد النهضة في الحكومة".
وقال القيادي في "الجبهة" زياد لخضر، أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الذي كان يرأسه المعارض شكري بلعيد قبل اغتياله، إن حزب نداء تونس "أخل بالتزاماته وعهوده إزاء منخرطيه وناخبيه، بعد إشراكه النهضة في الحكومة الجديدة".
وسارع الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة عماد الدايمي إلى إعلان رفض حزبه (4 مقاعد) و"التيّار الديمقراطي" منح الثقة لحكومة الصّيد.
ووصف الدايمي في تصريح لإذاعة "كاب أف أم" الخاصة، الاثنين، الحكومة بأنها "غير قادرة على القيام بالإصلاحات التي ينتظرها الشعب التونسي"، عازياً ذلك إلى "تشكيلها بناء على الترضيات، وليس على أساس البرامج".
إشراك اضطراري
في المقابل؛ حمّل المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس" بوجمعة الرميلي "الجبهة الشعبية" المسؤولية السياسية عن مشاركة "النهضة" في حكومة الصّيد.
وقال في حوار لإذاعة "موزاييك" الاثنين، "إن رفض الجبهة الشعبية المشاركة في الحكومة، وإعلانها عدم منحها الثقة؛ اضطر النداء إلى إشراك حركة النهضة".
وأشار الرميلي إلى معارضة عدد من "الندائيين" إشراك "النهضة" في الحكومة، قائلاً إن "لهم أسبابهم المشروعة".
من جهته؛ قال عضو مجلس نواب الشعب عن حركة النهضة، زياد العذاري، الذي عُين وزيراً للتكوين المهني والتشغيل في حكومة الصيد، في تصريح لإذاعة "كاب أف أم"، إنّ النهضة ستجتمع خلال الساعات القادمة للإعلان عن موقفها السياسي من برنامج الحكومة وتركيبتها.