أدانت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، إعدام
الدولة الإسلامية، للطيار الأردني،
معاذ الكساسبة حرقا، واصفة الحادثة بـ"الجريمة البشعة"، كما قال الشيخ يوسف
القرضاوي إن الإسلام يحفظ حق الأسير ويأمر بمعاملته معاملة إنسانية.
وقالت حماس في بيان مساء الأربعاء:" تدين حركة حماس هذه الجريمة البشعة بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً".
وأضاف البيان: "كما تدين حماس كل أشكال القتل والعدوان على شعوب أمتنا العربية والإسلامية متمنين لأمتنا سرعة الخروج من أزماتها وجراحها بما يحقق آمالها وتطلعاتها، وحشد كل طاقات الأمة في مواجهة العدو الصهيوني".
القرضاوي: الإسلام يحفظ حق الأسير
بدوره، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي ، إن الإسلام يحفظ حق الأسير ويعدّه من الفئات الضعيفة التي يجب معاملتهم معاملة إنسانية.
ونشرت الدولة الإسلامية، مساء الثلاثاء، تسجيلا مصورا يظهر عملية قتلها الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما) حرقا، بينما كانت تقتل رهائنها في السابق ذبحا.
وفي فتوى نشرها، الأربعاء ،الموقع الإلكتروني للاتحاد (منظمة غير حكومية)، تابع القرضاوي أن "الإسلام يعدّ الأسرى من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية، مثل المسكين واليتيم، ويوجب معاملتهم معاملة إنسانية، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم، وتصون إنسانيتهم".
وأضاف: "أورد القرآن الكريم تعبيرا غاية في الحض على اللطف بالأسير وحسن التعامل معه، والبذل في سبيله، في سياق وصفه سبحانه للأبرار المرضيين من عباده، المستحقين لدخول جنته والفوز بمرضاته ومثوبته، قائلا: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً"، ولم يكن الأسير حين نزلت الآية إلا من المشركين".
ونقل عن أبي عزيز بن عمير، في كتاب "الطبراني الكبير"، القول: "كنت في الأسرى يوم معركة بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالأسرى خيرا"، وكنت في نفر من الأنصار، وكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني الخبز"، وقد كان خبز القمح طعاما نادرا يشتهيه الناس في ذلك الزمان".
ومضى القرضاوي قائلا إن كتب السيرة (ابن هشام والسهيلي وغيرهما) ذكرت أن "ثمامة بن أثال الحنفي قد أُسر، "فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليه، ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه، وأمر بلقحته (ناقة ذات لبن) أن يُغدى عليه بها ويراح".
وأشار إلى أنه جاء عن الحسن البصري أنه "لا يحل قتل الأسير صبرا، وإنما يمن عليه أو يفادى".
وتابع بقوله: "هذا هو الذي أرجحه من استقراء النصوص، ورد بعضها إلى بعض: أن الحكم في معاملة الأسرى هو ما قرره القرآن بعبارات صريحة فيما جاء في (سورة محمد) في قوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوَهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَناًّ بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا)، فقرر القرآن واحدة من خصلتين في معاملة الأسرى بعد شد وثاقهم، إحداهما: المن عليهم بإطلاق سراحهم لوجه الله تعالى، بلا مقابل، إلا ابتغاء مثوبة الله ورضاه، وتحبيب الإسلام إليهم، حين يرون حسن معاملة المسلمين لهم، أما الثانية فهي مفاداتهم بمال، كما قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- فداء أسرى بدر بالمال، وكانوا نحو سبعين أسيرا، أو بأسرى من المسلمين، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوات أخرى".
وتعليقا على إحراق الكساسبة، الذي تشارك بلاده في تحالف غربي - عربي، بقيادة الولايات المتحدة، ضد الدولة الإسلامية، قال القرضاوي: "أما أن يرى قتل الأسرى بهذه الطريقة الوحشية تارة بالذبح، وتارة بالإحراق، فهذا ما يخالف هدي الإسلام في القتل، كما جاء عند مسلم وأحمد وغيرهما من أصحاب السنن، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة".
وأضاف: "كذا من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي، عند أحمد وأبي داود وغيرهما، قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار".
وتابع: "أحب أن أؤكد أنه لا يجوز أن تحمل تصـرفات بعض المسلمين، ممن ضاق أفقهم، أو ساءت تربيتهم على الإسلام.. هذا التعصب الذي نراه ونلمسه عند بعض المتدينين، كثيرًا ما تكون أسبابه غير دينية، وإن لبس لبوس الدين، بل قد تكون أسبابه -عند الدراسة والتعمق- أسبابًا اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية".
وختم القرضاوي بقوله: "من رأى مصلحة الإسلام ومصلحة أمته في غير هذا التوجه، وأصر على أن الإسلام يأبى إلا قتل الأسارى ومعاملتهم بقسوة وعنف، فهو أعمى عن الحقيقة، وعن المصلحة، كما هو أعمى عن الإسلام وعن العصر".