طالب المئات من المتظاهرين في محافظة
أربيل العراقية، إدراج الميليشيات الشيعية على لائحة الإرهاب الدولي، بعد المجازر التي ارتكبتها في محافظتي ديالى وصلاح الدين والمناطق المحيطة بالعاصمة بغداد، داعين حكومة حيدر العبادي الكف عن تشكيل اللجان التحقيقية التي لم تنصف أي مظلوم حتى الآن.
وقد تجمع المئات من النازحين من محافظتي ديالى وصلاح الدين، والمناطق المحيطة بالعاصمة بغداد، أمام مبنى القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل، ورفعوا شعارات تطالب بمحاسبة الميليشيات الشيعية، وإيقاف عمليات التغيير المذهبي والقتل الممنهج، التي تقوم بها هذه الميلشيات تحت لافتة محاربة "تنظيم الدولة الإسلامية".
وقال منظم التظاهرة الدكتور حسين الزبيدي، إن المحتجين يطالبون الولايات المتحدة بالتدخل الفوري، والضغط على الحكومة العراقية، لوقف المجازر التي ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق المواطنين السنة، داعياً في الوقت ذاته الأمم المتحدة إلى إرسال لجانها المختصة للتحقيق في الجرائم
الطائفية، التي ارتكبت في محافظتي ديالى وصلاح الدين مؤخراً.
حلول لإعادة النازحين إلى مناطقهم
وأضاف "الزبيدي" في تصريح خاص ل"عربي21"، أن مطلبهم الأساسي أن يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف عمليات التغييرات المذهبية الجارية على قدم وساق ضد مناطق أهل السنة في العراق، مشدداً على ضرورة إدراج جميع الميليشيات الطائفية على لائحة الإرهاب الدولي، وملاحقة قادتها ومصادرة أموالهم.
ودعا "الزبيدي" الحكومة العراقية إلى طرح حلول عملية وواقعية من أجل إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، لافتاً إلى أن تشكيل لجان التحقيق التي لا تغني ولا تسمن من جوع، مبيناً أن الميليشيات الطائفية قامت بمجزرة في منطقة "بئر الإمام" في محافظة ديالى بالتزامن مع وصول لجنة تحقيق للوقوف على حقائق مجزرة سابقة حصلت في منطقة بروانة المجاورة.
جرائم الميليشيات الشيعية
فيما دعا القيادي في الحراك الشعبي الشيخ محمد طه حمدون، المجتمع الدولي إلى تبني مطالب المتظاهرين، وفي مقدمتها إدراج الميليشيات الشيعية في لائحة الإرهاب الدولي أسوة بتنظيم الدولة، مبيناً أن جرائم الميليشيات لا تقل أبداً عن مثيلاتها التي ارتكبها تنظيم الدولة في العراق.
وقال الشيخ حمدون في تصريح لـ"عربي 21"، إن: "الحاجة ملحة الى لجان تحقيق ذات صفة دولية لأن اللجان المحلية تضم في عضويتها الكثير من قادة الميليشيات، التي ارتكبت الجرائم، وبالتالي فإن نتائجها غير واقعية، كاشفاً عن قيام بعض هؤلاء القادة بتهديد البرلمانيين السنة بالتصفية الجسدية، في حال استمرار ظهورهم في وسائل الإعلام والحديث عن المجازر الحاصلة في محافظة ديالى على وجه الخصوص".
حرق 40 مسجدا للسنة
وأكد حمدون أنهم قاموا بإحصاء العشرات من المدنيين العزل، الذين تم إعدامهم على أيدي الميليشيات الطائفية، بالإضافة إلى أكثر من 40 مسجداً تم إحراقها وهدمها بالكامل في محافظة ديالى وحدها، لافتاً إلى أن أصغر لجنة تحقيقية لن تواجه أي صعوبة في التعرف على أدلة الجرائم، التي قال أنها متوفرة بالمئات وشاهدة للعيان في مدن وقرى ديالى.
من جهته، أوضح المتظاهر عبد الله شهاب القيسي، وهو أحد الناجين من مجزرة بروانة في محافظة ديالى، أن إعدام العشرات من سكان ناحية بروانة، تمت بإشراف مسؤول حكومي وقيادي في الميليشيات الشيعية، هو حارث الربيعي الذي يشغل منصب مدير ناحية أبو صيدا في محافظة ديالى.
مجزرة بروانة
وبين القيسي في تصريح خاص لـ"عربي 21"، أن المئات من عناصر الميليشيات الطائفية طوقوا ناحية بروانة، التي تعد مركز تجمع للنازحين السنة من مختلف مناطق محافظة ديالى، مضيفاً أن المدعو الربيعي طالب الأهالي بالتجمع تحت ذريعة إحصائهم من أجل العمل على صرف منحة النازحين عليهم، وبإشراف ممثل من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
وأوضح القيسي أنه وبعد الانتهاء من تجميع السكان، تم اقتياد أكثر من سبعين رجلاً ومعهم بعض الأطفال، إلى بناية تستخدم حقلا لتربية الدواجن، وأطلق النار عليهم بشكل جماعي، وقام عناصر الميليشيات الشيعية بحرق العديد من المنازل والمحال التجارية بعد نهبها من محتوياتها.