أكد مصدر مقرب من أكبر الفصائل الشيعية المقاتلة في ميليشيا "الحشد"، أن خلافات حادة نشبت مؤخراً بين عناصر منظمة "
بدر"، على خلفية نشر مجموعة صور للقتلى ولافتات النعي لعناصرها، الذين سقطوا في المواجهة مع مقاتلي "
الدولة الإسلامية" على مشارف مدينة سامراء شمال العاصمة بغداد.
وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21"، إن عدداً من عناصر من ميليشيا "بدر" المقربة من إيران، بينهم قياديون، طالبوا بالكف عن نشر صور القتلى ومظاهر تشييع الجنازات أو نشر لافتات النعي الخاصة بالمعارك الأخيرة التي خاضوها على مشارف مدينة سامراء.
وأضاف أن المحتجين أكدوا أن الإكثار من هذه المظاهر يؤثر بشكل كبير في معنويات عناصرهم الموجودين في الخطوط الأمامية، ويحد من اندفاعهم في مواجهة عناصر "الدولة" الراغبين بدخول مدينة سامراء بأي ثمن، على حد قوله.
وأوضح المصدر أن الخلاف نشب على خلفية نشر صور مقتل قيادي كبير في منظمة "بدر" يدعى أبو حيدر الدراجي، الذي قتل بعد إصابته بنيران قناص من "الدولة" في منطقة البوحشمة، الواقعة جنوب مدينة سامراء، مضيفاً أن مطالب المحتجين تتلخص بمنع نشر صور القتلى والكف عن مراسيم التشييع الجماعي.
وتشهد العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، بشكل يومي، مظاهر تشييع قتلى عناصر "
الحشد الشعبي"، بالإضافة إلى رفع صور ولافتات خاصة بهم في الشوارع والساحات العامة التي يرى المواطن علي العكيلي، من حي البياع في بغداد، أنها باتت تزدحم بهذه الصور ولم يعد هناك مكان للمزيد منها.
وقال العكيلي لـ"عربي21"، إن كل فصيل من "الحشد" يضع شعاره وعلامته مجاور صورة "الشهيد" التابع له وينشر صورته في الميادين العامة، مبيناً أن الأمر تحول إلى منافسة شرسة يحاول كل فصيل أن يثبت بأنه الأكثر تضحية من أجل خدمة المذهب.
وفي السياق ذاته، أكد عامل الدفن في مقبرة وادي السلام بمدينة النجف نجم المكصوصي، أن المقبرة ذات القدسية لدى
الشيعة باتت اليوم مقسمة بحسب الفصائل والمجاميع العسكرية التي تقاتل ضمن ميليشيات "الحشد الشعبي"، التي تشكلت بأمر من المرجع الشيعي علي السيستاني.
ولفت المكصوصي في حديث لـ"عربي21"، إلى أن أعمال الدفن تسجل في هذه الأيام أعلى أرقامها بالنسبة للسنوات الثلاث الأخيرة، مشيراً إلى أنه شخصياً يقوم بدفن ما لا يقل عن 5 شهداء في اليوم الواحد، وأن الرقم يرتفع إلى الضعف في بعض الأحيان.
وأشار المكصوصي إلى أن أغلب عمليات الدفن الحالية تتم بمراسم عسكرية تنظمها المجموعة أو الحزب الذي يتبع له المقاتل، موضحاً أن فصائل الصدر والحكيم والعصائب تتقاسم النسبة الأكبر من هولاء القتلى، وتأتي بعدهم الميليشيات المشكلة حديثاً.
ومع أن المكصوصي غير مسموح له بالاستفسار عن الأماكن التي قدمت منها جثة المقاتل وكيفية مقتله، إلا أنه يستطيع القول بأن مدينة سامراء هي صاحبة الرقم القياسي في عدد القتلى، الذين يتوافدون على المقبرة الشيعية الأكبر من نوعها في العالم.