* منهجنا سلفي معتدل يتبع منهج الصحابة والأئمة الأربعة
* قاتلنا تنظيم الدولة لأكثر من 7 أشهر في دير الزور ولم تقدم لنا مساعدة من أحد
* توسيع رقعة الصراع مع الجيش اللبناني ليس من الحكمة ولا نقبله
* لم نتلق أي دعم من الائتلاف ولا يوجد تنسيق معه
* ليس بيننا وبين النصرة حرب باردة أو حارة
قال الأمين العام لـ"جبهة
الأصالة والتنمية" في
سوريا، الشيخ خالد الحماد، إن جبهته قاتلت "
الدولة الإسلامية" في دير الزور لأكثر من سبعة أشهر دون أن تتلقى أي دعم، ما أدى إلى سيطرة التنظيم على غالبية المحافظة، مشيراً إلى أن ذلك أضعف الجيش الحر على الساحة السورية بشكل عام. من جهة أخرى، انتقد الحماد فتح جبهة قتال مع الجيش اللبناني، وقال إن ذلك "ليس من الحكمة ولا نقبله".
جاء ذلك خلال حوار أجرته "عربي21" مع الحماد، وتطرق الحوار إلى محاور عدة، منها وضع المنطقة الشرقية في سوريا، و"الدولة الإسلامية" وعلاقة الجبهة مع الائتلاف الوطني السوري وباقي الفصائل.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه الزميل علي الحاج علي بك:
* تأسست جبهة الأصالة والتنمية عام 2012، وهي اسم معروف في الساحة السورية، ماذا بقي منها اليوم؟
- بقي من جبهة الأصالة كل جبهة الأصالة، ولا زال انتشارها على أغلب الأرض السورية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، باقية بإذن الله حتى تحرير الأرض وإسقاط النظام.
* في بيان تأسيسكم أشرتم إلى أنكم تتبعون المنهج الوسطي المعتدل وتؤمنون بالعيش المشترك، هلا تعرف لنا منهجكم بدقة أكثر؟
- منهجنا هو المنهج السلفي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف، الذي يتبع منهج الصحابة والأئمة الأربعة، مروراً بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، إلى أئمة الهدى في هذا العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله.
* لكل فصيل ممول أو ممولون، يُقال إن تمويلكم يأتي من شخصيات كويتية، ما تعليقكم؟
- تمويلنا كتمويل الثورة السورية، ونحن جزء منها ولا نختلف عنها.
* جوابكم مبهم قليلاً، ماذا قصدتم بتمويلنا كتمويل الثورة السورية؟
- التمويل مثلنا مثل باقي الفصائل، لنا أخوة وأصدقاء.
* محافظة دير الزور كانت مركز قوة جبهة الأصالة والتنمية، كيف حصل هذا السقوط السريع للمحافظة بيد تنظيم الدولة؟
- لم يكن سقوطاً سريعاً، بل كان القتال مع داعش لأكثر من 7 أشهر، خلالها لم يُقدم لنا دعم أو مؤازرة من أحد. وسقوط دير الزور إضعاف للثورة السورية، وأدى إلى سقوط ريف حلب بيد داعش، وأضعف الجيش الحر على الخارطة السورية.
* بعد سقوط دير الزور بيد تنظيم الدولة، أعلنتم عن تشكيل كتائب "الكفن الأبيض" التي وُصفت بالمقاومة الشعبية، حبذا لو تحدثنا عن دورها في المحافظة؟
- بعد سقوط دير الزور بيد داعش وسلّم من سلّم سلاحه لداعش، وبعضهم انخرط في صفوفهم، أبى أبطال الأصالة في دير الزور البيعة أو الاستسلام، وهم يعرفون فكر الخوارج ويعرفون شرف قتال الخوارج بسبب المنهج الذي تعلموه وعلموه للناس. لذلك انقسمت الأصالة إلى قسمين: قسم انحاز ناحية القلمون (ريف دمشق) وتم تشكيل أسود الشرقية التابع للجبهة، وقسم بقي على الأرض (في دير الزور) عبارة عن خلايا نائمة مهمتها الرصد وتنفيذ عمليات نوعية ضد داعش، واستهداف قادة داعش وعملاء داعش من المنافقين، وهؤلاء هم الكفن الأبيض الذي يبشر الدواعش بالموت، واخترنا لهم الكفن كوننا نحترم القتلى ولا نلقيهم للكلاب كما يفعلون بالمسلمين.
* لماذا قررتم التوجه للقلمون؟
- القلمون منطقة هادئة وبعيدة عن الصراعات وقريبة من الغوطة التي لنا فيها وجود قوي، وكذلك كان لنا تواصل مع فصائل حليفة رتبت لنا الإقامة.
* الغالبية من القادة في الساحة السورية يعتقدون بعمالة "الدولة"، وكلمة خوارج من المعلوم سبب نشأتها سابقاً، فلماذا تطلق اليوم على تنظيم متهم بالعمالة؟
- التنظيم متهم بالعمالة، وهو واقع بها بالنسبة لبعض قادته البعثيين، ولكن هو في مجمله يحمل فكر الخوارج من تكفير للمسلمين وقتلهم والخروج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفته لأهل العلم وقواعد الشريعة.
* تنظيم الدولة يسيطر اليوم على جزء من مدينة دير الزور ويتقاسمها مع النظام السوري، برأيكم ما الذي يمنع التنظيم من مهاجمة مناطق نفوذ النظام داخل المدينة؟ هل هو اتفاق سري لتقاسم المناطق بين الطرفين؟
- في الحقيقة داعش لديها خطوط حمراء لا تتجاوزها، وهي صناعة مخابراتية بامتياز، وقادتها من البعثيين السابقين، ومهمتها في المنطقة جلب الشباب المسلم المتحمس وتصفيتهم في سوريا والعراق باسم الإسلام وتشويهاً للإسلام. وتحركاتها وتمددها ليس بقرار منهم، ولديها دعم مقابل أن تسمع وتطيع ولا تتجاوز.
* من المعروف أن تشكيلاتكم شاركت في قتال حزب الله في مدينة القصير، والآن تقاتل على جبهات القلمون، هل كان لكم دور في اختطاف الجنود اللبنانيين أو في التنسيق للعملية؟
- كان لنا دور في التهدئة بين الأطراف والتفاوض، أما توسيع رقعة الصراع مع الجيش اللبناني فهذا ليس من الحكمة ولا نقبله.
* أُشيع في الفترة الماضية أن حرباً باردة وعداء بينكم وبين جبهة النصرة، ما صحة هذه الأقاويل؟
- لا باردة ولا حارة.. بل إشاعات وأمنيات باردة.
* في الفترة الأخيرة أُعلن عن تشكيل "الجبهة الشامية"، ومن المعروف أنكم من المؤسسين فيها، والسؤال هو هل الجبهة الشامية قادرة على منع حصار حلب؟
- إذا تم التوافق وتوفر الدعم، أعتقد نعم.
* استطاعت الجبهة الشامية وفصائل أخرى السيطرة على مخيم حندرات قبل أيام، هل يمكننا القول إن حلم النظام السوري بالسيطرة على حلب قد فشل؟
- النظام كل يوم حلمه يتبخر، وأعتقد هو اليوم في أضعف حالاته، وكانت داعش بالنسبة له أملاً ولكن تبخر حلمه فيهم.
* كونكم من مؤسسي"الجبهة الشامية" في حلب، ما الذي يمنع من تكرار تجربة توحيد الجهود في إطار واحد في مناطق سورية أخرى؟
- الأصالة لم تتردد يوماً في أي توحد يهدف لخلاص السوريين من أزمتهم، وقلناها في أكثر من اجتماع: توحدوا ونحن معكم ونقدم كل ما نستطيع ونتنازل عن القيادة.
* لكم وجود في دمشق وريفها، ما الذي يمنعكم من الانضمام للقيادة المشتركة بقيادة الشيخ زهران علوش؟
- نحن مع القيادة المشتركة، ننسق ونقاتل معهم.
* المراقبون للساحة السورية يؤكدون أن في دمشق مقتل للنظام، كونكم من الموجودين على جبهات دمشقية كحي جوبر، ما العوائق في بدء هذه المعركة؟
- العوائق في عدم توفر الدعم المطلوب لهذه الجبهة المهمة، فعملية قطع رأس الثعبان بدمشق تحتاج إلى تجهيز عالٍ ودعم كبير، وهذا إلى الآن غير متوفر.
* كيف هي العلاقة بين جبهة الأصالة والتنمية والائتلاف الوطني، وهل تتلقون تمويلاً منهم؟
- لا توجد علاقة رسمية معهم، ولم نتلق أي دعم من الائتلاف.
* في حال عرض عليكم حل سياسي ينص على ترك بشار الأسد السلطة مقابل حياته، هل ستوافقون؟
- الحل الذي سيقبل به السوريون ويكون انتصاراً حقيقياً يُفرح السوريين، ويزيل الطغمة الفاسدة ويحاسب المجرم نحن (سنكون) معه.
* كيف ترون الساحة السورية في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها الثورة؟
أصبح الشعب السوري المتفرج وفي الوقت نفسه يتلقى الضرب والويلات، وما عداه هو اللاعب. ونسأل الله أن يمن علينا بالنصر والتمكين وأن يوحد كلمتنا.