أحيا مئات الآلاف من
اليمنيين، الأربعاء، في كل من العاصمة صنعاء، وتعز وإب والحديدة، الذكرى الرابعة لثورة "11 فبراير"، رغم حالة القمع والاختطافات التي تعرّضت لها المسيرات الرافضة للإعلان الدستوري الذي أصدرته جماعة أنصار الله (
الحوثيين)، حيث أقام مسلحوها الحواجز الأمنية في مختلف شوارع صنعاء، لمنع تجمع أنصار الثورة.
وأطلق مسلحون حوثيون يرتدون زي الشرطة اليمنية الرصاص الحي على المسيرات التي خرجت في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء، رفعت شعارات مناهضة "لانقلاب الحوثي"، ما أدى إلى إصابة خمسة من شباب الثورة، فضلا عن إصابات أخرى نتيجة الاعتداء عليهم بالسلاح الأبيض (الجنابي) منهم عضو مؤتمر الحوار الوطني، والناشط في الثورة الشبابية، باسم الحكمي.
واعتدى الحوثيون على مصوري قناة الجزيرة الإخبارية والجزيرة مباشر أثناء تغطيتهما لفعالية الاحتفال بذكرى
ثورة فبراير في العاصمة اليمنية صنعاء.
واعتقل الحوثيون ثلاثة من كوادر حزب الإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) في صنعاء، عقب الانتهاء من الفعالية الثورية، كما اعترض مسلحون حوثيون مسيرة شبابية، في منطقة نقم، شرق صنعاء، هتفت بإسقاط سلطة
الانقلاب الحوثي، ما أدى إلى إصابة اثنين من المتظاهرين بجروح خطيرة، جرّاء إطلاق النار على المسيرة التي خرجت مساء الأربعاء.
مستقبل الحوثي ملغم سياسيا
وأكد المتحدث باسم حزب الإصلاح اليمني، عبدالملك شمسان، "اعتقال مسلحي الحوثي، لثلاثة من كوادر الحزب الذين شاركوا في مسيرة رافضة لانقلاب الحوثي، صباح الأربعاء".
وقال شمسان لـ"عربي21 " إن "الحلول الأمنية التي تنتهجها جماعة الحوثي ضد المعارضين لها، لم تزد الأمور إلا تعقيدا"، على حد قوله.
وأوضح المتحدث باسم الإصلاح أن "الشعب اليمني سيتجاوز أزمته قطعا، بينما يبدو الحوثي مصرا على تلغيم مستقبله السياسي، عبر الاعتداءات التي تجاوزت المربعات السياسية إلى الاعتداءات المباشرة على المتظاهرين".
انتفاضة كبرى في إب وتعز
من جهته، قال أمين عام حركة رفض الشبابية، أحمد هزاع، إن "مدينتي إب وتعز وسط وجنوب البلاد، انتفضتا الأربعاء"، رفضا لما أسماه "الإعلان الدستوري الانقلابي الحوثي" على السلطة الشرعية في اليمن.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "هناك حالة سخط شعبي كبير في محافظة إب لتواجد ميليشيات الحوثي المسلحة في المدينة، الني تسببت في إقلاق حياة المواطنين، والتضييق على حركة الناس في شوارع المدينة وسط اليمن".
وأشار إلى أنه "منذ اجتياح الحوثيين للمدينة، تزايدت عمليات النهب والسرقات للمحلات التجارية، فضلا عن ارتفاع حالات الاغتيالات التي لم تشهدها المحافظة من قبل".
"نحن الثورة ونحن الشعب"
من جهة ثانية، احتشد أتباع الحوثي، عصر الأربعاء، في العاصمة صنعاء، استجابة للدعوة التي أطلقها، الثلاثاء، زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، للاحتفال بذكرى ثورة 11 من شباط/ فبراير.
وقال بيان صادر عن المسيرة الحوثية إن "الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون في السادس من الشهر الجاري، من قبل اللجنة الثورية، يعدّ خطوة شعبية، تراعي مصلحة اليمن العليا، وتحافظ على استمرار دولة الجمهورية اليمنية، وشرعيتُها من شرعية الثورة، والشعب".
وعدّوا أنفسهم بأنهم "الثورة" وهم "الشعب"، وفق البيان.
وذكر بيان الحوثيين أن "الإعلان الدستوري تحقيق لأهداف ثورة 11 من فبراير التي يحتفلون في ذكراها الرابعة، الذي من المفترض أن يكون في ذلك الحين، لولا انقلاب بعض القوى السياسية الطامعة في السلطة، والمتنكرة لتضحيات الشعب".
وأكدوا أن "ثورة 21 من أيلول/ سبتمبر" (لحظة سقوط صنعاء بيد الحوثيين) "هي تصحيح لانحراف ثورة فبراير من قبل انقلابيين، هم الآن في موقع التآمر مجددا على خيارات الشعب"، على حد وصفهم.