* نرفض تصنيف الفصائل إلى إسلامية وغير إسلامية.. فكلنا مسلمون
* أكثر من نصف الثقل العسكري لنظام الأسد يتركز بدمشق ومحيطها وهذا يعقد معركة العاصمة
* 90 في المئة من تمويلنا يأتي من الغنائم ومن السوريين ولا نتلقى تمويلا من أي دولة
* تنظيم الدولة نهب إمدادات كانت متوجهة لمعركة يبرود
* لا صحة للاتهامات بأننا نحتكر الغذاء ونرفع أسعاره
رفض رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام، محمد
علوش، الاتهامات التي توجه للجيش، بينها المسؤولية عن الانسحاب من بعض المناطق في جنوب دمشق، أو التأخر في معركة العاصمة وفك الحصار عن
الغوطة، أو احتكار الغذاء في الغوطة الشرقية، واصفا هذه الاتهامات بأنها "حرب قذرة" يشنها تنظيم الدولة ووسائل إعلام مرتبطة بجهات سياسية، بحسب قوله.
من جهة أخرى، قال علوش، في حوار خاص مع "عربي21"، إن "
الجبهة الإسلامية" التي تشكلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وضمت سبعة من كبرى الفصائل المقاتلة في
سوريا، "معطلة وغير موجودة على أرض الواقع"، رافضا في الوقت ذاته تقسيم الفصائل إلى إسلامية وغير إسلامية.
وقال علوش إن
جيش الإسلام "انتصر" في 90 في المئة من المعارك التي خاضها مع النظام، وعزا صعوبة المعارك في دمشق ومحيطها إلى تركيز النظام السوري لنحو نصف قواته معززة بأكثر الأسلحة تطورا لدى النظام.
وجيش الإسلام هو واحد من أكبر الفصائل المقاتلة في سوريا، وخصوصا في الغوطة الشرقية، ويقوده زهران علوش. وبدأ الجيش حملات خلال الأشهر الماضية للقضاء على بعض الفصائل الأخرى في المنطقة بحجة فسادها، بينها جيش الأمة.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه الزميل علي الحاج علي بك:
* سيد علوش.. الغوطة الشرقية تعاني من الحصار، ما هي العوائق التي تمنع فك الحصار عنها، مع العلم أن جيش الإسلام من الفصائل ذات الثقل في الغوطة؟
- إن أكثر من نصف الثقل العسكري للنظام الأسدي يتركز في مناطق دمشق ومحيطها، ومنها الغوطة الشرقية. فهي الأكثر تسليحاً كماً ونوعاً، فالدبابات التي يحشدها النظام في هذه المنطقة هي من طراز (T72) المحدثة أو (T82)، وهي لا تتأثر بالقواذف الصاروخية العادية (RBG7)، بينما نجد في مناطق أخرى أن غالبية الدبابات هي من طرازات أقدم، وقلما نجد فيها نوعيات متطورة، بالإضافة الى القوة الجوية والصاروخية المفرطة والمكثفة التي يستخدمها النظام في قصف المناطق المحيطة بدمشق. كما أن النظام يحشد لهذه المنطقة العدد الأكبر من قواته، بالإضافة إلى القوات الرافضية الأجنبية التي ما زال النظام يستقدمها منذ سنتين ويعزز بها جبهاته في دمشق خاصة، ومناطق سوريا عامة. والآن دخلت إيران بشكل سافر ورسمي على الخط. في الحقيقة، إننا نواجه كل هذه القوى مجتمعة مدعومة من أداتها وصنيعتها داعش التي قطعت كثيراً من طرق الإمداد، وساعدت النظام بطعن المجاهدين في الظهر عند كل محاولة لفك الحصار. كل ذلك يواجهه جيش الإسلام بإمكانيات ذاتية، ولا ننسى أن الغوطة تتعرض يومياً لمحاولات اقتحام بري، ومن أكثر من محور، مترافقة بغطاء جوي وصاروخي كثيف، ومع ذلك لم تنجح أي من تلك المحاولات، بفضل الله أولاً وثبات مجاهدينا ثانياً.
* بماذا تبررون ارتفاع أسعار الأغذية والسلع أضعافا في الغوطة مقارنة بالأسعار في دمشق؟ وما تعليقكم على من يتهمكم بالتنسيق مع التجار لزيادة الأسعار؟
- تزداد أسعار السلع في الغوطة تقريباً إلى 10 أضعاف عما في دمشق، بسبب الحصار الخانق المفروض عليها منذ سنتين، والتهمة التي ذكرتها مصدرها النظام.. أعطني مصلحة واحدة لنا في رفع الأسعار على أنفسنا وعلى أهلنا. هذا كلام لا يمت للمنطق بصلة، وأقل من أن يجاب عنه.
* في الفترة الماضية شكلتم مع مجموعة من الفصائل "القيادة المشتركة في الغوطة الشرقية"، حبذا لو تحدثنا عن دور هذا التشكيل.
- القيادة المشتركة قيادة تنسيقية، وهناك تعاون وتنسيق فعال ومستمر مع الإخوة على كافة الأصعدة.
* في شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام قمتم بحملة لردع المفسدين، أدت إلى اعتقال قادة "جيش الأمة".. هناك اتهامات لكم بأن الحملة كانت لمصالح شخصية بعد أن قامت حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن بنفي مشاركتهم بهذه الحملة.. بماذا تردون على هذه الاتهامات؟
- لقد رأيتم حجم الفساد عبر ما نشر من مقاطع واعترافات من القتل للمواطنين الذي مارسوه دون محاكمة أو قضاء، وتواصل مع داعش ومع النظام، وجرائم أخلاقية يندى لها الجبين. فهل الخلاص من هذه المفاسد وما ستجدونه من خلال أحكام القضاء (..) مصالح شخصية؟ نفي الإخوة (أحرار الشام) كان محدودا، وكان لديهم علم بذلك والأمر الآن انتهى.
* ما هو مصير قادة "جيش الأمة" المعتقلين لديكم؟
- مصيرهم بيد القضاء.
* ما رأيكم بما يشاع، وتداوله ناشطون، عن وجود خلاف بينكم وبين حركة أحرار الشام في إطار الجبهة الإسلامية؟
- الجبهة الإسلامية معطلة وغير موجودة على أرض الواقع للأسف. ونرجو أن يتم تجاوز الخلافات بين الجميع، وأن نعود للتنسيق على مستوى كل الفصائل. وأنا شخصياً لست مع تقسيم الفصائل إلى إسلامية وغير إسلامية، فالجميع مسلمون، ومن الخطأ أن نميز بين فصيل وآخر على هذا الأساس. من يشهد أن لا إله إلا الله ويقبل بالتحاكم للمحاكم الشرعية الموجودة على الأرض ويخضع لحكم الشرع فهو مسلم وإسلامي، ولا ينبغي الزيادة فوق هذا الاعتبار، فنحن في ثورة شعبية خرجت من المساجد رفعت شعار "هي لله"، فلا تحتاج إلى من يأتي ويزاود على هذا الشعب في إسلامه، ونحن نرفض ذلك.
* المتابع لحساب الجبهة الإسلامية على "تويتر" يلاحظ أن الحساب يغرد فقط بعمليات حركة أحرار الشام.. البعض يرى بهذا تأكيداً للأقاويل بأن الجبهة الإسلامية قد فشلت ولم تعد سوى "واجهة إعلامية"!
- ذلك أن المكتب الإعلامي في الجبهة كان بيد الإخوة في أحرار الشام، وما زال بيدهم لغاية الآن.
* تنظيم الدولة يكفركم ويعتبركم "مرتدين" كغيركم من الفصائل السورية.. بدوركم كيف تصنفون تنظيم الدولة؟
- جيش الإسلام قام على عقيدة المسلمين الواضحة النقية التي يحملها عموم أهل السنة في سوريا، والذين يمثلون 80 في المئة من الشعب السوري. وقد حذرنا من دخول المقاتلين غير السوريين إلى بلادنا منذ البداية، ولما جاءوا بحجة الدفاع عنا تبين لنا خلفيتهم الأيديولوجية المبنية على عقيدة التكفير الخوارجية، فحاربونا إعلامياً ثم عسكرياً. ونحن أول من كشف عن حقيقتهم، وأكثر من قاتلهم في الشمال السوري، وأخرجناهم من باب الهوى والمناطق حولها، وقاتلناهم في ريف حلب في منبج والباب وغيرهما، وسقط فيها أكثر من 12 شهيدا، وفي دير الزور، ولنا هناك 150 شهيدا تقبلهم الله، وكذلك في القلمون وجنوب دمشق، وسحقناهم بفضل الله في الغوطة الشرقية. ولا تزال حملة التنظيف مستمرة، وسنخرج لهم في كل مكان من سوريا حتى يتم تحريرها بإذن الله. والحكم على الخوارج عند أهل السنة على قولين، قول يقتصر على تضليلهم، وقول بكفرهم، ويجتمعون على وجوب قتالهم. فداعش مكونة من ثلاث طبقات: الأولى القيادة من الأمنيين والعسكريين، وهؤلاء أصل البلاء، منهم خوارج ومنهم عملاء لأجهزة استخبارات تابعة لأكثر من ثلاثين دولة، منها إيران والنظام الأسدي. الطبقة الثانية هم الشرعيون، وهم خوارج تكفيريون متطرفون تتخذهم الطبقة الأولى ستاراً لإضفاء الشرعية على هذا التنظيم المسخ. والطبقة الثالثة هم المقاتلون، وهم من الدهماء الذين اقتنعوا بعقيدة الخوارج واستغلهم القادة والأمنيون لتنفيذ إجرامهم.
* اليوم نشرت وكالة الأناضول التركية تصريحاً لوزير خارجية تركيا جاويش أوغلو، يقول إن تركيا قبضت على شخص سهل وصول الفتيات البريطانيات لسوريا وتبين أنه يعمل ضمن جهاز استخبارات إحدى دول التحالف، ماذا يعني لكم هذا التصريح؟
- ما نشرته الأناضول ليس غريباً، فالتنسيق الأمني بين داعش والنظام، والاتفاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية، لم تعد تخفى على من له خبرة بالصراع في سوريا، وقبلها كانت قضية بيع البترول.
* من المعروف أن كل فصيل بحاجة إلى دعم مادي، كيف تؤمنون هذا الدعم؟ وهل يوجد داعمون أشخاص، أو دول كالسعودية التي يُقال إنها الداعم الرئيس لكم؟
- 90 في المئة من دعم جيش الإسلام من الغنائم ومن السوريين، وأغلب مجاهدينا متطوعون. أما من الدول فلم نتلق شيئاً.
* لمن يتبع جيش الإسلام؟ بالمعنى الأدق: هل تملى عليه أوامر من دول إقليمية معينة؟
- لا يتبع جيش الإسلام لأحد مطلقا، كما أننا لا نقبل أي شكل من أشكال الدعم المشروط. ولذلك، لا تجد جهة تتبنى جيشنا وتدافع عنه.. ولا نقبل إلا أن يكون قرارنا مستقلا لمصلحة ديننا، وما ينفع شعبنا وينجح ثورتنا.
* مؤخراً، أعلن قائد جيش الإسلام الشيخ زهران علوش، أن أي اعتداء من طرف النظام على الغوطة سيُرد عليه برشقات صاروخية، تتراوح بين 600 و1000 صاروخ تستهدف نقاط النظام في العاصمة دمشق، هل تعتقدون بأن النظام سيرتدع وأنه سيكون لهذا الإجراء تأثير؟
- النظام تألم كثيراً من الصواريخ، وتقدير ذلك يرجع للقيادة.
* كيف ترون الاتهامات التي توجه إليكم بالانسحاب من المناطق وتركها للنظام؟ مثلاً، الاتهامات التي وجهت إليكم بالانسحاب من الذيابية أو قارة؟
- قصة الانسحابات التي نُتهم بها بدأتها داعش كحرب قذرة، وبعض الإعلاميين المحسوبين على جهات سياسية.. فالتهمة أيديولجية سياسية. والحرب بيننا وبين النظام حرب عصابات، كر وفر. ومن يقيّم أداء المعارك، فلا بد أن تكون معاييره منضبطة وفقا لآليات هذه الحرب. وما اتهمتنا به داعش بالانسحابات وقعت فيه اليوم حقيقة، فاليوم نسمع عن عشرات القرى والمواقع التي انسحبت منها داعش وسلمتها للأكراد وللنظام. وفي القرى التي ذكرتها لنا لا بد من الإحاطة بمن كان موجوداً فيها وكيف سقطت. لم نكن وحدنا، فقارة كانت كل مداخلها بيد النظام، وما حصل هو دخول النظام إلى داخلها ورأى أهلها أنهم لا قدرة لهم على المقاومة، ولم يكن قرار جيش الإسلام. وكذلك في النبك.. خرجنا بطلب رسمي من الأهالي، وكنا مع الجيش الحر وجبهة النصرة في كثير من هذه المواقع، فلماذا يُتهم جيش الإسلام؟ هذه معركة مفتوحة مع نظام يملك أسلحة وإمدادات هائلة، وتقدير الوقائع وظروف الحرب وطرق الإمداد يكون في غرف العمليات على الأرض. ودعني أخبركم بشيء مؤلم ومؤسف: كانت المعارك على أشدها في القلمون، وتحركت عدة قوافل للإمداد بشتى أنواعه من الشمال باتجاه القلمون، وفي الطريق رصدت لهم داعش في مناطق عقيربات وجباب حمد من ريف حمص وحماة الشرقي، وأوقفت هذه القوافل بحجة أنها تريد أن تتأكد أنها ذاهبة إلى المعركة أو إلى النظام، ونهبت كميات هائلة من الإمداد، وكانت معركة يبرود على أشدها.. ولا تزال هذه الأسلحة عند داعش إلى يومنا هذا، ما انعكس على معركة يبرود. وهذه الحادثة ومثلها الكثير جداً يثبت عمالة داعش للنظام، وخيانتها للثورة ولأهل الشام. وفي النهاية أستطيع أن أقول: لا يعني كوننا فصيلاً قوياً أن ننتصر في كل معركة نخوضها. فلو قارنت، (ستجد أن) أكثر من 120 معركة خاضها جيش الإسلام منذ تأسيسه، كسب منها أكثر من 110. فخسارة 10 منها مقابل الـ120 هي قمة النجاح والتوفيق بفضل الله.
* ما المعوقات التي تحول دون البدء بمعركة دمشق؟ هل هي الأوامر من دول خارجية أو إقليمية أم هي قلة الدعم؟
- المعوقات عديدة ويجري تذليلها بعون الله، ومن ذلك أننا ندعو الجميع للتعاون معنا. فمعركة دمشق على عاتق الجميع، وخاصة الفصائل التي اكتفت بتحرير بضعة أمتار من الأرض أو قرية نائية، أو احتفظت بمعبر حدودي، ونسيت أو تناست أن رأس الأفعى في دمشق، وأن معاركها تلك جعجعة من دون طحين. وقد أجبتك.. نحن لا نخضع للأوامر ولا لإملاء أحد.