يقول الكاتب
اللبناني،
عماد قميحة، المعروف بمواقفه المعارضة لنهج حزب الله، في مقال له نشره في صحيفة جنوبية اللبنانية، إن رستم غزالي أُزيح من المشهد السوري إلى غير رجعة.
وكانت وسائل الإعلام أوردت أن اللواء رستم غزالي وهو رئيس الأمن السياسي السابق للنظام السوري، موجود في المستشفى في حالة "موت سريري".
ومن المعروف وفق ما يعتقده الكاتب أن النظام السوري يعمد إلى التخلص من كل من يمتّ بصلة إلى جريمة اغتيال
رفيق الحريري، ويعتقد أنه بات معروفا تماما بأن "هذا النظام المافيوي بكل تشعباته يتخلص من أثقال سفينته المتلاطمة بأمواج من المشكلات، عبر رميهم في البحر على أمل إنقاذ ما تبقى منها".
ويشير الكاتب إلى أن رستم غزالي لم يكن سابقة في هذا المجال، فقد سبقه إلى المصير ذاته غازي كنعان (أبو يعرب)، رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان، وكذلك لحقه المستشار الأمني للرئيس بشار الأسد وعديل ماهر الأسد العميد محمد سليمان، الذي اغتيل في طرطوس وسط ظروف قيل عن غموضها الكثير.
ويرى أن عملية الاغتيال التي تعرضت لها ما كانت تسمى بخلية الأزمة، التي ضمت إلى جانب صهر الرئيس السوري آصف شوكت شخصيات أمنية كبيرة ارتبطت بهذا السياق ذاته.
وهنا أيضا يشير إلى ما قيل عن تورط مباشر لمخابرات هذا النظام في اغتيال القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية، ليس بوصفه متهما بالجريمة، فاسمه لم يرد في لائحة الاتهام الصادرة عن المحكمة الدولية أصلا، ولكن بما قد يمتلك من معلومات حساسة نتيجة العلاقة المتميزة التي كان تربط مغنية مع الدائرة الضيقة لهذه المخابرات، على حد وصفه.
وعليه، يرى الكاتب أن خبر التخلّص من رستم غزالي فتح باب السؤال واسعا عند الكثير من المراقبين ومن المتابعين لأعمال المحكمة عن الشخصية الجديدة التي سيعمد هذا النظام إلى التخلص منها، وشطبها من لائحة الأسماء غير المرغوب ببقائها في المرحلة القادمة، وهنا يبرز بشكل كبير اسم المتهم الرئيسي وهو
مصطفى بدر الدين القيادي في حزب الله.
ويود قميحة الإشارة إلى أنه إذا صح ما يقال عن دور طليعي لمصطفى بدر الدين بقيادة الكثير من المعارك الميدانية في الداخل السوري، وبالتالي تواجده على الأراضي السورية، وما حكي عن استهدافه المباشر بعملية القصف التي استهدفت الموكب القيادي في القنيطرة، فإن الكثير يسمع الآن في الصالونات وخلف الجدران عن سؤالين طَفَوَا إلى السطح أكثر من أي وقت مضى يصبان في الاتجاه ذاته.
ويوضح أن أول هذه الأسئلة هي: متى سينعى حزب الله مصطفى بدر الدين؟ ويأتي السؤال الثاني مخففا: بعد رستم غزالي، ماذا عن مصطفى بدر الدين؟
ويضيف الكاتب أن اللبنانيين لم يتفاعلوا مع هذا الخبر كما يفترض، بوصفه خبرا مفاجئا ومهما، فلم يشهد الناس مثلا أيًّا من مظاهر الفرح أو أّيّ ردة فعل عفوية تحمل التعبير عن شعور الغبطة بنهاية قصة رجل حكم لبنان لحقبة زمنية سوداء لا يزالون إلى اللحظة يعانون من شرورها ومن تبعاتها.
ويلفت قميحة إلى أن ظاهرة اللامبالاة وعدم الاكتراث هذه من قبل اللبنانيين مردها إلى أمر واحد، وهو المعرفة المسبقة إلى ما كان سيؤول إليه مصير هذا الرجل، فصار الخبر وكأنه ليس أكثر من حدوث ما هو متوقع، وبالتالي، فقد مرّ الخبر وكأنه قد حصل أولا ومنذ زمن في وعي اللبنانيين، ولم يكن ينقصه أكثر من مجرد إعلان لا أكثر، على حد قوله.