تشهد العاصمة
السودانية توقيع كل من القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، إعلان مبادئ
سد النهضة، ظهر اليوم، بحسب ما أعلنته الرئاسة السودانية.
وقالت الرئاسة في بيان لها صباح اليوم الاثنين، إن "قادة كل من مصر وإثيوبيا والسودان، سيوقعون على اتفاق المبادئ الخاص بسد النهضة في الساعة الثانية عشرة بالتوقيت المحلي (09:00 تغ) على أن يعقبه مؤتمر صحفي مشترك".
ولم يوضح بيان الرئاسة ما إذا كان قد تم تجاوز النقطة الخلافية بين مصر وإثيوبيا، والتي تدور حول بند "الإلزام" بمبادئ الوثيقة، والذي ترفضه أديس أبابا، وتطالب بالاقتصار على كلمة الاحترام، فيما يتمسك الجانب المصري بموقفه، وذلك حتى مساء الأحد، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية.
من جهة أخرى، وصل إلى
الخرطوم رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ديسالين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في اجتماع القمة مع الرئيس السوداني عمر البشير.
واستقبل البشير بمطار الخرطوم الدولي ديسالين والسيسي تباعا.
وفي وقت سابق مساء أمس، قال مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، إن ضغوط دول خارجية تكمن وراء تراجع إثيوبيا عن موافقتها على بند "الإلزام" بمبادئ وثيقة "سد النهضة" المقرر توقيعها بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان.
وأوضح المصدر أن نقطة الخلاف حول إلزامية مبادئ وثيقة الخرطوم لكل من "مصر وإثيوبيا"، بحيث تستطيع كل دولة اللجوء إلى التحكيم في حالة الإخلال بتلك المبادئ، ويكون من حقها طلب تعويض من الدولة المعتدية.
وبحسب المصدر، تتضمن الوثيقة السياسية 10 مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية، وأبرزها "مبدأ التعاون، التنمية والتكامل الاقتصادي، التعهد بعدم إحداث ضرر ذي شأن لأي دولة، الاستخدام المنصف والعادل للمياه، التعاون في عملية الملء الأول لخزان السد وتشغيله السنوي، ومبدأ بناء الثقة، ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات، ومبدأ أمان السد، ومبدأ احترام السيادة ووحدة أراضي الدولة، وأخيرًا مبدأ الحل السلمي للنزاعات".
من جهتها، نقلت صحيفة "آخر لحظة" السودانية على موقعها الإلكتروني، في وقت متأخر مساء أمس، عن مصادر لم تسمها أن "الرئيس المصري سيجري مشاورات قصيرة مع الرئيس عمر البشير ورئيس وزراء أثيوبيا، يليها التوقيع على مسودة اتفاق سد النهضة، وستكون هناك مأدبة غداء على شرف الضيوف الذين يتوقع أن يبلغ عددهم 300 ضيف".
وشدد المصدر على أن الترتيبات اكتملت سواء في القصر الرئاسي أو قاعة الصداقة، وقطع بأن البرنامج سينتهي في تمام الساعة الثالثة والربع (12:15 تغ) من عصر اليوم الاثنين.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر (دولتي المصب).
وفي 22 أيلول/ سبتمبر الماضي، أوصت لجنة خبراء وطنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى: حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية: تتناول التأثيرات البيئة والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء هذا السد.
وتتكون لجنة الخبراء الوطنيين من ستة أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، وأربعة خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.