طالبت صحيفة
مصرية موالية للرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي شيخ الأزهر الدكتور
أحمد الطيب بالتنحي عن منصبه، وذلك بعد إخفاقه في التعبير عن الخطاب المنادي بتجديد الخطاب الديني، وقيادة الثورة الدينية التي دعا إليها السيسي.
فقد اتهمت جريدة "التحرير" الصادرة الخميس (التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال أكمل قرطام المقرب من السيسي)، شيخ الأزهر بأنه أصبح غير متفرغ لقيادة الثورة الدينية المشار إليها.
ووصفت الصحيفة مشيخة الأزهر، فضلا عن شيخها، بأنهما غير مؤهلين للمهمة، وأنهما منشغلان بمعارك هامشية، برغم أنه يُفترض بهما أن يكونا رأس الحربة في الانتفاضة التصحيحية الإصلاحية للدين، وفق وصفها.
واتهمت الصحيفة شيخ الأزهر، بأن فقه الاختفاء السياسي قد صار سمة من سمات شخصيته بما لا يؤهله للاضطلاع بتجديد الخطاب الديني، أو قيادة ثورة دينية، كما سبق أن دعا الرئيس، الأزهر وشيوخه وعلماءه للاضطلاع بهذه المهمة، التي تبدو ثقيلة إلى درجة تقترب من التعجيز، في ظل دولة منهكة اقتصاديا وسياسيا، بحسب الصحيفة.
وقالت "التحرير" إن شيخ الأزهر يلجأ إلى الاعتزال المؤقت لمهام الوظيفة أو المنصب، والعودة إلى مسقط رأسه القرنة بالأقصر، بعيدا عن العاصمة، وهو قائد أكبر مظلة سنية في العالم، بغض النظر عن الظرف الأمني أو السياسي الجاري، في اللحظات المهمة، إذ إنه يتوارى عن الأضواء، في أجواء عائلته الصوفية، إما هربا من رد فعل يجدر به أن يتخذه، أو على خلفية خلاف شخصي له مع مسؤول رسمي، أو حتى لإراحة البال من قضايا شائكة تتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة من جانبه، كتنقية جسد المشيخة مثلا من الإخوان والسلفيين الظلاميين، بما يتواكب وهدف إعادة تجديد الخطاب الديني، على حد تعبير الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شيخ الأزهر جعل كل همه في الشكوى لرئيس الوزراء إبراهيم محلب، تارة ليشكو وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور، وتارة لطلب تدخله لوقف حملات صحفية وإعلامية يرى أنها تستهدفه شخصيا، وتارة ثالثة لعتاب رئيس الحكومة على صمته على ما يراه تدخلا من جانب وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في شؤون المشيخة، حتى وصل الأمر إلى مقاطعته لحضور المؤتمر العام الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بحجة التوعك بنزلة برد.
وتساءلت التحرير: "ما الذي يفعله شيخ الأزهر ومؤسسته حقا في ملف تجديد الخطاب الديني؟"، وأضافت: "يا شيخنا.. أرحنا أو استرح".
وأضافت أن شيخ الأزهر غفل عن فشل قادة الأزهر، وهو في مقمتهم، إضافة إلى حتمية اعتزالهم وترك مناصبهم، مشيرة إلى أنه روج لمرشد الإخوان السابق حسن الهضيبي، عندما دعا إلى أن يراجع الناس كتابه: "دعاة لا قضاة"، لمعرفة الردود السلمية على أفكار جاهلية المجتمع التكفيرية، كما أنه أشعل أزمة دبلوماسية مع العرق، باتهامه مليشيات الحشد الشعبي الشيعية بأنهم يرتكبون مجازر بحق أهل السنة، ما دفع بغداد لاستدعاء السفير المصري لديها لتسجيل اعتراضها على تلك التصريحات.
واتهمت الصحيفة الشيخ الطيب أيضا بأنه أقحم نفسه في معركة غريبة وغير مبررة، وربما مثيرة للشبهات، وبخاصة أنها جاءت بالتزامن مع عودته من السعودية، حيث كان يحضر مؤتمرا ضد الإرهاب، بما قد يوحي بـأنه ربما هاجم الحشد الشعبي الشيعي العراقي، بتوافق مع الرياض، وفق وصفها.
والأمر هكذا عنونت الصحيفة المقال بخطاب موجه إلى الشيخ الطيب بالقول: "الأزهر في معركة الخطاب الديني.. أرحنا أو استرح يا شيخنا".
يُذكر أن هذه ليست أول دعوة من إعلاميين موالين للسيسي إلى شيخ الأزهر كي يستقيل من منصبه فقد شن الإعلامي عمرو أديب هجوما عنيفا عليه قبل أيام، طالبه فيه بالمطلب نفسه: "أرحنا أو استرح"، موجها إليه الاتهامات نفسها بعدم القيام بدوره في الحرب الشاملة على الإرهاب، وتطهير الأزهر من المحسوبين على الإخوان، والإسهام في تجديد الخطاب الديني، وقيادة الثورة الدينية التي أعلن عنها الجنرال السيسي!