أعلنت
السعودية ليلة الخميس، أنها بدأت عمليات عسكرية في
اليمن بشن غارات جوية بالتنسيق مع تحالف يتألف من عشر دول، سعيا لهزيمة قوات الحوثيين التي تحاصر مدينة عدن في جنوب البلاد التي لجأ إليها الرئيس اليمني.
وتمثل هذه الأزمة مجازفة باتساع نطاقها إلى حرب بالوكالة مع
إيران الشيعية التي تدعم الحوثيين والسعودية والقوى السنية الأخرى في المنطقة التي تؤيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال رئيس معهد أستراليا للشؤون الدولية جون مكارثي، إن "السعودية تخشى أن يصبح اليمن وكيلا لإيران ويسيطر في الأساس على بلد تهيمن عليه السعودية ومهم للمصالح السعودية. فالسعودية تنظر لما تحققه إيران من تقدم في العراق، وأعتقد أنها تجد نفسها تحت ضغط من دولة تعتبرها منافسها الرئيس على الهيمنة الإقليمية. ولن أندهش إذا شهدنا دعما بريا سعوديا في مرحلة ما. ففي غياب الأمريكيين الذين تركوا الساحة بصفة مؤقتة سيحسب السعوديون أنه ليس أمامهم خيار سوى الدخول بقوة. وسنشهد إعادة رسم للمنطقة".
من جهته، قال الأستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي رودجر شانهان: "سأندهش إذا التزموا بأي عملية برية واسعة النطاق لأنه مجتمع ذو تركيبة معقدة. وآخر مرة تصدوا فيها للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص".
وأما الأستاذة المساعدة الزائرة للأبحاث بمعهد الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية بسنغافورة، سوزان دالجرين، فقالت: "في عام 2009 تم استخدام القوة الجوية السعودية لمساعدة الجيش اليمني في قتال الحوثيين لكنها لم تنتصر. ولذلك يتعين على السعوديين أن يكونوا أكثر حرصا الآن. حتى الآن لم يقصفوا الجنوب المزدحم بالسكان. وأرجو أن يظلوا على هذا المنوال لفترة طويلة. فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري".
من جهته، قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالمعهد الصيني للدراسات الدولية، لي جوفو، إن "الصين تشعر بقلق بالغ للوضع في اليمن وقد دعمت المبادرة السعودية لجمع كل الأطراف على مائدة التفاوض. وقام السعوديون بعمل عسكري لأنهم قالوا إن الحوثيين يحصلون على دعم من الإيرانيين... وهذا مؤشر على أن الحرب قد تتسع تدريجيا لتصبح صراعا إقليميا. وهذا أمر يقلق الحكومة الصينية أشد القلق".
بدوره، رأى مدير المخاطر بشركة ميتسوبيشي في طوكيو، توني نونان، أن "ثمة مواجهة كبيرة بين إيران والسعودية بين السنة والشيعة في سوريا والعراق. وهذا دليل آخر على أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أصبحت مزمنة".
وأكد مدير وحدة الطاقة بشركة نيو إيدج اليابان للوساطة المالية في طوكيو، ماساكي سويماتسو، أن "مجرد شن السعودية وآخرين غارات جوية لا يعني أن سوق النفط قل فيها المعروض فجأة. لكن ستحدث تبعات. وإذا تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم سيكون الأثر هائلا".
من جهته، أشار مؤسس شركة ماثيوس اليابان لاستشارات الطاقة، توم أوساليفان، إلى أن "هذا يزيد عدم الاستقرار العام في الشرق الأوسط على الأقل في الأجل القصير. وهناك احتمال وقوع عمليات انتقامية من جانب القاعدة/الدولة الإسلامية/الحوثيين في السعودية. وهو للأسف مثال آخر حديث على دولة فاشلة في المنطقة. والأخرى هي العراق وسوريا وليبيا".
أما محلل الاستثمار بشركة ميتسوبيشي يو إف جيه مورجان ستانلي للأوراق المالية، نوريهيرو فوجيتو، فقال: "في الوقت الحالي سيكون التركيز على رد الفعل الإيراني. أرجو فقط ألا تبالغ إيران في رد الفعل. وإذا أصبحت الحرب بالوكالة حربا حقيقية، فستلتهم الحرب الشرق الأوسط كله رغم أنني لا أعتقد أن هذا مرجح".
وتساءل مدير مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد "آسان" لدراسات السياسات في سيؤول، جانج جي هيانج: "لماذا الآن؟ السعودية مستاءة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة التي يبدو أنها تحرز تقدما. لكن من غير المرجح أن ترد إيران على العملية السعودية في اليمن لأنها لا تريد أن تصبح طرفا صانعا للمشاكل بالتورط في صراعات في الوقت الذي يظل فيه الاتفاق النووي معلقا".