وسط صمت رسمي مطبق، وأنباء تتحدث عن تفجيرات ضخمة حدثت في الريف الغربي لحمص قبل يومين، هناك ناجون تحدّثوا عن ما جرى هناك بالضبط، مع تكتم النظام الشديد على ما جرى، وتحذيره لأفراده بعدم الحديث عنها مطلقاً.
التقت "
عربي21" بالمساعد "محمد" وهو عنصر أمني يخدم في منطقة قريبة من مستودعات
الفرقة 18 في ريف
حمص الغربي، يقول: "بعد منتصف الليل سمعنا أصواتاً، وكأنّ القيامة قد حانت، كانت متتالية وسريعة، وربما كانت أصواتاً لعدّة انفجارات دفعةً واحدة، دفعنا الفضول للخروج والترقب، كانت مستودعات الفرقة محاطة بالنيران التي بدأت تأكلها، ومن ثم جاء القصف ثانيةً ضمن حلقات النار هذه، ما جعل مستودعات الفرقة 18 تختفي بالكامل، وتحترق دون أن يخرج منها طلقة واحدة، أو جندي واحد، استمر هذا الأمر قرابة عشر دقائق، ومن ثم انتهى كلّ شيء، وكأنّ قطعة من الأرض حلّت عليها جهنم دفعةً واحدة".
وأضاف محمد،"نحن كوننا عناصر تابعين للدفاع الجوي أصابنا الهلع الشديد، فلم تتلق راداراتنا القديمة أيّ إشارة، لكن ما لبث الأمر، حتّى أتت برقيّة الاستنفار تفيد بتأهب جميع العناصر لصد غارات إسرائيلية محتملة، عممنا هذا الاستنفار على جميع كتائب الدفاع الجوي، وجرى الاستنفار العام، لم يحدث شيء بعدها، إلا في صباح اليوم التالي، حيث أتتنا تعليمات حازمة بعدم تسريب أيّ معلومات مما جرى ليلة البارحة، تحت وطأة العقاب بتهمة الخيانة العظمى".
وعند سؤالنا عن امتلاك النظام أنظمة دفاع ضد تكنولوجيا الطيران الإسرائيلي، أجاب: "روسيا وإيران تزودنا بالقنابل والطلقات، كما تزودنا بدبابات قديمة الطراز وبضعة أسلحة متوسطة، مثل الدوشكا، لكنّها كانت خجولة في أسلحة استراتيجيّة كالصواريخ الذكيّة، أو الرادارات المتطورة".
وتابع محمد: "إنّ أحدث جهاز في قطعتي يعود للتسعينيات، والجميع يعرف أنّ منظومات الدفاع لدينا غير قادرة على منع مثل هكذا عمليات، حتّى صواريخ سكود، منها ما أكله الصدأ ولم يقلع من مكانه، والطائرات منها ما قد يقع بفعل قدم الزمن، إلّا أن الروس زودوا النظام السنة الماضية بصواريخ أس 300، وهذه التي تلاحقها إسرائيل من مكان لآخر، ولم يستطيع النظام إخراج ما تبقي لديه منها فوق الأرض بشبر واحد".
لم نتمكن من رصد حجم الخسائر البشريّة التي تعرّض لها النظام في هذه الغارة، ولكن جميع الشهود يؤكدون أن جميع من في مستودعات الفرقة 18 لقوا حتفهم، إذ إنها أحرقت بشكل كامل.